رغم أنها ليست الزيارة الأولى إلى
البرلمان الأوروبي، ورغم أن الزيارة مخصصة لحضور جلسة استماع حول أوضاع
حقوق الإنسان، وقانون الجمعيات الأهلية في
مصر، فإن الوفد المصري يحاول القول إنه حضر إلى بروكسل للعمل على إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب في
أوروبا.
وقلل سياسيون ومراقبون من فرص نجاح الوفد البرلماني المصري في إقناع البرلمان الأوروبي بشأن الإخوان المسلمين، لا سيما بعد التقرير البريطاني الذي لم يصل إلى ما يؤيد هذا الطرح.
وبدأ وفد من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، مكون من أربعة نواب، زيارة إلى بروكسل يوم الاثنين الماضي، لحضور جلسة استماع بناء على دعوة من البرلمان الأوروبي. وتستمر الزيارة حتى الخميس.
ويضم الوفد المصري الذي يرأسه النائب أحمد سعيد، كلا من كريم درويش، وطارق رضوان، ورشا رمضان.
وكشفت مصادر برلمانية مصرية لـ"
عربي21"؛ أن الوفد يعمل على توضيح بعض الحقائق فيما يتعلق بعدد من القضايا، وأنه طرح رؤيته "لإدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الأوروبية".
الإخوان وحقوق الإنسان.. وأوروبا
من جهته، قال عضو البرلمان الأوروبي، السياسي الألماني كلاوس بوكنر، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إنه التقى أحد أعضاء الوفد البرلماني المصري، وأكد له أن "تحسن علاقة الاتحاد الأوروبي بمصر مرهون بتحقيق تقدم في ملف حقوق الإنسان".
وبشأن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، أوضح بوكنر أن "المؤسسات الأوروبية ليس من اختصاصها أن تقول إن كانت جماعة الإخوان حركة إرهابية أم لا، ولا أحد يعتقد أنها تأتي عن طريق البرلمانات"، مشيرا إلى أن "أجهزة الأمن الداخلية لكل دولة في الاتحاد الأوروبي هي من تقرر أمر الإخوان".
رؤية الوفد المصري
وقال عضو الوفد المصري في بروكسل، طارق رضوان، لـ"
عربي21"، إن "الوفد عقد جلسة مع لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان الاتحاد الأوروبي، طرح خلالها عدة ملفات، أبرزها جماعة الإخوان المسلمين، والجمعيات الأهلية، وحقوق الإنسان، والتحول الديمقراطي والاستثمار في مصر".
وبشأن ما بحوزة الوفد من أوراق تدعم وجهة نظرهم، قال رضوان:"جئنا بوثائق ومقاطع مصورة، ودراسات مقارنة، وتقارير أعدت في مراكز بحثية بشأن الملفات التي نناقشها"، مشيرا إلى أن "هذا اللقاء يأتي استكمالا لسلسة لقاءات آخرها كان في نيسان/أبريل من العام الماضي".
حلقة في "مسلسل بؤس"
من جهته، وصف محمود رفعت، رئيس المعهد الأوروبي للعلوم القانونية والسياسية، وأستاذ القانون الدولي، زيارة الوفد البرلماني المصري إلى بروكسل، ومحاولته إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، بأنها "حلقة بائسة في مسلسل بؤس"، كما قال.
وأضاف لـ"
عربي21": "زيارات الوفود البرلمانية المصرية إلى أوروبا لم تنقطع منذ مجيء السيسي، ولكنها لا تحظى باهتمام رسمي، وهو ما لمسته بنفسي في ستراسبورغ بفرنسا، حيث مقر البرلمان الأوروبي، العام الماضي، وعادة ما ترجع بخفي حنين في كل مرة".
وكشف أن الإمارات هي من تقف وراء مثل تلك الزيارات، قائلا: "الإمارات هي من تمول حملات تشويه الإخوان، وتدفع ملايين الدولارات في أوروبا وأمريكا لحملهم على تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وبالرغم من ذلك لم يكن لهذا النشاط أي مردود حقيقي".
وأكد أن "المدخل الرئيسي للوفود المصرية، وللإمارتيين، في أي لقاءاتهم مع الوفود الغربية؛ هو أن الجماعات الإرهابية جزء من جماعة الإخوان المسلمين التاريخية".
وعبر عن اعتقاده بأنه "لن يصوت أي برلمان أوروبي على أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية؛ لأن البرلمانات الغربية هي ضمير الشعوب، وليست برلمانات مطبوخة، كبرلمان السيسي"، على حد وصفه.
فشلت قبل أن تبدأ
وتوقع المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة سابقا، رامي الحوفي، أن يفشل الوفد المصري في مهمته، وقال لـ"
عربي21": "هذا الوفد البائس أتوقع له الفشل، فقد سبق فشل هذه المهمة في البرلمان البريطاني، بعد بحث وتدقيق لعامين؛ فالأمور ليست بالأماني".
وتابع: "إذا كان هناك ما يجعل شاغلي مناصب الإدارة والحكم يعملون وفقا لحسابات المصالح فقط، فإن الأمر يختلف نسبيا عند التعامل مع برلمانيين"، وفق تقديره.
وانتقد الحوفي زيارة الوفد المصري، قائلا: "كان الأولى لهؤلاء البحث عن المليارات التائهة من موازنة الشعب المصري التي تقدر بنحو 32 مليار جنيه، أو السفر لاسترداد المليارات التي سلبها مبارك".
تقرير بريطانيا مرجعية أوروبا
وذهب الكاتب الصحفي، قطب العربي، إلى القول إن "وفد برلمان السيسي الذي يؤدي واجبا روتينيا يتقاضى عليه بدلات ومكافآت من جيب دافع الصرائب المصري، لكنه سيفشل في مهمته، وهي السعي لإدراج جماعة الاخوان كجماعة ارهابية، لأكثر من سبب".
وأجمل العربي هذه الأسباب بالقول: "أولها أن الأوربيين يعرفون أن جماعة الإخوان جماعة تعمل بسلمية. ثانيها، هم يدركون أن سلطة السيسي هي سلطة انقلاب عسكري، ثالثها، التقرير البريطاني عن جماعة الإخوان هو تقرير مرجعي لكل أوروبا، ذلك أن الأوربيين يعتبرون البريطانيين هم الأكثر فهما لمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فما وصل إليه تحقيق "جينكينز" هو كاف لكل أوربا، وهذا التحقيق لم يصنف الإخوان جماعة إرهابية".