وصلت إلى "
عربي21" السبت، معلومات خاصة تفيد بأن وساطة أجراها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في
العراق، يان كوبيش، نجحت في ترتيب زيارة وشيكة لوزير خارجية المملكة العربية
السعودية عادل الجبير، إلى العراق.
وأكد أطراف في التحالف الوطني العراقي (الشيعي) الحاكم وجود مثل هذه الوساطة بين البلدين، تقوم بها أطراف عدة عقب مغادرة سفير السعودية في بغداد ثامر السبهان، وبعد مطالبة رسمية باستبداله على خلفية تصريحات له ضد
الحشد الشعبي.
وغادر السبهان، بغداد في آب/ أغسطس الماضي، بعدما طالبت وزارة الخارجية العراقية نظيرتها السعودية، باستبداله بحجة أنه يتدخل في الشأن العراقي الداخلي.
وقال النائب عن التحالف الوطني موفق الربيعي، في حديث لـ"
عربي21"، إن "أطرافا عدة من بينها الأمم المتحدة تجري وساطة بين العراق والسعودية لتقريب وجهات النظر بينهما"، من دون أن يؤكد زيارة وزير خارجية السعودية إلى العراق.
وعلى الرغم من أن العراق حريص على تصفير الأزمات مع جميع الدول الإقليمية المحيطة به، فإن لديه مجموعة مطالب من السعودية لإنهاء الأزمات بينهما، وفقا لما ذكره مستشار الأمن الوطني العراقي السابق.
ومن تلك المطالب، بحسب الربيعي، أن على السعودية أن تعمل بجدية على تخفيف منابع تمويل الإرهاب في العراق، وزيادة مراقبة حركة الأفراد من أراضيها إلى العراق، إضافة إلى إنهاء حالة الاستقطاب الطائفي التي تسعى لها وسائل إعلام سعودية.
وأضاف النائب العراقي، أن على السعودية أيضا أن تقلل من الشحن الطائفي بينها وبين
إيران، لأن الشحن الطائفي الإعلامي ينعكس على الشارع العراقي بمزيد من الإرهاب والتفجيرات، على حد قوله.
من جهته، لم يستبعد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود بالرياض أحمد بن راشد بن سعيد، في حديث لـ"
عربي21"، وجود مثل هذه الوساطات بين البلدين، إذ إن الوضع كان اعتياديا بينهما قبل مغادرة السفير السعودي بغداد.
ولفت إلى أن العراق احتج على تصريحات السفير السبهان، لكن في نهاية المطاف ستعود العلاقة بين البلدين، لأن هناك مشتركات في رؤى عدة، منها أن العراق يحارب تنظيم الدولة، والسعودية تحارب هذا التنظيم أيضا.
وأكد ابن سعيد، أن السعودية لديها الرغبة في أن تؤثر على الوضع في العراق، ولا سيما ما يتعلق بوضع العرب السنة، مشددا على أن القطيعة السابقة أثبتت أنها طريقة غير صحيحة، وتفسح المجال أمام أعداء السعودية بالتغلغل في الساحة العراقية.
وبشأن المطالب التي تحدث عنها الربيعي، قال أستاذ الإعلام السياسي السعودي، إنه "ليس كل ما يقال عن الجانب العراقي من المسلمات، ذلك لأن السعودية لديها مخاوف ومؤاخذات مشروعة".
وعلى رأس تلك المخاوف، وفقا لابن سعيد، الخطاب والممارسة من الجانب العراقي، وربما الذي يتحدث عنه الربيعي من مطالب يجعل
المصالحة ضربا من الخيال، لأن ما تسبب في توتير الأوضاع سلوك حكومة العراق وسلوك الحشد الشعبي.
وشدد على أن الحشد الشعبي سلوكه طائفي، وما يتفوه به قادة مليشيات عصائب أهل الحق والنجباء وغيرهم خير دليل على ذلك، وكله في فيديوهات نشرها الإعلام، أما الحديث عن مثل هذه المطالب، فإن السعودية لا يمكن لها أن ترضخ لها.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال في أيلول/ سبتمبر الماضي، إن "السفير السعودي تدخل في الشأن العراقي وكانت له تصريحات غير سليمة، لكننا نريد أن يستمر العمل الدبلوماسي مع السعودية رغم الخلافات".
يشار إلى أن أوس الخفاجي، زعيم مليشيا أبي الفضل العباس، قال في آب/ أغسطس الماضي، إن "الكثير من فئات الشعب العراقي تستهدف السبهان، فلو قتل في العراق، فإن أي فصيل مقاوم نفذ هذه العملية أعتقد بأنه سيتبناها لأنه شخص مطلوب".
وأضاف أن "السبهان الآن سياسيا مطرود، وكثير من الجهات السياسية الرسمية والأحزاب المتنفذة في الحكومة العراقية تطالب بطرده"، وقال: "نحن أعلناها أننا لا نرغب في وجود السبهان ولنا ثأر معه".
الخفاجي، أعلن وبشكل صريح، أنه مع اغتيال سفير السعودية في العراق؛ "فلو حصلت حادثة اغتيال للسبهان في العراق، فهذا شرف يدعيه الجميع" بحسب ما أكد.
من جهته، رد ثامر السبهان على تصريحات الخفاجي، بالقول: "ننتظر تصريحا من الحكومة العراقية بخصوص التصريحات من قبل أحد مكوناتها ( بحسب تبنيها للحشد)، فهل هي موافقة على ذلك وتتبناه؟".