كشفت وثائق جديدة مسربة من قبل الموظف السابق في "وكالة الأمن القومي"، إدوارد سنودن، أن الولايات المتحدة وبريطانيا تجسستا لسنوات طويلة على أقوي حلفائهما في الشرق الأوسط
إسرائيل والأردن، إلى جانب
التجسس على منظمة التحرير الفلسطينية والوفود الفلسطينية بجميع أنحاء العالم خاصة التي تحركت بين عامي 2008 – 2009.
وبحسب تحقيق نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية بالتعاون مع موقع "ذا انترسبت" وترجمته "
عربي21" ، شملت عمليات التجسس "الأمريكي- البريطاني"، مواقع عسكرية إسرائيلية، ومقرات حكومية، ودبلوماسيين، وسياسيين، وموظفين بالخدمة المدنية.
إلى جانب مراكز البحوث في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة، وخاصة مراكز البحوث المتخصصة في مجالات التسلح الحديثة، ومجالات البصريات، والأشعة تحت الحمراء، وأجهزة قياس الليزر، وكذلك الديوان الملكي الهاشمي بالأردن والسفارة الأردنية بواشنطن.
وقالت "لو موند" الفرنسية أن التجسس على الأردن جاء على الرغم من أن التحالف الاستخباراتي الوثيق بين الوكالة الأميركية وجهاز الاستخبارات الأردنية، مؤكدة أن واشنطن ولندن وضعتا نظاما كاملا للتجسس على جميع الاتصالات الهاتفية أو حتى على الهواتف المستخدمة على متن الطائرات، شاملا جميع الرحلات الخاصة أو الرسمية، وحتى الرحلات التجارية، زعما بأنه جزء من خطة أميركية اعتمدت عقب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 ، تجنبا من استخدام طائرات لشن هجمات إرهابية .
وقالت الصحيفة الفرنسية، إن التجسس الأميركي البريطاني طال أيضا قادة ونخبا سياسية واقتصادية في إفريقيا، إضافة إلى حركات تمرد فيها ومنظمات دولية، كانت مستهدفة على نطاق واسع من أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية. وأشارت إلى أنه تم وضع 20 دولة إفريقية، على الأقل بين عامي 2008 و2011، ضمن دائرة الأقمار الصناعية للأجهزة السرية البريطانية "جي سي اتش كيو".
وولد سنودن في 21 يونيو/حزيران 1983، وتمكن عام 2013 من الحصول على معلومات عالية السرية تم تسريبها في وقت لاحق لوسائل الإعلام وتسببت في كشف تفاصيل مراقبة المواطنين في الولايات المتحدة وخارجها، وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن وكالة الأمن القومي الأمريكي أنفقت ملايين الدولارات على مدى عامين لإصلاح الأضرار التي تسببت فيها تسريبات سنودن.