أشاد وزراء خارجية الدول الداعمة للمعارضة السورية، بنيويورك، للمجهودات الكبيرة التي تقوم بها
الهيئة العليا للمفاوضات السورية في ظل رفض نظام الأسد لأي حل سلمي، محذرين من أن تنظيم الدولة يستغل الفراغ الناتج عن غياب حكم شرعي لبسط سيطرته في المنطقة.
وقال ممثل بريطانيا في الاجتماع الذي عقد، الاثنين، بنيويورك، إن المملكة المتحدة تشيد ببعض المبادرات التي وردت في الوثيقة (التي قدمتها
المعارضة السورية) والتي تتعلق بعدم اللامركزية على الصعيد المحلي، والحاجة إلى عملية المعافى في سوريا التي تحقق توازنا في تحقيق العدالة والمصالحة، وأخيرا الالتزام بمحاربة الإرهاب والتطرف في كافة سوريا.
وحذر من أن "تنظيم الدولة استفاد من الفراغ الناتج عن غياب الحكم الشرعي بسوريا"، ودعا نظام الأسد وداعميه إلى الانخراط بشكل جدي في المفاوضات.
بدوره قال ممثل الخارجية الألمانية في الاجتماع، إن "موضوع المفاوضات السياسية ورؤيا الدولة والمستقبل هو أمر داخلي يخص الشعب السوري، لكن نجاح هذه المناقشات بحاجة إلى دعم أطراف أخرى من قبلنا، وكذلك التأكيد على البعد العقلاني، وألمانيا مستعدة للمساعدة على هذا الصعيد، وعلى الطرفين (المعارضة والنظام) أن يقدما تنازلات..".
وأكد المسؤول الألماني أنه "ما من مصلحة لطرف في تفكك سوريا، وما يقوم به النظام السوري من تفكيك للمؤسسات والأجهزة السورية يقوض الدولة السورية يوما بيوم".
وأوضح أن "الانتقال يعني التغيير وليس اضطراب الأوضاع، ونحن نريد استمرار المؤسسات والأجهزة الحكومية والخدماتية..".
ولفت إلى أنه "إلى الآن لم نشهد أي بادرة من دمشق، ولم تطرح أي شيء بشأن العملية الانتقالية التي يقولون إنهم يوافقون عليها".
من جانبه، جدد ممثل فرنسا دعمه للمعارضة السورية، وقال إن باريس تريد "سوريا موحدة ومتماسكة تحمي حقوق الجميع من كافة الأطياف"، وتابع: "أثمن عمل الهيئة العليا للمفاوضات السورية وجهودها الكبيرة في ظل رفض النظام لأي حل سلمي".
وأوضح أنه "عبر رفض ممثلي النظام الانخراط في مفاوضات سياسية حقيقية فإن الهيئة العليا للمفاوضات عبرت عن رؤيتها التي تقوم على الأسس والمبادئ التي نحترمها جميعا، والتي تعنى باحترام القانون والمواطنين ومحاربة الإرهاب"، داعيا النظام السوري لأن "يحذو حذوها".
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن أي اتفاق "يجب أن يكون ناجحا ومستداما، وبالتالي عرضنا اليوم بأن نفكر معا بشأن آلية تعنى بمراقبة وقف إطلاق النار، بتنسيق مع المعارضة التي لديها رؤاها الخاصة في هذا الموضوع... فرنسا ستقدم كل الدعم بشأن استئناف المفاوضات السورية إذا تم الاحترام التام لوقف إطلاق النار..".
وأكد أن "الحل السلمي من دون الأسد هو الذي سيؤدي إلى وقف البربرية والوحشية في سوريا"، مشيرا إلى أن باريس تراقب "الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف الأعمال العدائية في سوريا وندين انتهاكه".
فيما جدد مبعوث الولايات المتحدة الخاص بسوريا، مايكل رافتر، دعم أمريكا لوثيقة الهيئة العليا للمفاوضات لحل الأزمة بسوريا، وقال إن "ما تمثله هذه الوثيقة تبرهن على أن المعارضة موحدة، وأنها على نقيض نظام الأسد فهي شريك مسؤول وحقيقي يملك رؤية مستقبلية جيدة".
وأكد أنه "لا يمكن أن نجلس اليوم ونتحدث عن مستقبل سوريا ولا نتذكر العنف الذي أصاب الدولة من طرف قوات النظام".