وافقت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني
الفلسطيني "
فتح"، برئاسة محمود
عباس، على عودة 13 قياديا فتحاويا، بعد صدور قرار بفصلهم مؤخرا من صفوف الحركة بسبب علاقتهم بالقيادي المفصول محمد
دحلان، علما أن العديد من الدول العربية تبذل جهودا حثيثة لمصالحة قطبي "فتح"؛ عباس ودحلان.
عودة القيادات
وأكد مصدر فلسطيني مطلع، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أنه "تم اتخاذ قرر بعودة الـ13 قياديا فتحاويا إلى صفوف فتح أمس خلال اجتماع اللجنة المركزية برام الله، وذلك بعد إصدار قرار بفصلهم مؤخرا من قبل عباس"، وهو ما أوردته اليوم جريدة الرأي الأردنية المملوكة للحكومة، وموقع "تايمز أوف إسرائيل".
وأكدت "الرأي" أن هناك "جهودا جديدة تبذل للمصالحة بين عباس ودحلان، بوساطة مصر والأردن والسعودية والإمارات"، وهو ما أوردته "
عربي21" في تقرير لها، مضيفة أن "الجهود في هذه المرة جدية أكثر من أي وقت مضى؛ وذلك لأن هذه الدول العربية معنية بتعزيز حركة فتح والسلطة الفلسطينية مقابل حركة حماس، خاصة قبيل الانتخابات المحلية".
كما أوضح المصدر المطلع أن "عودة هؤلاء القادة المفصولين مبررة؛ لأنه لم توجه لهم أي تهم، وإنما اعتمد فصلهم على تقارير كيدية غير صادقة؛ وبالتالي كانت عودتهم مبررة".
وأضاف: "هي رسالة لمصر التي تبذل جهودا كبيرة للمصالحة بين عباس ودحلان، وللأردن أيضا، مفادها أنه لا مبرر لعودة دحلان الذي تم تحويل ملفه إلى النيابة"، مضيفا: "وهذا ما تحدث عنه رفيق النتشة، رئيس هيئة مكافحة الفساد بالضفة الغربية المحتلة، عندما قال: حتى أن مرسوما رئاسيا من عباس لا يُسقط التهم الموجهة لدحلان".
طلبات للعودة
وقال المصدر: "ما جرى هو انحناء من الرئيس عباس لعاصفة الضغط، التي جرت مؤخرا من قبل الجانب المصري والأردني والسعودي والإماراتي، والمطالبة بإعادة المفصولين من فتح دون عودة كبيرهم ومسؤولهم دحلان".
وأكد أن "المصالحة ما بين عباس ودحلان غير واردة على الأقل في هذه المرحلة لدى الرئيس عباس"، كما قررت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في اجتماعها أمس، فصل كل من ترشح من قيادتها أو عناصرها في قوائم انتخابية خارج قائمة الحركة ولم ينسحب قبل الخامس من أيلول/ سبتمبر المقبل.
وأكد مصدر فلسطيني آخر لـ"
عربي21"، أن "الأردن هدد عباس بأنه لا انتخابات بلدية دون دحلان وجماعته"، حيث وضع الأردن الرئيس عباس بين خيارين، "دحلان أو إلغاء الانتخابات"، وأكد أبو ردينة أن حركة "فتح" "ستواصل العمل لإنجاح العملية الديمقراطية، وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2016".
ولفت موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن اللجنة المركزية لـ"فتح" وافقت على عودة المفصولين "بعد أن يقوم هؤلاء بتقديم طلبات للعودة للحركة، وستقوم بدراسة كل طلب يتم تقديمه"، مؤكدا أن "اللجنة رفضت النظر في عودة محمد دحلان إلى صفوف فتح".
قوائم منفصلة
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن "قادة عرب، من بينهم عبد الفتاح السيسي وملكا الأردن والسعودية ورئيس الإمارات، مارسوا ضغوطا على السلطة الفلسطينية ورئيسها لحل الخلافات والتصالح مع دحلان، الذي يوصف بأنه رجل غزة القوي"، كما قال.
وخلال التحضيرات للانتخابات البلدية، أكد الموقع أن "المقربين من دحلان امتنعوا عن خوض الانتخابات في قوائم منفصلة عن فتح، وهي خطوة اعتبرت إيجابية نحو مصالحة مع عباس".
وفي سياق متصل، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أمين مقبول، إن اللجنة المركزية للحركة ناقشت، الأربعاء، المقترح الروسي لعقد لقاء في روسيا يجمع عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد مقبول في تصريح صحفي أن القيادة الفلسطينية رفضت عدة محاولات لعقد لقاءات مع نتنياهو، مؤكدة وجوب أن تكون مستندة سلفا على اعتراف "إسرائيل" بمرجعية واضحة لعملية السلام، وعلى قضايا تتعلق بمطالبات بتنفيذ التزامات، بينها وقف الاستيطان وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو.
وأوضح مقبول أن هذه ليست شروطا، وإنما قضايا اتفق عليها سابقا، تراجع نتنياهو عنها، وتحديدا قضية الأسرى والاستيطان.