"سجيل".. الفصائل تقصف نظام الأسد بطائرات استطلاع

ليس من الغريب أن تتحول فكرة طائرات تحمل أطباق الطعام إلى الزبائن في الغرب، إلى طائرات تحمل القذائف عندما يتعلق الوضع بسوريا، بحسب "أبو البراء" الذي طوّر هذه الفكرة من خلال تذخير طائرة الاستطلاع بقذائف ليستخدمها "جند الأقصى" في ضرب مواقع للنظام السوري بريف حماة الشمالي، ما شكل ظاهرة فريدة من نوعها ضمن صفوف المعارضة.

يقول "أبو البراء" في حديث خاص لـ"عربي 21": إن "فكرة تذخير طائرة الاستطلاع بقذائف، جاءت بعد رؤيته لمشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال أطباق الطعام في الدول الغربية عبر مثل هذه الطائرات، فقد قمت بدراسة مطولة وبحث مكثف في شبكة الإنترنت عن مقدار الحمولة الذي يمكن لهذه الطائرات حمله، حيث توصلت إلى أن الطائرة التي سيتم إجراء الاختبار عليها يمكنها حمل 500 غرام".

واستطرد قائلا: "درست نموذج الطائرة التي بحوزة جند الأقصى ومدة قدرتها على المناورة بعد تحميلها تدريجيا بأوزان اعتباطية، حيث اكتشفت الوزن المثالي القادرة على حمله، ومن هنا بدأت عملية تسليح الطائرة المسيرة".

وأشار إلى أنه واجه "صعوبة في المدى البعيد الذي ستتجه إليه الطائرة المسيّرة، الأمر الذي دفعني إلى تصميم دارة إلكترونية تغطي هذه المسافة، وحصلت بعد عناء ومجهود على نتائج إيجابية بنجاح العملية، لتكون أول تجربة لي تحت مسمى "سجيل1".

ولفت القيادي المعارض إلى أن تجربته الأولى لـ"سجيل1" كانت نصف ناجحة بعد إجراء اختبار لها في حقل رماية بعيد عن المناطق المأهولة، لكنه اكتشف وجود خلل في القنبلة وإحدى العناصر الإلكترونية، ليتم فيما بعد تفادي هذه الأخطاء وإنتاج نموذج "سجيل2" وبهذا حصل على نتيجة ناجحة بنسبة 80%، "ولكن واجهتنا مشكلة جديدة تتعلق بالمادة المتفجرة التي تم تعبئة القذائف بها، إذ لم تكن بالنوعية الجيدة بسبب قلة الدعم والمواد المخصصة لمثل هذه الأعمال".

وأكد أن نموذج "سجيل3" من هذه القذائف قيد التحضير وسيكون فيه تفادي لكافة الأخطاء السابقة، مشيرا إلى أن بداية تطوير الطائرة كان عملا فرديا منه، مستدركا أن العمل اليوم بات جماعيا ومخططات التطوير باتت بيد فصائل المعارضة السورية لتطوير الطائرات التي بحوزتها.

واستفسارا لوقوع اختياره على "جند الأقصى" دون غيرهم من فصائل المعارضة لإجراء تجربته أفاد المصدر، بأن جند الأقصى هم الوحيدون من طلبوا منه تنفيذ التجربة، مشيرا إلى أن بقية الفصائل خشيت على الطائرات المسيّرة التي بحوزتها من مخاطر فقدانها في حال فشلت التجربة وانفجرت الطائرة.

وأردف قائلا: "بعد انتهاء إعداد الطائرة قمت بتسليم جند الأقصى تسليح الطائرة بعد شرح آلية استخدامها، وبعد تجربتها أخبروني بأن التجربة نجحت، وأنهم استطاعوا ضرب مواقع للنظام السوري في ريف حماة، مؤكداً جاهزيته لدعم أي فصيل من الجيش الحر الذي ينتمي إليه في حال رغبتهم بتسليح الطائرات المسيرة التي بحوزتهم".

يذكر أن الرائد "أبو البراء" هو ذاته القيادي الذي نجح في وقت سابق من تطوير بطارية صاروخ الكوبرا المضاد للطائرات، وكان قد بث "جند الأقصى" قبل يومين فيديو يوثّق استخدامه طائرة مسيّرة دون طيار للمرة الأولى، في قصف مواقع للنظام السوري في ريف حماة الشمالي، حيث أظهر تسجيل جند الأقصى لحظة رمي صاروخين صغيري الحجم من الطائرة، يستهدفان تجمعا للنظام قرب بلدة معردس بريف حماة الشمالي.