حذر مدير المخابرات الأمريكية "
سي آي إيه"
جون برينان، من خطر كارثي يمكن للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب ارتكابه، وهو إلغاء الاتفاق النووي مع
إيران.
ودعا برينان في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية، ترامب لأن يكون حذرا من
روسيا، التي تتحمل مسؤولية الكثير من معاناة الشعب السوري، مشيرة إلى أن ترامب قد تعهد أثناء حملته الانتخابية بالغاء ما وصفها بأنها "أسوأ صفقة في التاريخ".
وتشير المقابلة، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن تصريحات أكبر مسؤول استخباراتي أمريكي تأتي في وقت تحضر فيه الإدارة الأمريكية لنقل السلطة من إدارة باراك أوباما، حيث سيتقاعد برينان من منصبه، بعد أربع سنوات من عمله مديرا لـ"سي آي إيه".
وتذكر الشبكة أن برينان حدد، في أول مقابلة له مع الإعلام، عددا من القضايا التي دعا فيها الإدارة الجديدة إلى التصرف بحذر وانضباط، لافتة إلى أن هذه المجالات تضم اللغة التي تستخدمها فيما يتعلق بالإرهاب، والعلاقات مع روسيا، والاتفاق النووي الإيراني، الذي استخدمت فيه القدرات السرية الخاصة بـ"سي آي إيه".
وتلفت المقابلة إلى أن برينان قدم تقييما قاتما للوضع في سوريا، حيث يرى أن كلا من النظام السوري وروسيا مسؤولان عن معظم الجرائم ضد المدنيين، التي وصفها بالصارخة.
وتنوه الشبكة إلى أن الإدارة الأمريكية تبنت سياسة مساعدة المعارضة السورية، وقال برينان إن الولايات المتحدة بحاجة لمواصلة الدعم لها؛ لتتحمل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من النظام وروسيا وحزب الله.
وتورد المقابلة أن المسؤول الأمني الأمريكي اعترف بأن روسيا لا تزال تحمل مفتاح المستقبل في سوريا، مستبعدا موافقتها على أي صفقة تنهي النزاع، وقال إن موسكو "غير صادقة" في الأساليب التفاوضية التي تستخدمها للمفاوضات، وتحاول تجنب الإجراءات من أجل "خنق" حلب، وقال: "لا أثق في روسيا، ولا أتوقع أنها ستتوقف حتى يحقق الكثير من الانتصارات التكتيكية قدر الإمكان".
وبحسب الشبكة، فإن إدارة ترامب المقبلة اقترحت إمكانية التعاون مع روسيا، مستدركة بأن برينان كانت له رسالة تحذيرية، قال فيها: "أرى أنه يجب على ترامب والإدارة الجديدة الحذر من الوعود الروسية".
وتفيد المقابلة بأن برينان أكد في سياق حديثه عن الدور الروسي في التأثير على الانتخابات الأمريكية، أن روسيا سعت للتأثير فيها، لكنه ترك الأمر لزملائه في الأمن الداخلي لتقييم مدى التأثير.
وأكد برينان أنه تحدث مع نظرائه الروس، وتحداهم بشأن أفعالهم، وحذر من انها سترتد سلبا عليهم، لكنه أكد أنه يجب على الأمريكيين "ألا ينحدروا إلى مستواهم"، أو المخاطرة بالتصعيد ردا على القرصنة الروسية، وأكد أن هناك طرقا يمكن من خلالها ضمان معرفة روسيا بأن نشاطها غير مقبول.
وتبين الشبكة أن برينان علق على قضية الملف النووي الإيراني، قائلا إن إلغاء الاتفاق سيكون "كارثة"، وأضاف برينان أن "قيام إدارة بتمزيق اتفاق وقعته الإدارة السابقة، سيكون أمرا غير مسبوق"، وحذر من أن خطوة كهذه ستؤدي إلى تقوية المتشددين في إيران، وستدفع دولا أخرى للبحث عن طرق لمواصلة مشاريعها النووية، وقال: "أعتقد انها ستكون حماقة كبيرة لو مزقت الإدارة المقبلة الاتفاق".
وتنقل المقابلة عن برينان، قوله إن الإرهاب سيظل أمرا حاضرا، خاصة أن الفرق المسؤولة عن تنفيذ هجمات خارجية في تنظيم الدولة "لا تزال ناشطة"، مستدركا بأنه رغم النكسات التي تعرض لها التنظيم، إلا أنه لا يزال ناشطا ويرغب بتنفيذ هجمات ضد الغرب.
وتذكر الشبكة أن برينان أشار إلى استراتيجية القتل المستهدف عبر الدرون، قائلا إن أحد أهم التحديات التي واجهها أثناء عمله مديرا لـ"سي آي إيه" كان التعامل مع آثار استخدام "سي آي إيه" لأسلوب الإيهام بالغرق ضد المعتقلين المشتبه بمشاركتهم في هجمات 9/11، وكان ترامب قد تحدث عن إمكانية استخدام الأسلوب من جديد، إلا أن برينان يرى أن العودة لهذا الأسلوب ستكون خطا.
ويعلق برينان قائلا: "دون شك، تعرضت (سي آي إيه) لضربات نتيجة هذه التجربة، وأعتقد أن غالبية ضباط (سي آي إيه) لا يريدون العودة إلى ذلك العمل".
وتشير المقابلة إلى أن برينان تحدث عن استخدام الطائرات دون طيار، التي زاد العمل بها في إدارة أوباما أضعافا مضاعفة، قائلا: "هنا المسؤولية الضخمة على الإدارة المقبلة، وهي التأكد من استخدام القدرات العظيمة التي عملت بها هذه الحكومة بشكل فعال وبحكمة وترو".
وقال برينان إنه لم يجلس بعد مع الفريق القادم، وأضاف: "هناك الكثير من الناس الذين يقرأون ويستمعون للأخبار حيث تكون الحقائق غير صحيحة، ولهذا أريد التأكد من أن الفريق الجديد يفهم الواقع كما هو، وسيعود الأمر لهم في النهاية في اتخاذ قرار من أجل مواصلة مسؤولياتهم".
وتختم "بي بي سي" مقابلتها بالإشارة إلى أنه عندما سئل برينان عما إذا كان استخدام لغة "الحرب على الإرهاب" مفيدا، فإنه أجاب أن هناك حاجة "للانضباط في استخدام اللغة والرسائل التي يرسلونها؛ لأن عدم ضبط لغتهم سيؤدي إلى استغلالها من المنظمات المتطرفة، التي تحاول تصوير الولايات المتحدة على أنها معادية للإسلام، ونحن لسنا كذلك".