نشر موقع "إنك" الأمريكي، تقريرا قدم من خلاله خمس نصائح من شأنها أن تساعدك على إعلام مديرك بأنه قد قام بخطأ ما، وذلك حتى تتجنب إمكانية طرده لك، والمحافظة على العلاقة الوطيدة بينكما.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن مواجهة رئيسك في
العمل بخطأ ارتكبه ليس بالأمر الهين، خصوصا أن معظم
الموظفين دائما ما يتجنبون الإقدام على مثل هذا الأمر، وذلك لتفادي العواقب المحتملة له، مشيرا إلى أن الاعتراض على بعض التصرفات التي قد يقوم بها مديرك؛ يُعد تصرفا صحيا، وسببا محتملا للارتقاء في
السلم الوظيفي.
وأوضح التقرير أن مديرك في العمل قد يرفض هذا النوع من التصرفات، معتبرا إياه نوعا من الإهانة، "ولكن تفاقم الوضع المسكوت عنه، إلى جانب إصرار رب العمل على سلامة موقفه؛ من شأنه أن يعقد المسألة، ويعرض
الشركة والعمال، على حد سواء، لضرر كبير".
وأضاف أن
المدير التنفيذي الناجح يبحث دائما عن موظفين يعبرون عن آرائهم، ولا يتوانون عن خوض نقاشات تهم مصلحة العمل، وذلك أن القادة يحتاجون إلى جانبهم أشخاصا قادرين على تطوير العمل؛ من خلال طرح العديد من التساؤلات، فضلا عن امتلاك القدرة على النقد البناء.
وبيّن أنه "يمكنك استخدام عبارات مثل (لقد كنتَ مخطئا)، أو (لقد تم تضليلك)، أو (هذا غير صحيح)، عند مخاطبة المدير. وفي غالب الأحيان؛ يعتمد إيصال المعلومة على عنصر الفطنة، وذلك من خلال استخدام المفردات السليمة عند توجيه الملاحظات".
وذكر التقرير أنه "في حال واظب الموظف على مواجهة رئيسه في العمل؛ سيصبح ذلك تدريجيا جزءا من العلاقة التي تربط بينهما، وسيتمكنان بالتالي من بناء رابطة مهنية قوية".
وتابع: "في الواقع؛ يعتبر المدراء مجرد أشخاص عاديين، لذلك بإمكانك التواصل مع مديرك باستعمال أدوات التواصل ذاتها التي تستخدمها في جوانب أخرى من حياتك؛ لبناء علاقات قوية، سواء كان ذلك مع الشركاء أم الأطفال أم الأصدقاء".
وسرد التقرير خمس طرق لغوية ناجعة لإقناع المدير بعدم صحة قراره، هي الآتي:
أولا: هناك طريقة خطابية غير صائبة يعتمدها الموظف، وذلك حين يبادر بتقديم الأخبار الجيدة، ومن ثم الأخبار السيئة مباشرة، وهو ما يعد منهجية جبانة. وفي العادة؛ يرغب المديرون التنفيذيون في الحصول على تقييم واضح من شأنه أن يحسن سير العمل، ويعكس الصورة المتكاملة للعمل بما تشمله من إيجابيات وسلبيات.
وإن وجهة النظر المتوازنة والبناءة لا تركز على "القرارات الصحيحة والأخرى الخاطئة"، ولكن بدلا من ذلك تكشف لنا "الجوانب التي نستطيع تطويرها بشكل مختلف، وما يجب أن نتخلى عنه".
ثانيا: إن عدم استعمال ضمير الأنا قد يضع رئيسك في وضعية الدفاع، فعلى سبيل المثال عندما تقول "لم يكن عليك توظيف جو" سيبدو الأمر وكأنك توجه له أمرا. وفي المقابل؛ عند استخدام ضمير "أنا" في كل مقترح تقدمه، فذلك سيعكس وجهة نظرك، ويترك لك مجالا للنقاش والتفسير والتنسيق.
ثالثا: إن تحقيق النجاح يكون مبنيا على مجهود مشترك بين الموظف ورب العمل. وبالتالي؛ حين تضطر لمواجهة رئيسك بأخطائه؛ لا بد أن تذكره بأهداف العمل ككل عبر اقتراح بديل أفضل أو قرار أنسب، مع التركيز أثناء النقاش على الأهداف المشتركة، وذلك بالاستناد على بيانات وأدلة واضحة. وفي هذه الحالة؛ سيولي رئيسك كامل انتباهه لحججك القوية المتجذرة داخل نطاق الأرضية المشتركة للعمل.
رابعا: من الضروري أن تطرح على مديرك بعض الأسئلة المتعلقة بمجريات العمل قبل أن تتطرق إلى أي مشكل في إطار مسؤولياتك، فالرؤساء عادة ما يكونون ملمين بأكثر بخفايا العمل. وفضلا عن ذلك؛ لا بد أن تتأكد من أنك على دراية بالوضع السائد في الشركة، ثم قم بفتح نقاش حول الأخطاء التي لاحظتها كل ما لزم الأمر، وهو ما سيمكنك من اكتساب خبرة أكثر في العمل.
خامسا: يجب تقديم حلول للمشاكل التي تسبب فيها مديرك، واحرص على أن تبدي رأيك لأنك في موقع المسؤولية أيضا. وفي حال توصلت للمقاربة الصحيحة؛ فسيشكرك مديرك، وبالتالي سيكون لدى شركتك فرصة أفضل للنجاح. أما إذا ما عوقبت على تجاوزك؛ فاعلم أنه قد حان الوقت لطرح السؤال التالي: "هل يستحق مديرك وقتك وطاقتك؟".