قالت صحيفة "إندبندنت" إن المؤرخين يقارنون الوضع الحالي لأمريكا بألمانيا في العقد الثالث من القرن العشرين، مشيرة إلى أن المؤرخين يقومون بدراسة رواية لويس سنكلير "قد يحدث هنا أيضا" (1935)، حيث أصبح رجل عامي وغوغائي رئيسا للولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن المؤرخين قارنوا الأزمة العالمية لعام 2008 بسنوات "الكساد العظيم" في الثلاثينيات من القرن الماضي، التي أدت إلى حالة من المقاومة من طبقات المجتمع ضد النخبة الحاكمة، وحمل الكثيرون المهاجرين
اليهود مسؤولية الكساد، واعتبر كثيرون الشيوعية خطرا على المجتمع، تماما كما ينظرون اليوم لـ"الإسلام" و"التشدد الإسلامي".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، ما نقلته وكالة أنباء "أسوشيتد برس" عن المؤرخ الفرنسي باسكال بلانشار، قوله إن مظاهر القلق، التي كانت موجودة في الثلاثينيات من القرن الماضي، واضحة في أمريكا اليوم، مشيرا إلى أن "الفترات ليست متشابهة، ولم يحدث الشيء ذاته، إلا أن ردة فعل الأمريكيين متشابهة".
وتورد الصحيفة أن بلانشار شرح أسباب استعداد الأمريكيين التخلي عن النخبة السياسية، وقال: "لا يوجد هناك ما يحفز في السياق أو في الأسباب، التي تجعل الناس يأخذون السلطة من البعض ويعطونها لآخرين".
ويستدرك التقرير بأنه مع ذلك، فإن هناك من المؤرخين من يقلل من قيمة المقارنة، أو لا يوافق عليها، فقال الكاتب ريتشارد أوفري، إن الدول الديكتاتورية، التي حكمت العالم في الثمانين عاما الماضية، أصبحت شيئا من الماضي، وأضاف: "نحن نعيش في عالم باتت فيه الأمم مستقرة، ولا توجد هناك إمبراطوريات استعمارية، والغرب أثرى مما كان عليه في الماضي".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول أوفري: "لا يوجد سخط دائم من الحرب، وتطورت السياسة الجماهيرية، واستقرت في كل مكان، ولهذا تبدو المقارنة مع سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي غير صحيحة".