نشرت صحيفتا "صباح" و"يني عقد" التركيتين، تقريرين تحدثتا فيهما عن الشبهات التي تحوم حول وجود علاقة بين منظمة فتح الله
غولن، ومنسق معرض الصور الذي قُتل فيه السفير الروسي أندريه كارلوف.
فقد ذكرت صحيفة "صباح" في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أنّ السلطات التركية بدأت التحقيق في دور مُنسق معرض الصور والمشرف عليه، تيمور أوزكان، في عملية
اغتيال السفير الروسي. وتوصلت التحقيقات إلى أن أوزكان كان يتواصل مع عناصر من جماعة غولن، ويسألهم عن أسباب عدم قدرته على الدخول لمواقع إخبارية محظورة تابعة للجماعة، بعد محاولات متكررة للولوج إليها.
وأفادت "صباح" بأنّ أوزكان، كان قد أعاد نشر تغريدات لعدد من أعضاء جماعة غولن، ومنهم "أمره أوسلو"، وتواصل معهم عبر الرسائل الخاصة، بعد أن سألهم عن أسباب عدم قدرته على الولوج إلى مواقع إخبارية وإعلامية تابعة للجماعة، مما دفع السلطات التركية للتحقيق فيما إذا كان هذا الشخص متورطا في تقديم معلومات لمولود ميرت ألتنطاش، مُنفذ عملية اغتيال السفير الروسي.
من جهتها، نشرت صحيفة "يني عقد" تقريرا حول دلائل جديدة تثبت علاقة ألتنطاش بجماعة غولن، حيث نقلت الصحيفة عن جهات أمنية تركية أنها بدأت بالتحقيق في اتصالات الهاتف الخلوي الخاص بمنفذ عملية الاغتيال، واكتشفت قيامه باتصالات مكثفة مع أسماء وشخصيات تتواجد على "القائمة الحمراء"، وهي قائمة عناصر جماعة غولن الذين يستخدمون تطبيق "باي لوك" الخاص بالمراسلات، وتقول الحكومة التركية إن عناصر الجماعة استخدموا هذا التطبيق لمراسلاتهم إلى ما قبل المحاولة الانقلابية في 15 تموز/ يوليو.
وبيّنت الصحيفة أنّ 10 أسماء بارزة ضمن "القائمة الحمراء" قد تواصل معها ألتنطاش في السابق عبر الاتصالات العادية، لكنه لم يستخدم تطبيق "باي لوك"، في حين أن جماعة غولن كانت تسعى إلى الحفاظ على ألتنطاش ضمن الخلايا النائمة، كي يبقى بعيدا عن الأنظار والمراقبة، كما تقول الصحيفة.
وكشفت "يني عقد" عن رسالة مكتوبة تركها ألتنطاش خلفه، في محاولة أخرى لصرف الأنظار عن جماعة غولن وتوجيهها إلى جماعات إسلامية متطرفة، حيث كتب في رسالته: "نهاية أمريكا وروسيا قريبة. حان وقت النهوض. لن نجعلهم يشعرون بالأمن في بلادهم ما لم نشعر به في بلادنا الإسلامية".
وأشارت تقارير صحفية، نقلا عن جهات أمنية، إلى أنّ مُنفذ الهجوم رفض تسليم نفسه، فيما حاولت الشرطة التركية الوصول إلى السفير الروسي بأسرع وقت ممكن في محاولة لإنقاذه. ومع إصرار منفذ الهجوم على الاشتباك وعدم تسليم نفسه، اضطرت الشرطة التركية لإطلاق النار عليه. واكتشفت الشرطة وجود مخزون احتياطي للرصاص مع منفذ الهجوم، فقد تبين أنه كان يحمل معه ثلاثة مخازن أخرى، بما مجموعه 75 رصاصة. وبالتالي، فإنه كان قادرا على الاشتباك لمدة أطول، وربما قتل المزيد من الأشخاص.