قررت محكمة القضاء الإداري في
مصر، الثلاثاء، تأجيل دعوى إلغاء وبطلان توقيع قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي على الاتفاق الثلاثي بشأن سد النهضة مع إثيوبيا والسودان الموقع عام 2015، إلى 14 شباط/ فبراير 2017.
ولاقت الدعوى التي تقدم بها مساعد وزير الخارجية السابق، السفير إبراهيم يسري، تأييدا من قبل بعض السياسيين والنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع زيارة السيسي إلى أوغندا.
يسري: السيسي سلم إثيوبيا مفاتيح تعطيش مصر
وعبر "فيسبوك"، استنكر السفير إبراهيم يسري زيارة السيسي إلى أوغندا، حيث قال في تدوينة مطولة: "بالأمس زار رئيس مصر المتآمر الأكبر موسيفيني رئيس أوغندا الذي أبطل توقيعه على الحفاظ على حصة مصر في
مياه النيل، وانضم لإثيوبيا صاحبة الحقد التاريخي لمصر منذ أيام الفراعنة".
وتابع: "وثق رئيسنا بديسالين رئيس وزراء إثيوبيا وسلمه صنبور الماء وسكينة الكهرباء ليتحكم في مصر ويقزمها ويجعل بلاده أقوى دول إفريقيا على حسابنا، تعبئة دول المنبع ضد مصر تمت بإيعاز ودراسة أمريكا وإسرائيل هذا هو مفهوم الدعوى التي أقمتها وتنظر بمجلس الدولة".
تهديد لوجود شعب مصر
من جهته، قال نائب رئيس حزب الوسط محمد محسوب، عبر "تويتر": "اتفاقية سد النهضة أشد الأعمال خيانة؛ لأنها تهدد مصر في وجودها وحياة شعبها، اليوم ينظر القضاء الإداري دعوى السفير إبراهيم يسري لإلغائها".
وعلق مقدم البرامج والمخرج خالد السرتي، عبر "فيسبوك"، قائلا: "السفير إبراهيم يسري رافع قضيتين في غاية الأهمية من فترة بكل أسف لم تحظيا بالدعم الإعلامي الخاص بنا نحن أصحاب البلد، وهو ما يراه وله الحق نوعا من خذلانه في معركة وطنية مصيرية".
وأضاف: "الأولى: إلغاء معاهدة ترسيم الحدود بين مصر وقبرص مدعما دعوته بالوثائق التي تثبت تخلي السيسي عن حقوق مصرية بقيم فلكية (يا ترى ليه؟). الثانية: إلزام الحكومة بالكشف عن تفاصيل توقيع تعديل اتفاقية النيل، اللي وقعها السيسي ولسه عامل لنا مفاجأة وماقالناش وقع على إيه!! قضيتان في غاية الخطورة".
وتابع: "صحيح أن ثقتي في نزاهة القضاء المصري لا تزيد عن ثقتي في شرف إلهام شاهين، لكن آمل أن يكون السفير المحترم المقاتل مدعوما من بعض الجهات السيادية، التي تدرك مدى فداحة الجرم في هاتين الجريمتين، حتى لو كان صراعا بين الإجهزة على النفوذ، كل تحية للسفير المحترم".
لم تلق الاهتمام الكافي من المعارضين
وكتب الاقتصادي زكريا مطر: "رغم أن هذه القضايا هي قضايا وطنية ومصيرية إلا أنها لم تلق الاهتمام الكافي من معارضي ومناهضي الانقلاب في مصر والخارج ومن وسائل الإعلام المحسوبة على الثورة سواء قنوات فضائية أو مواقع إلكترونية أو صحافة ورقية أو حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، انشروا وعمموا وقفوا مع المناضل السفير إبراهيم يسري الذي يناضل وحيدا من أجل مصر".
وقال عضو الفريق الرئاسي السابق، أحمد عبد العزيز: "عدم إثارة هذه القضايا، يعتبر في حد ذاته خيانة نوصم بها جميعا إن لم يقم بها أحد منا... نحن مع كل إنسان يقض مضاجع الخونة ولو بشكة دبوس".
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن السد سيستفاد منه في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يشكل ضررا على مصر والسودان ( الذي يحصل على 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل).
وفي آذار/ مارس 2015، وقعت مصر والسودان وإثيوبيا وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم، وتعني ضمنياً الموافقة على استكمال إجراءات بناء السد، مع إقامة دراسات فنية لحماية الحصص المائية من نهر النيل للدول الثلاث التي يمر فيها، حيث يقام سد النهضة على النيل الأزرق، أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل.