قال وزير الخارجية
المصري،
سامح شكري، إن قضية
المساعدات الأمريكية لمصر، وزيادتها، كانت ضمن القضايا التي ناقشها في زيارته الحالية للولايات المتحدة، في وقت اعتبر فيه الباحث الأمريكي بجامعة "روتجرز"، إيريك ديفيس، المعونة الأمريكية التي تذهب إلى مصر "تخدم أولاد الذوات".
وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون المصري، نقلتها "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، الأحد، قال شكري إن زيارته للولايات المتحدة تهدف إلى متابعة مسار العلاقات المصرية الأمريكية، والتواصل المبدئي مع الإدارة الجديدة وأقطاب الجمهوريين في
الكونغرس الأمريكي والقيادات الديموقراطية.
وأضاف شكري أن قضية المساعدات الأمريكية لمصر، كانت من ضمن القضايا التي تم مناقشتها خلال الزيارة، وأهمية ما حققته هذه المساعدات في السابق في إطار جهود مصر التنموية، وتعزيز قدرات القوات المسلحة، ومراعاة حجم المساعدات للتحديات الجديدة بمنطقة الشرق الأوسط، وتعزيز مكانة مصر العسكرية لمواجهة هذه التحديات، وخاصة الإرهاب، وعدم الاستقرار الموجود في الدول المحيطة بمصر، بحسب قوله.
وكشف أنه تناول مع لجان الكونغرس المعنية باعتمادات هذه المساعدات التوجه نحو طرح فكرة زيادتها، بما يتناسب مع حجم التحديات التي تواجه مصر والمصالح الأمريكية المصرية في منطقة الشرق الأوسط، حسبما قال.
وأضاف أن التواصل الذى تم بين الرئيس المنتخب دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي، أشار إلى انتهاج الإدارة الأمريكية الجديدة لسياسات ورؤية متصلة مع الرؤية المصرية إزاء قضايا المنطقة، مؤكدا أن ذلك أعطى أهمية لاستمرار هذا التواصل استعدادا لتولي الإدارة الجديدة مهامها.
إيريك ديفيس: المعونة الأمريكية تخدم "أولاد الذوات"
لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة "روتجرز" بولاية نيوجيرسي، الرئيس السابق لمركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة، إيريك ديفيس، اعتبر أن المعونة الأمريكية تخدم "أولاد الذوات"، بحسب قوله.
وفي حواره مع صحيفة "المصري اليوم"، الأحد، أجاب ديفيس، عن السؤال: "هل يقطع ترامب المعونة عن مصر؟ فقال: "أوافق على ما كتبه تيموثي ميتشيلي في هذا الصدد، فقد أوضح أن المعونة تقدم لمصر معدات من إنتاج كاتربلر؛ ليس لأن الفلاح يريدها، ولكن لأن الشركة الأمريكية ستربح من ورائها".
وشدد ديفيس على أن "المعونة الأمريكية" لا تذهب لمن يصنع الفول والفطير والجبن والألبان ويستخدم الداموس في العمل.. المعونة تخدم أولاد الذوات وجيوب الشركات الأمريكية الكبيرة"، حسبما قال.
الهدف.. المعونة الأمريكية لمصر
وكان سامح شكري، بدأ الثلاثاء، زيارة للولايات المتحدة، للقاء نظيره الأمريكي جون كيري، وإدارة الحكومة الانتقالية، في أول زيارة عقب انتخاب دونالد ترامب، رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
وكثف شكري نشاطه في اليوم الثالث لزيارته إلى واشنطن، بلقاءات عدة أجراها في الكونجرس الأمريكي بمجلسيه، والتقى برئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، السيناتور جون ماكين، لبحث عدد من الملفات المشتركة، ومن بينها برنامج المساعدات الأمريكية إلى مصر بشقيه العسكري والاقتصادي.
ودعا شكري خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول راين، بواشنطن، وفق بيان للخارجية المصرية، الجمعة، إلى استمرار المساعدات الأمريكية التي تقدم لمصر سنويا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن محادثات الجانبين "تطرقت إلي برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، حيث أكد شكري أهمية استمرار البرنامج لما يعكسه من خصوصية في العلاقة بين البلدين، ولتأكيد الدعم الأمريكي لاستقرار مصر ومصلحة ورفاهية شعبها"، وفق قوله.
وليست هناك أرقام رسمية حول حجم المساعدات الأمريكية لمصر، غير أن تقريرا منشورا بصحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية عام 2012، ذكر أنه منذ توقيع معاهدة التسوية السلمية مع الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكية عام 1979، تقدم واشنطن لمصر نحو 2.1 مليار دولار كمساعدات سنوية، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.
زيارة تمهيدية لفتح الباب
إلى ذلك، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، جهاد عودة، أن زيارة وزير الخارجية المصري لواشنطن، هي زيارة تمهيدية لفتح باب لعلاقات استراتيجية قادمة مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفق وصفه.
وأضاف، في تصريح لصحيفة "صدى البلد"، الأحد، أن شكري سيلتقي خلال الزيارة مسؤول الأمن القومي ومسؤول الـCIA، وكذلك نائب الرئيس، أي الحكومة التي تم ترشيحها من قبل الرئيس الأمريكي القادم، مشيرا إلى أن الزيارة بهدف اكتشاف الأرض الأمريكية الجديدة، على حد قوله.
أما أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الخارجية، طارق فهمي، فرأى أن اللقاءات التي عقدها شكري في واشنطن كان أهمها لقاءه بمجلس الشيوخ، الذي تناول فيه تطوير العلاقات المصرية- الأمريكية، وبرنامج المساعدات الأمريكية.