نشرت صحيفة "لومانيتي" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن مقاتلي
مليشيات الحشد الشعبي الشيعية في
العراق؛ التي تمركزت غرب
الموصل لمنع عناصر تنظيم الدولة من الفرار إلى سوريا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المليشيات الشيعية التي تحاصر كل الطرق المحيطة بالموصل؛ قد خالفت طلبات واشنطن والحكومة العراقية، وقامت بإغلاق طريق غرب الموصل.
وذكّرت الصحيفة بأن هذه القوات الشيعية تأسست بعد الفتوى التي أطلقها المرجع الشيعي، علي السيستاني، في 13 حزيران/يونيو 2014، والتي حث فيها على محاربة تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن السيستاني دعم مواقف رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، الذي تربطه علاقات مع إيران الشيعية، وكان يدعم سياسة الهيمنة المطلقة للشيعة في البلاد؛ وكانت لها آثار وخيمة على البلاد، ومهدت الطريق لتغلغل تنظيم الدولة في بعض المدن ذات الأغلبية السنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مليشيات الحشد الشعبي تتكون من 66 منظمة مسجلة رسميا لدى السلطات العراقية، وتتضمن قرابة 142 ألف مقاتل يحصلون على راتب من الحكومة، ولكن في الواقع هذه القوات تعد فقط 60 ألف مقاتل.
ومن بين هذه التنظيمات التي أرسل البعض منها للقتال في سوريا وحتى اليمن: عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله التي تملك نفوذا سياسيا كبيرا ويترأسها أبو مهدي المهندس، كذلك منظمة بدر التي يقودها هادي العامري، وحركة النجباء التي يقودها أكرم الكعبي، وكتائب سيد الشهداء التي يترأسها أبو ولاء الوائلي، وكتائب الإمام علي التي يترأسها شبل الزيدي، وقوات أبو فضل العباس.
وأشارت الصحيفة إلى أن 60 منظمة شيعية تربطها علاقة خاصة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، وتمولها أساسا إيران، حيث إنها تقاسمه أيضا فكرة "ولاية الفقيه" المعمول بها في إيران، التي تدعو إلى تجعل البلاد تحت إدارة المرجع الشيعي الأعلى.
ولكن ست منظمات أخرى، مقربة من السيستاني ترفض ولاية الفقيه، وترى أنه يجب فصل السياسة عن الدين، فضلا عن رفض قوات "سرايا السلام" في العراق التابعة إلى التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر؛ الانضمام إلى قوات الحشد الشعبي.
وأوضحت الصحيفة أن قوات الحشد الشعبي ليس لها قيادة مركزية، فضلا عن أن كل منظمة لها علم وجهاز إعلامي خاص بها.
كما أنها تعتمد كثيرا على دعم رئيس الوزراء. ولكن يشير العديد من المراقبين إلى أن التقارب بين هذه القوات وإيران، ليس تقاربا ماليا فقط، بل هو تقارب إيديولوجي وسياسي، مما يفسر خلفيات قرار هذه القوات قطع طريق غرب الموصل باتجاه سوريا.
وقالت الصحيفة إنه وفقا للمعلومات التي أدلت بها بعض المصادر الكردية، فإن الولايات المتحدة لن تدعم بالقصف الجوي العمليات التي تشنها مليشيات الحشد الشعبي في مدينة تل عفر لطرد قوات تنظيم الدولة المتمركزة في تلك المنطقة.
وأفادت الصحيفة أن القوات الأمريكية قد قصفت سبع مرات، خلال السنتين الماضيتين، مليشيات الحشد الشعبي؛ التي رفضت احترام الحدود المخصصة لها.
وفي الختام، بيّنت الصحيفة أن دخول الجيش العراقي إلى الموصل سيغير العديد من المعطيات في العراق، وسيكون له العديد من التداعيات على أرض الواقع.