نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا، تقول فيه إن شركة "
غوغل" كرمت لأول مرة فاعل الخير والناشط الاجتماعي
الباكستاني عبد الستار
إيدهي، الذي توفي في 8 تموز/ يوليو 2016، في عيد ميلاده التاسع والثمانين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن إيدهي ولد في بلدة بانتوا في مقاطعة الكجرات في الهند، التي كانت تخضع للاحتلال البريطاني، في 28 فبراير/شباط 1928، لعائلة من شعب الميمون، وهم تجار من جنوب آسيا، لافتا إلى أن هناك خلافا على تاريخ ميلاده، حيث يقول البعض إنه ولد في 1 كانون الثاني/ يناير 1928.
وتذكر الصحيفة أن والدة إيدهي اعتادت أن تعطيه كل يوم "بيستين"، واحدة ليشتري بها غداءه، والأخرى ليتصدق بها، وعندما بلغ من العمر 11 عاما أصيبت أمه بجلطة تسببت لها بالشلل وتوفيت عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، ومن خلال عنايته بأمه فإنه طور نظام عناية بكبار السن والمرضى بشكل عام.
ويلفت التقرير إلى أن إيدهي هاجر مع أهله عام 1947 إلى باكستان بسبب التقسيم، وانتقل إلى كراتشي ليعمل في السوق، حيث عمل ابتداء بائعا متجولا، ثم عمل مندوب مبيعات جملة بعمولة في سوق الأقمشة في كراتشي، وبعد عدة سنوات أنشأ أول عيادة بالتعاون مع المجتمع حوله.
وتورد الصحيفة نقلا عن إيدهي قوله لإذاعة "أن بي آر" عام 2009: "رأيت الناس مرضى يستلقون على الأرصفة.. وقد انتشرت الإنفلونزا في كراتشي فأنشأت مقاعد، وطلبت من طلاب الطب أن يتطوعوا لعلاجهم، كنت لا أملك مالا فجمعت التبرعات في الشارع، واشتريت غرفة 8م * 8م ومنها بدأت عملي".
وينوه التقرير إلى أن إيدهي قرر أن يكرس حياته لخدمة الفقراء، وغير وجه العمل الخيري في باكستان خلال الستين سنة اللاحقة، فأنشأ مؤسسة ايدهي، وأنشأ صندوق ائتمان يحمل الاسم ذاته، مشيرا إلى أن المؤسسة أنقذت منذ إنشائها 20 ألف طفل مهجور، و50 ألف يتيم، ودربت 40 ألف ممرضة، وتدير 330 مركزا للرعاية في أرياف باكستان ومدنها، تتفرع إلى دور للأيتام ومطابخ وبيوت إعادة تأهيل وملاجئ للنساء والأطفال المهجورين وعيادات للمرضى النفسيين.
وتبين الصحيفة أن مؤسسة إيدهي تدير أكبر خدمات سيارات إسعاف في العالم، حيث تدير 1800 سيارة إسعاف، وتقدم خدمة طوارئ 24 ساعة، بالإضافة إلى بيوت العجزة ودور الأيتام والعيادات وملاجئ النساء ومراكز إعادة التأهيل للمدمنين على المخدرات.
ويفيد التقرير بأن المؤسسة قامت بحملات خيرية في أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة القوقاز وشرق أوروبا وأمريكا، حيث قدمت مساعدات بعد إعصار كاترينا عام 2005.
وبحسب الصحيفة، فإن ايدهي تزوج عام 1965 من بلقيس، وهي ممرضة عملت في عيادة إيدهي، وأنجب الزوجان أربعة أطفال، ولدين وابنتين، لافتة إلى أن بلقيس تقوم بإدارة بيت مجاني للحوامل في كراتشي، وتنظم تبني المواليد المهجورين، بمن فيهم المولودون خارج دائرة الزواج.
ويورد التقرير أنه عرف عن إيدهي التقشف، حيث لم يأخذ راتبا من منظمته الخيرية، وكان يعيش في شقة متواضعة ملاصقة لمقر مؤسسته الخيرية، مشيرا إلى أنه تم اعتقاله عام 1980 من الجيش الإسرائيلي عندما دخل لبنان، واحتجز في مطار تورونتو في كندا لمدة 16 ساعة عام 2008، بالإضافة إلى أن ضباط الهجرة حققوا معه في مطار كندي في نيويورك لأكثر من 8 ساعات، وصادروا جوازه ووثائقه، وعندما سئل عن سبب تكرار اعتقاله، فإنه قال: "أظن أن التفسير الوحيد لذلك قد يكون هو لحيتي ولباسي".
وتذكر الصحيفة أن إيدهي أصيب في 25 حزيران/ يونيو 2013 بفشل كلوي، حيث كان عليه غسيل الكلى بانتظام، وتدهورت حالته في الوقت الذي كان يغسل فيه الكلى، وفي 8 تموز/ يوليو عام 2016 واجه صعوبة في التنفس، فوضعه الأطباء على أجهزة التنفس الصناعي، حتى وافته المنية في اليوم ذاته.
ويكشف التقرير عن أن إيدهي كان أوصى بالاستفادة من أعضائه بعد وفاته، لكن بسبب مرضه فإنه لم يصلح منها للتبرع إلا القرنيتان، لافتا إلى أن الرئيس السابق آصف علي زرداري عرض عليه العلاج في الخارج، لكنه رفض إلا أن يعالج في المستشفيات الحكومية في باكستان.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قال معلقا على وفاته: "لقد خسرنا خادما رائعا للإنسانية، لقد كان تجليا حقيقيا للحب تجاه الفئات الاجتماعية المحتاجة والفقيرة"، وأعلن رئيس الوزراء الحداد العام في باكستان، وتم دفنه في جنازة رسمية.