قالت صحيفة "إندبندنت" إن جماعة متشددة مرتبطة بتنظيم الدولة، لاحقتها السلطات الألمانية ومنعت نشاطاتها؛ لأنها كانت وراء سفر حوالي 140 شخصا للقتال في صفوف التنظيم، تنشط أيضا في بريطانيا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الشرطة الألمانية قامت هذا الأسبوع بحملة واسعة، واعتقلت 200 من أفراد الجماعة، التي تحمل اسم "داي وير ريليجن" (الدين الحقيقي)، لافتا إلى أن الشرطة البريطانية "عاجزة على ما يبدو" عن وقف نشاطات الجماعة في
بريطانيا.
وتذكر الصحيفة أن وزير الداخلية الألماني الدكتور توماس دي ميزير أعلن يوم الثلاثاء عن منع نشاطات الجماعة، متهما إياها بأنها "تنشر الكراهية، والرسالة المناقضة للدستور، وتزرع في عقول الشباب التشدد ونظريات المؤامرة"، تحت غطاء توزيع نسخ القرآن الكريم.
وينقل التقرير عن دي ميريز، قوله: "بعد مشاركتهم في نشاطات (دي وير ريلجن/
دي دبليو آر) ذهب 140 شخصا بعيدا، وسافروا إلى سوريا والعراق للقتال مع الجماعات
الإرهابية"، وأضاف أن "ألمانيا مستعدة للدفاع عن الديمقراطية، لكن حرية الدين لا تعني التدخل في النظام والتأثير في قيمنا الأساسية".
وتورد الصحيفة نقلا عن وزير الداخلية الألماني قوله إن الجماعة تقوم بإثارة "المواقف المتشددة والعدوانية" بين جماهيرها، بما في ذلك الدعوة إلى الجهاد، ورفض الديمقراطية، واتباع تعاليم الحركة السلفية وتفسيرها للإسلام، مشيرة إلى أن نشاطاتها كلها منعت، بما في ذلك حملتها المعروفة "أكاذيب" أو "اقرأ"، التي تقوم على توزيع نسخ مجانية للقرآن الكريم، وانتشرت الحملة في دول مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا والبرازيل، حيث يقيم أتباعها في الشوارع المزدحمة، ويوزعون فيها نسخا مجانية من القرآن الكريم.
ويعلق التقرير قائلا إن "حظر هذه الجماعة لا يشمل إلا ألمانيا، ما يعني أن أتباعها الناشطين في بريطانيا لديهم الفرصة لمواصلة نشاطاتهم، إلا إذا قررت الحكومة ضمها إلى قائمة
الجماعات المحظورة، وقد نشط أعضاؤها في حملاتهم في شارع أوكسفورد وسط لندن، ونشرت لقطات من نشاطاتها في بلاكبيرن ومانشستر وليستر ونوتنغهام".
وتلفت الصحيفة إلى أنه من بين الوجوه التي أصبحت معروفة في نشاطات الجماعة إبراهيم أبو ناجي، الذي ظهر في حملة "اقرأ" في مدينة مانشستر، مشيرة إلى أن هذا الناشط يقيم في مدينة كولون الألمانية، وقد أنشأ "دي دبليو آر" مع بيير فوغيل، ووصف بداعية الكراهية في ألمانيا، وتم التحقيق معه قبل فترة؛ بسبب تشويشه على الأمن، وتحريضه على الأعمال الإجرامية والجريمة.
ويورد التقرير ما قالته صحيفة ألمانية بأن أبو ناجي دعا إلى معاقبة المثليين، وقال إن غير المسلمين مصيرهم إلى النار، واتهم الناشط البالغ من العمر 52 عاما بإساءة استخدام الدعم الاجتماعي، بالإضافة إلى التبرعات الخيرية في ألمانيا، لافتا إلى أنه يعتقد أنه في ماليزيا، ويحضر للإعلان عن فرع من حملة "أكاذيب" في هذا البلد.
وبحسب الصحيفة، فإن أبو ناجي رد قائلا: "نحن لسنا إرهابيين"، واتهم في رسالته، التي بثها عبر شريط فيديو الشهر الماضي، الساسة الألمان، الذين يريدون وقف نشاطات حركته، بأنهم يريدون تكميم الحرية الدينية.
وينقل التقرير ما قاله جون فونتين، المسلم البريطاني الذي ظهر مع أبو ناجي للإعلان عن فرع "دي دبليو آر"، في بريطانيا في شريط فيديو، قوله: "نخطط لتوسيع الحملة إلى مدن بريطانية أخرى"، وأضاف: "والمدن البريطانية الرئيسية كلها، وإن شاء الله إلى كندا وأمريكا وأستراليا، ادعوا لنا".
وتنوه الصحيفة إلى أن حملة "اقرأ" تقوم على توزيع نسخ من القرآن الكريم، ومناقشة المارة حول قضايا تتعلق بالإسلام، ومساعدة من يريد اعتناق الإسلام على النطق بالشهادة.
ويفيد التقرير بأن وزارة الداخلية لم ترد على سؤال عما إذا كانت ستحظر نشاطات الجماعة، بناء على قانون الإرهاب الصادر عام 2000 أم لا، مشيرا إلى أنه بموجب هذا القانون تحظر الجماعات التي ترتكب أو تحضر أو تدعو وتشجع وتمجد أفعالا من الإرهاب.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول متحدث باسم الشرطة في لندن، إن الشرطة لن تكون قادرة على اتخاذ إجراءات طالما لم تتخذ الخطوة القانونية أولا، وأضاف أنها "ليست جماعة محظورة"، وفي حال ارتكب شخص منها فعلا غير قانوني، فإنه سيكون قام به بصفته فردا لا عضوا في الجماعة، وتابع قائلا: "في الوقت الحالي، ليست جريمة أن تكون عضوا في هذه الجماعة في هذا البلد".