أطلق النشطاء في
مصر؛ حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالإفراج عن شاب معتقل، قالوا إنه يشتبه بإصابته بسرطان الدم داخل المعتقل، وسط ظروف احتجاز متردية للغاية.
وعبر "فيسبوك"، دشن النشطاء وسم
#خرجوا_الخطيب_يتعالج، وقد تفاعل معه أيضا العديد من أصدقاء الطالب المعتقل، أحمد عبد الوهاب الخطيب، الذي اعتقل في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 وكان عمره آنذاك 19 عاما، وتم ترحيله إلى سجن الاستئناف ومن ثم إلى سجن طرة، وحكم عليه بالسجن لـ10 سنوات في 23 آذار/ مارس 2016.
وقالت صفحة المرصد الحقوقي المصري: "أحمد منذ عدة أشهر بدأ يشعر بالتعب، بسبب الإهمال الطبي الذي هو أمر طبيعي في السجن، وتم تقديم طلب للمجلس القومي لحقوق الإنسان للاهتمام بعرضه على طبيب متخصص، وتم ترحيله لسجن ليمان طره لعرضه على طبيب متخصص ولكن للأسف الإهمال والتأخير من ضباط المأمورية أخر خروجه للمستشفى كي يكون ميعاد العيادات الخارجية انتهى".
وتابع المرصد: "أحمد يتواجد حاليا في مستشفى ليمان طره، لكنه يحتاج في أسرع وقت للنقل إلى أي مستشفى كي يتم الكشف عليه وتحديد ماهية مرضه، تضامنوا معه".
كما أدان المرصد التجاوزات بحق المعتقل وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة، وحمل أجهزة الأمن المسؤولية عن سلامته وعدم تعريض حياته للخطر وطالب بتوفير الرعاية الصحية اللازمة له.
حتى لا يكون مهند جديد
في ذات السياق، أوصل أحد
المعتقلين المتواجدين في طرة رسالة مع ذويه تصف حال الخطيب، فقال: "معانا شاب خلاص هيموت خلال أيام وكل طلبنا إنه يخرج يموت وسط أهله، أحمد الخطيب أجمل شاب وأكثرهم وسامة شفته جوا المعتقل، أحمد وقت اعتقاله كان في سنة تانية كلية في تخصص نادر وكان متفوق فيه جدا، كان في بيوتكنولوجي جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا".
وتابع المعتقل الرسالة التي نشرت على "فيسبوك": "أحمد أول لما اتحبس حاول يكمل دراسته لكن الجامعة الخسيسة رفضت علشان هو معتقل، أحمد كان شخص جميل وسيم المظهر جميل الطباع خفيف الظل بشوش الوجه له ابتسامة لا تفارقه، كان من أكثر الشباب النشيطة إللي بتساعد غيرها أحمد الوحيد اللي كان بيشرح لكل الشباب اللي في ثانوية عامة عندنا قسم علمي مادة الأحياء".
وأردف: "أحمد اترحل لسجن وادي النطرون بعد الحكم عليه وتعب هناك تعب شديد جدا، وللأسف كان التعامل الطبي معاه في وادي النطرون سيئ جدا، إلى جانب إن مافيش إعدادات طبية حقيقية داخل السجن، وطبعا أهله طلع عينهم علشان يطلعوه عيادة خارجية علشان يكشف، لكن للأسف ده كان بمثابة الحلم، وأحمد حالته الصحية عمالة تتدهور بشكل غير مسبوق، ومحدش عارف عنده إيه حتى علشان يديله علاج مظبوط".
وواصل: "لحد ما وصل شاب عنه 22 سنة بقا وزنه 40 كيلو بعد طول عناء رحلوا أحمد لمستشفى ليمان طرة، وهناك وبعد إجراء بعض التحاليل الأولية الأطباء مشتبهين إن أحمد مصاب بمرض اسمه لوكيميا وحالته طبعا متأخرة جدا بسبب الوقت اللي ضاع وهما مش عارفين حاجة في وادي النطرون وبردو مستشفى الليمان مفيهاش أي إعدادات للتعامل مع المرض غير المخدرات بيستخدموها كمسكن وأي طبيب مبتدئ يقدر يقلكم إنه ملوش علاج إلا الألم فوق مستوى التخيل وهيموت في النهاية أحمد لو متلحقش فعلا هيموت!".
وأكد في نهاية رسالته: "كل اللي احنا طلبينه إن أحمد يروح يموت وسط أهله امنحوا أهله فرصة إن هما يخففوا عنه الألم قبل ما يموت".
وغردت جهاد سلامة: "انشروا عن أحمد الخطيب يا جماعة، احنا اتقهرنا على مهند وهو بره السجن لكن أحمد لسه جوه".
وعلق نادر السيد: "فاكرين مهند إيهاب الله يرحمه اللي كان تعبان جدا ومش عايزينه يتعالج ومرة واحدة اكتشفنا إن جاله سرطان في الدم وهو في المعتقل وسابوه لحد ما وصل نسبته 93% وخرجوه وملحقناش نعالجه ومات مننا؟ أحمد الخطيب تعبان جدا بقاله 6 شهور ومنعرفش عنده إيه، ومش عايزين يخرجوه يتعالج، وممكن يوصل لنفس حالة مهند ونكتشف إنه عنده نفس المرض، اتكلموا عن أحمد قبل ما حالته توصل لحالة مهند ومنعرفش نعالجه".
جدير بالذكر أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، ذكرت سابقا أن عدد المتوفين في
السجون المصرية، منذ الانقلاب في 3 يوليو/ تموز 2013، وصل في حزيران/ تموز 2016؛ إلى 491 شخصا، من بين آلاف المعتقلين السجون ومراكز الأمن.