نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على التغير الذي طرأ على الموقف الروسي تجاه الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب.
فبعد أن هلّلت موسكو لفوز ترامب بالانتخابات، واقترنت صورته بصور الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين في الصحف، أخذ الشك وخيبة الأمل يتسللان إلى قلوب الروس.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحكومة الروسية قد أصدرت أوامرها للقنوات التلفزيونية، بإيقاف التغطية الإعلامية "المليئة بالتملّق" للرئيس الأمريكي. وعلى الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن لا تزال مستمرة، إلا أن العديد من نقاط الاستفهام تدور في ذهن الشعب الروسي حول الزعيم الأمريكي، الذي تارة يفتح ذراعيه لموسكو، وتارة أخرى ينتقد سياسة سلفه باراك أوباما في التعامل مع مسألة ضم شبه جزيرة القرم.
ونقلت الصحيفة وجهة نظر وسائل الإعلام بشأن التغيير المفاجئ على العلاقات الأمريكية الروسية. وفي هذا الصدد، طرح مقدم إذاعي في راديو "صدى موسكو" سؤالا على المفكر الاقتصادي الروسي، ميخائيل خازين، حول ماهية هذا التحول الجذري والأسباب الكامنة خلفه، حيث قال: "كيف يمكن لترامب الذي كان يحسب علينا أن ينفصل عنا؟ ما هو تفسير هذا التحول المفاجئ؟".
في المقابل، سارع الكرملين للإجابة عن هذا السؤال بطريقته الخاصة، حيث أصدر بوتين مؤخرا أوامره إلى اتحاد القنوات التلفزيوني، للتخفيف من التغطية المهللة لترامب، فلم يعد يعتبره وديا كالسابق.
وذكرت الصحيفة أنه، وفي كانون الثاني/ يناير، تم التطرق لاسم الرئيس الأمريكي في الإعلام الروسي 55 ألف مرة أكثر من اسم الرئيس الروسي نفسه. وفي الأثناء، نفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أي رقابة من قبل الحكومة على وسائل الإعلام، دون أن يخفي امتعاضه من هذه الإحصائيات.
وأوضحت الصحيفة أن القناة الأولى الروسية قد قامت بحظر كل المنشورات التي تتعلق بترامب على موقعها الإلكتروني، وذلك على خلفية استقالة مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، المحسوب على
روسيا، في 13 من شباط/ فبراير. علاوة على ذلك، تظاهر ناشطون من الحركة القومية، الأسبوع الماضي، أمام مقر وكالة أنباء "نوفوستي"، للمطالبة بوضع حد لما اعتبروه "تقديسا إعلاميا لترامب"، مؤكدين على أن بوتين يمثل الزعيم الوطني الوحيد في روسيا.
وأوردت الصحيفة ما قالته الإعلامية الروسية، إرادا زينلوفا، في خطاب موجه إلى الرئيس الأمريكي، وجاء فيه: "صديقي ترامب، لنكن واقعيين.. إن الحرب ضد الإرهاب هي القاسم المشترك الوحيد بيننا".
والجدير بالذكر أن طريقة الإعلام الروسي في التعامل مع مسألة ترامب؛ تشبه تلك التي تميزت بها الدول الشمولية في رواية "1984" للكاتب البريطاني جورج أورويل.
وأوضحت الصحيفة أنه، وفي محاولة لتفسير التغيرات التي طرأت على الإدارة الأمريكية، برر الرأي العام الروسي هذا التحول الجذري بوجود مؤامرة ديمقراطية تحاك خلف أسوار البيت الأبيض. في المقابل، أعرب الشعب الروسي عن خيبة أمله من واشنطن، إلا أنه لا يزال يؤمن بقدرات ترامب في حل هذه المعضلة.
ونقلت الصحيفة قول إحدى المواطنات في شبه جزيرة القرم، التي قالت: "أتمنى أن تتم المصالحة بأسرع ما يمكن، ولكنني على يقين بأن ذلك بعيد المنال؛ نظرا لأن هناك العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية يقفون عقبة في وجه تحقيق ذلك، إلا أنني أثق كثيرا في الرئيس ترامب".