كشفت تقارير إعلامية أجنبية عن اهتمام أوروبي حديث بالحجاب واللباس الإسلامي، إذ إن مصممين في مجال الأزياء حول العالم التفتوا إليه، وصار محط اهتمامهم بشكل غير مسبوق.
من جهتها، أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير ترجمته "
عربي21"، أن الزي الإسلامي أو ما يعرف باسم "الأزياء
المحتشمة"، أصبحت لافتة للنظر بالنسبة للمصممين في العالم.
وقالت كاتبة التقرير، ريمونا علي، إن تعبير "الأزياء المحتشمة" كان يثير نظرات مستهجنة إلى وقت قريب، لكن الأسابيع القليلة الماضية جلبت تغييرا.
"الموضة الإسلامية"
وقالت "الغارديان": "لقد بدأ عصر الموضة الإسلامية، التي تخاطب النساء المسلمات اللواتي يرغبن بالجمع بين عقيدتهن وأناقتهن".
وشهدت العاصمة البريطانية لندن أول عرض للأزياء المحتشمة، بمشاركة علامات تجارية معروفة مثل "مانغو"، و"دولتشي آند غابانا"، و"أوسكار دي لارينتا".
واللافت أن متاجر "دبينامز" أصبحت الأولى في لندن التي تبيع
الحجاب في متاجرها في وسط العاصمة البريطانية.
وكان لافتا للانتباه بشكل أكبر، إطلاق مشروع تجاري على الإنترنت للأزياء المحتشمة الفخمة تحت اسم "The Modist" في
يوم المرأة العالمي.
وبدأ صدور مجلة "فوغ العربية"، التي ترأس تحريرها الأميرة السعودية دينا الجهاني عبد العزيز.
أول حجاب رياضي
من جانبها، كشفت شركة "نايكي" في حدث كبير عن أول حجاب رياضي للسيدات، قالت إنه يجعل ممارسة الرياضة أكثر راحة بالنسبة للمرأة المسلمة.
وتعتزم الشركة وفق ما أعلنته واطلعت عليه "
عربي21"، طرح حجابها الرياضي الاحترافي للبيع في الأسواق في عام 2018.
واهتمت الشركة الشهيرة بتفاصيل الحجاب الرياضي، إذ جعلت نسيجه يحتوي على ثقوب صغيرة جدا تسمح بالتهوية، وعدم الانثناء أثناء ممارسة النشاط الرياضي.
وقالت إن المنتج هو ثمرة عمل استمر لمدة عام، بغية تطوير حجاب رياضي جديد.
وتعد شركة "نايكي" بذلك أول شركة عالمية كبرى تطرح المنتج، تلبية لحاجة المرأة المسلمة رياضيا.
وإلى جانب "نايكي"، فإن هناك علامات تجارية صغيرة مثل شركة "كابسترس" و"ريسبورت أون" رائدتين في مجال طرح الحجاب الرياضي.
وارتدت اللاعبة الإماراتية زهرة لاري حجاب "نايكي"، ونشرت صورتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
ما الذي تغير؟
ومازال التعاطي مع قضية الحجاب واللباس الإسلامي في الدول الأوروبية مثار جدل واسع، إلا أن معطيات جديدة دفعت إلى تفهمه أكثر، وإلى الدعوة إلى نبذ الإسلاموفوبيا، رصدت "
عربي21" أبرزها:
- الهجرة الكبيرة إلى
أوروبا من الدول الإسلامية
- الدفاع عن حقوق المرأة وازدياد التضامن معها ومنحها حريتها في اختيار لباسها
- المشاركة الرياضية للمحجبات على مستوى عالمي
وتتعرض المرأة المسلمة في دول أوروبية إلى مضايقات، وأحيانا تواجه ممارسات عنصرية، إلا أنه بحسب ما ذكرته إحصائيات رسمية أطلقتها دول أوروبية، فإن الحوادث العنصرية ضد المسلمين قلت عن السنوات الأخيرة، رغم ارتفاعها مؤقتا بسبب هجمات في مدن أوروبية.
ومن العوامل التي أثرت سلبا على قضية
اللباس الإسلامي وللحجاب:
- صعود اليمين المتطرف
- تزايد الإسلاموفوبيا
- ظهور قوانين عنصرية في دول أوروبية مثل جدل البوركيني والحجاب في فرنسا وسويسرا
حجم الموضة الإسلامية
بدورها، نشرت وكالة أنباء "رويترز" ومؤسسة أبحاث "دينار ستاندرد"، تقريرا كشف أن حجم تجارة الموضة الإسلامية سيبلغ 484 مليار دولار بحلول عام 2019.
وبحسب "الغارديان"، فإن مؤسسة شركة "The Modist" غزلان غوينيز، اهتمت بهذه الإحصائية، ورأت في شركتها الجديدة توجها فلسفيا أكثر منه مشروعا تجاريا، لكنها تعرف بالتأكيد اتجاه هبوب الريح نحو الموضة الإسلامية أو "المحتشمة".
وترى غوينيز وهي امرأة أعمال من أصل جزائري، أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا مهما في إطلاق مشاريع الموضة المحتشمة، فقد مكنت مصممة أزياء في ماليزيا من أن تستفيد من أفكار طالبة في لندن، وكلاهما تستفيدان من أفكار مجموعة من النساء على الإنترنت تناقش حلولا تدمج ما بين الموضة والالتزام بالعقيدة.
وتتراوح أسعار منتجات الشركة الجديدة بين 200 إلى 2000 جنيه إسترليني، بين الثياب الطويلة والسراويل الفضفاضة الملونة وقطع الثياب العلوية الديناميكية.
وكانت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، نشرت تساؤلا في تقرير لها عن سر انتشار الزي المحتشم، وهو السؤال الذي أثاره مصممو الأزياء وبيوت الأزياء العالمية، وفق قولها.
اقرأ أيضا: سي أن أن: ما هو سر انتشار الزي المحتشم؟
وأورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن مراقبي خطوط الموضة، قولهم إن هذا تعبير عن موجة جديدة من الأنثوية، أو تقوية متعددة الجوانب، حيث تقول المتخصصة في مجال الموضة في بيسلرز في باريس إزا ديزون، إن "المرأة القوية لم تعد موضوعا لتعريف محدد، ولا تعيش ضمن معايير محددة"، وتضيف: "نحن نشاهد بداية لما نراه وسائل التقوية التي تسمح للمرأة بخلق تعريفاتها الخاصة بها".
ونوّه التقرير إلى أن هذا التحول يأتي في وقت بدأت فيه العلامات التجارية الفارهة بالاستجابة في تصميماتها للمرأة الملتزمة ومن أديان مختلفة، حيث تقول بيتون: "لم تعد تستطيع تجاهل جوقة الأصوات العالية حول العالم، التي تطالب باختيارات واسعة".
يوم الحجاب العالمي
وظهر في مدينة نيويورك الأمريكية تنظيم "يوم الحجاب العالمي"، بدأته مسلمة تدعى، نازمة خان، منذ في 2013.
ويدعو هذا اليوم النساء غير المحجبات إلى إرتداء الحجاب ليوم واحد للوقوف تضامنا مع النساء المحجبات، ومع حقهم في ارتداء الحجاب.
ولقي هذا اليوم استحسانا في بعض الدول الأوروبية التي شهدت تضامنا نسائيا مع المحجبات، وارتدت نساء الحجاب تعبيرا عن رفضهن للممارسات التي تتعض لها المحجبات.