نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا، للصحافيين غوردون رينر وكلير نيويل وروث شيرلوك، حول "الملف القذر"، الذي جمعه عميل سابق للمخابرات العسكرية البريطانية الخارجية (MI6)، مشيرة إلى أن هناك ادعاءات بأن الحكومة البريطانية أعطت إذنا لمكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحدث معه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مصادر في أمريكا قالت للصحيفة إن العميل السابق
كريستوفر ستيل، تحدث مع مسؤولين في لندن، قبل أن يسلم الوثيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ويلتقي بأحد عملائه، لافتا إلى أنه تم تسريب الوثيقة، التي تحدثت عن اتهامات بتصرفات جنسية صارخة في فنادق روسية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث وجدت
بريطانيا نفسها الآن عالقة بين نيران الاتهامات المتبادلة بين
روسيا وأمريكا.
ويذكر الكتّاب أن روسيا اتهمت يوم الخميس المخابرات البريطانية (MI6) بتقديم التقارير في البلدين ضد روسيا والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، وقالت إن ستيل لا يزال يعمل مع المخابرات، مشيرين إلى أن السفارة الروسية في بريطانيا استخدمت حسابها الرسمي على "تويتر"، لتقول: "قصة كريستوفر ستيل: ضباط (MI6) لا يمكن أن يكونوا (ضباطا سابقين): يقدمون التقارير لطرفين ضد كل من روسيا ورئيس الولايات المتحدة".
وتفيد الصحيفة بأن ترامب رفض بغضب ما جاء في الملف ووصفه بأنه "كاذب"، وقال إن تورط ضابط مخابرات بريطاني سابق في الموضوع لن يساعد العلاقة بين المخابرات البريطانية والأمريكية عندما يصبح رئيسا في وقت لاحق من هذا الشهر، لافتة إلى أن ستيل، الذي بدأ يخشى على سلامته، بحسب ما ذكر أصدقاؤه، اختفى عن الأنظار، في الوقت الذي يتم فيه النقاش بحدة حول صحة ما ورد في ملفه ومدى مصداقيته.
ويلفت التقرير إلى أن السفير السابق لروسيا السير توني برينتون، وصف الملف بأنه يبدو "هشا جدا"، وقال لـ"سكاي نيوز": "تدعي الوثيقة مثلا بأن روسيا بدأت بتحضير دونالد ترامب قبل خمس سنوات.. وإن فعلت ذلك حقا، فإن ذلك يعكس علما بما سيحدث؛ لأن ترامب في وقتها لم يكن على علاقة بالسياسة الأمريكية بأي شكل من الأشكال".
ويورد الكتّاب أنه تبين أن ضابط المخابرات السابق كان مسؤولا عن عميل المخابرات الروسية ألكساندر ليتفينيك، الذي تم اغتياله في لندن باستخدام مادة مشعة.
وتكشف الصحيفة عن أنه تم استئجار ستيل للبحث عن ترامب من مؤسسة استشارية في واشنطن، دفع لها خصوم ترامب الجمهوريون، وقالت الـ"بي بي سي" إنهم كانوا يعملون لصالح جيب بوش ثم الديمقراطيين بعد ذلك، مستدركة بأنه قرر أن المعلومات حساسة جدا، ما يجعل من الضروري تمريرها إلى المخابرات البريطانية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في أمريكا.
وقيل لـ"ديلي تلغراف" خلال اجتماع مع مصدر مطلع في واشنطن في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي اتصل بكريستوفر ستيل؛ ليناقشه في النتائج التي توصل إليها، وقال المصدر إن ستيل تحدث مع مسؤولين في لندن؛ ليستأذنهم بأن يتحدث مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، وسمح له بذلك، وأخبر مكتب رئيسة الوزراء بالموضوع..
ويبين التقرير أن مكتب رئيسة الوزراء وزارة الخارجية رفضا الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع، في الوقت الذي قالت فيه مصادر أمنية إن طلب الإذن لمقابلة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي هو "من باب المجاملة المهنية" أكثر منه أمرا ضروريا، لافتا إلى أنه عندما أعطي الإذن قام بمقابلة عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي في بلد أوروبي آخر، حيث تحدث معه عن خلفية الوثيقة التي جمعها.
ويذكر الكتّاب أنه بحسب التقارير، فإن ستيل بدأ اتصاله بمكتب التحقيقات في شهر تموز/ يوليو الماضي، وانتهى في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، بعد أن أحبطه بطء تحرك مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وتنقل الصحيفة عن رئيس لجنة المخابرات والأمن في البرلمان البريطاني دومينيك غريف، قوله إنه يتوقع أن تقوم اللجنة بمناقشة الآثار المترتبة على الملف، وللإجابة عن السؤال عما إذا كانت المخابرات البريطانية هي من أدارت العملية، مشيرة إلى أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي رفض التعليق، بالإضافة إلى أن السفارة الأمريكية في لندن لم تجب على طلباتنا لتعليقها على الأمر".
وينوه التقرير إلى أنه في الوقت الذي يستمر فيه النزاع حول الملف، فإن نائب الرئيس جو بايدن، قال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي شعر بأن عليه إخبار الرئيس باراك أوباما بالمعلومات الموجودة فيه؛ لقلقهم من أن يفاجأ الرئيس بالخبر إن انتشر، وأضاف بايدن أنه لم يطلب هو ولا الرئيس أوباما من أجهزة المخابرات التأكد من الادعاءات الواردة في الملف، بخصوص حصول الروس على صور فاضحة لترامب، واتهامات مالية تتعلق بترامب.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول أعضاء المجتمع الأمني في أمريكا، إن عدم التطرق إلى التهمة بأن الروس يمتلكون مادة يمكن أن يحاولوا استخدامها في ابتزاز ترامب، هو إهمال للواجب.