إعلام مصر يتحول للإشادة بسلمان بعد "المصالحة".. (شاهد)

أشادت غالبية وسائل الإعلام المصرية، المرئية والمكتوبة، يومي الأربعاء والخميس، بما اعتبرته "مصالحة مصرية-سعودية" تحققت، بلقاء رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على هامش القمة العربية بالأردن، الأربعاء.

وتتناقض هذه الإشادة مع إدانة هذا الإعلام نفسه للقيادة السعودية قبل أسابيع، على إثر توقف شركة "أرامكو" السعودية الحكومية، عن تزويد مصر بحصة شهرية متفق عليها من الوقود، مع تنامي الخلاف بين نظامي حكم البلدين، إزاء التعاطي مع عدد من الملفات العربية، أبرزها الأزمات السورية واليمنية والليبية والعراقية.

وفي ما يشبه التحول بنسبة 180 درجة، أشادت الصحف المصرية، الصادرة الخميس، بلقاء السيسي وسلمان في الأردن، وقالت إنهما استعرضا فيه العلاقات الأخوية، وسبل تعزيزها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وتحت عنوان "القصة الكاملة.. أول لقاء بين الملك سلمان والسيسي بعد خلاف 10 أشهر"، قالت صحيفة "الفجر" إن العاهل الأردني كان "سر التصالح" بين الزعيمين.

وعلقت صحيفة "اليوم السابع"، المقربة من سلطات الانقلاب، على اللقاء، الخميس، فقالت: "جناحا الأمة يتحدان.. سياسيون ونواب يثمنون قمة السيسي وسلمان.. العرابي: التوافق يحمل رسائل طمأنة للشعب العربي.. طارق فهمي: مصر والسعودية حريصتان على تجاوز الخلافات.. سعد الجمال: اتحادهما ضمانة للعرب".

وبحسب الصحيفة: "ثمن سياسيون ونواب بالبرلمان لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، على هامش أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين المنعقدة في البحر الميت بالأردن، مؤكدين أنها تحمل رسائل إيجابية وطمأنة للشعب العربي، وتجاوز كافة الخلافات في سبيل تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وحل القضايا العربية".

وتحت عنوان "كواليس 25 دقيقة بين السيسي وسلمان في البحر الميت"، قالت صحيفة "أهل مصر" إن مصادر تحدثت عن أن الملك عبد الله بن الحسين، ملك الأردن، هو الذي وقف خلف هذا اللقاء، وأنه استمر نحو 25 دقيقة، ثم عاد السيسي لقاعة القمة مرة أخرى، بينما لم يعد الملك سلمان، لأن لديه مقابلات أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب جدول لقاءات السيسي، الذي أعلنته رئاسة الجمهورية، الثلاثاء، لم يكن هذا اللقاء على جدول أعمال الزعيمين خلال القمة.

نواب السيسي: صفحة جديدة

وفي سياق متصل، سلطت الصحف المصرية الضوء على إشادة أعضاء في "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، باللقاء، والمصالحة.

وأشارت إلى أن النائب مصطفي بكري، قال عبر موقع "تويتر"، إن اللقاء يفتح صفحة جديدة في التنسيق المشترك بين البلدين باتجاه مشاكل وأزمات المنطقة، ويُعتبر ردا على كل من راهن على انهيار العلاقات بين البلدين.

ونقلت إشادة النائبة سحر طلعت مصطفى، في بيان لها، بلقاء السيسي بالعاهل السعودي، إذ أكدت أنه يغلق أي باب أمام المتربصين، ومشعلي الفتن، بحسب تعبيرها.

ومن جهته، قال النائب محمد العرابي، إن اللقاء مشهد طال انتظاره، وجاء في توقيت مناسب، مشيرا إلى أن هذا التوافق بين مصر والمملكة يحمل رسائل طمأنة للشعب العربي، لأن البلدين يشكلان ركيزة أساسية في العمل العربي المشترك، وفق وصفه.

وبدوره، قال النائب اللواء سعد الجمال، إن من أفضل ما شهدته القمة لقاء السيسي مع خادم الحرمين، وتوجيه دعوة له لزيارة المملكة في شهر أبريل المقبل.

وأضاف أن الجميع يعلم مدى أهمية العلاقة المصرية- السعودية لأنهما جناحا الأمة العربية، باعتبار مصر القوة العسكرية الأكبر، والسعودية القوة الاقتصادية الأكبر، وبناء عليه فإنهما جناحا الأمة، ويشكلان ضمانة للأمة العربية .

ومن جانبه، قال النائب طارق رضوان، إن مصر والسعودية جناحا الأمة العربية، وتوافق الرؤى والأفكار أمر كان لا بد أن يأتى سريعا بعد مرحلة فتور استمرت ثمانية أشهر، مضيفا: "عودة حميدة للعلاقات المصرية- السعودية".

تامر أمين: اللقاء هو القمة الحقيقية

وعلى مستوى الفضائيات، روج عدد من الإعلاميين الموالين لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، للقاء، والمصالحة المدعاة، بين البلدين.

وقال الإعلامي الموالي للسلطات، تامر أمين، إن القمة العربية الحقيقية التي انعقدت في الأردن هي القمة الثنائية بين مصر والسعودية.

وأضاف، في برنامج "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة"، أن "القمة الحقيقية لم تتمثل في اللقاء الجماعي الذي عقد بين زعماء الدول العربية كافة"، واصفا اللقاء الثنائي بين السيسي والعاهل السعودي بأنه هو القمة الحقيقية، وبأنه لقاء طال انتظاره، بحسب قوله.

وتابع: "أنا فخور وسعيد بزوال الخلافات وسحب الصيف السياسية التي وترت العلاقات المصرية السعودية في الآونة الأخيرة"، معتبرا أن مصر والسعودية يمثلان المحركين الرئيسين لجناحي الطائرة العربية، وأنه بدونهما لا تطير الطائرة، على حد تعبيره.

ولم تغب الإعلامية الموالية للسلطات، لميس الحديدي، عن مشهد التعليق على لقاء السيسي والعاهل السعودي، ووصفت اللقاء بأنه "درة القمة العربية في الأردن".

وأضافت، في برنامج "هنا العاصمة"، عبر فضائية "سي بي سي"، مساء الأربعاء، أن اللقاء يعيد المحور المصري السعودي إلى مقدمة التحرك العربي مرة أخرى، مؤكدة أنه بدون تفاهم القاهرة والرياض يكون هناك خلل عربي، حسبما قالت.