ألهم الاعتصام وما جرى بعده من مجازر الفنانين لإصدار الأغاني التي تثير الحماسة أو تتذكر الضحايا
بينما كانت رصاصات قوات الانقلاب تخترق أجساد المصريين من أنصار الرئيس محمد مرسي، وبينما كان الدم يسيل في ربوع وميادين وشوارع مصر، استفزت تلك المشاهد فنانين مصريين وعربا وأجانب، فأصدروا أغاني وأناشيد عبرت عن ذلك الواقع الدامي، وحاولت كلماتها أن تكرم الضحايا وتزرع الأمل.
وبمناسب مرور ثلاثة أعوام على مجزرة فض رابعة العدوية في مثل هذا اليوم (14 آب/ أغسطس 2013)، رصدت "عربي21"، أبرز أغاني منصة رابعة، وأشهر ما غناه الفنانون بعد المجزرة.
أسماء البلتاجي
إحدى أشهر الأغاني كانت من نصيب أسماء البلتاجي (16 سنة) ابنة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، والتي قُتل برصاصة أطلقها أحد قناصي الانقلاب يوم مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، وأصبحت أسماء نموذجا لانتهاكات العسكر. وقد أثارت صور أسماء قبل وفاتها عددا من الفنانين، بينهم مطربون أتراك.
وكانت أولى تلك الأغنيات التركية هي "نامي في سلام" لفرقة "جروب يورويوش"، والتي تمت إذاعتها في 27 آب/ أغسطس 2013. وكلمات الأغنية تُروى على لسان والدها محمد البلتاجي وهو يناديها كي تنام في سلام.
وفي 30 آب/ أغسطس 2015، أهدى الفنان التركي محمد علي أرسلان أغنية جديدة لأسماء البلتاجي، وناداها فيها بـ"يا لؤلؤة الأرض ويا زينة السماء".
وفي أيلول/ سبتمبر 2013، غنى لها المنشد يامن يوسف أغنية "اعــذريـني"، وهي من كلمات الشاعر ياسر علي، الذي كتبها على طريقة مناجاة من الدكتور البلتاجي لابنته.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2013، أهدى المنشد محمد الصنهاوي؛ أسماء أنشودة "حورية وطن"، وكان تعبير "مسروقة روحك من وطن مسروق"، أكثر الكلمات تعبيرا عن حالة سقوط مصر بيد العسكر، ومقتل أسماء البلتاجي.
أما المنشد حامد موسى، فقد أهدى أسماء البلتاجى أنشودة في آذار/ مارس 2014، وقال فيها: "مكنتش اعرف هي مين.. ولا سألت بنت مين.. كل اللي فاكره .. إن بعدك الوطن بايت حزين"، معبرا عن حالة ملايين المصريين بعد مجزرة فض رابعة.
رشيد غلام
أما أبرز ما أصدره الفنانون العرب عن مجزرة رابعة العدوية فكانت أغنية "طالع" للفنان المغربي رشيد غلام، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013، والتي أهداها لضحايا رابعة العدوية، بكلمات ولحن وآداء يرسم صورة ما وقع في يوم حزين عاشته مصر بعد ارتكاب الانقلاب العسكري ما توصف بأنها "أفظع مجزرة في التاريخ الحديث" في مصر.
ماهر زين
أما المغني اللبناني الأصل السويدي الجنسية، ماهر زين، فقط أصدر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، أنشودة "حتى لا ننسى"، والتي أكد فيها أن الثورة قادمة لا محالة بقوله: "حتما سنعود".
أوبريت رابعة الصمود
وجاء أوبريت "رابعة الصمود"، في شهر آذار/ مارس 2013، ليخاطب العالم بعدة لغات، منها العربية والتركية والإنجليزية والإسبانية، وجمع عددا من الفنانين، من بينهم الفنان وجدي العربي، والمغربي رشيد غلام، والمصري حامد موسى، والأردني إبراهيم الدردساوى، والتركي محمد علي أرسلان، والفنانة الفلسطينية ميس شلش، وإسلام شكري من إسبانيا، والجزائري عبد الرحمن بوجبيلة، والكويتي أحمد الهاجري، واللبناني عبد الله الزعبي، والسوري يحيى حوى، إلى جانب فريق غنائي من أمريكا، وعدد آخر من الفنانين المؤيدين لقضية ضحايا رابعة.
"زي الحمام"
وجاءت أغنية "زي الحمام" للفنان المصري أحمد شطا، وإنتاج المخرج عز الدين دويدار، في شباط/ فبراير 2014، لتعبر عن نساء مصر في سجون الانقلاب العسكري، مشبها إياهن بالحمام الممنوع من التحليق في السماء. وينهي كلماتها بالدعوة إلى الثورة ضد الانقلاب، والأمل في يوم جديد، بقوله: "الحرة نازلة تجيب لنا بكرة".
"ماتخليهومش يكسروك"
وأصدر الفنان محمد عباس أغنيته "ماتخليهومش يكسروك"، في أيلول/ سبتمبر 2013، بعد فض اعتصام رابعة، وهي من كلمات وألحان صهيب شكري، ودعا فيها المصريين للثبات والثورة رغم ما بهم من جراح.
أغاني الميدان
وشهدت منصتا ميداني رابعة العدوية والنهضة، على مدار ما يقرب من شهر ونصف هي مدة الاعتصام، أغاني وأناشيد ثورية أشعلت الميادين بالحماس، وطافت بها المسيرات والمظاهرات شوارع مصر، وما زال يرددها الرافضون للانقلاب حتي اليوم في كل مناسبة، ومنها:
"يا رابعة شدي الحيل"
وظهرت تلك الأنشودة على منصة ميدان رابعة عقب مجزرة الحرس الجمهوري، التي قتل فيها أكثر من مائة من المعتصمين الصائمين في رابعة العدوية، بعدما أطلقت قوات الجيش النار عليهم أثناء صلاة الفجر.
ومن كلماتها: "يا رابعة شدي الحيل.. نيل الثورة بكرة يفيض.. خلي هلالك يضوي الليل".
"ثورة دي ولا انقلاب"
عبرت تلك الأنشودة عما حدث في مصر علي يد العسكر من انقلاب عسكري أطاح بأول رئيس مصري منتخب ديموقراطيا، وحاولت الكلمات أن ترد على كل من روج للانقلاب على أنه "ثورة شعبية".
الفارس ينزل فى الميدان
مع أن تلك الأغنية تم إنتاجها عن ثورة يناير وموقعة الجمل في ميدان التحرير في 4 شباط/ فبراير 2011، إلا أنها أشعلت ميدان رابعة والنهضة وجميع الميادين الثورية حماسا.
أجمل عيد في حياتنا
ومع قدوم عيد الفطر المبارك يوم التاسع من آب/ أغسطس 2013، وقبل فض رابعة بأيام، تحولت رابعة إلى ميدان للاحتفالات، وهو ما عبرت عنه أنشودة "أجمل عيد في حياتنا"، للفنان محمد سامي، والمخرج أحمد أسامة، وكلمات مصطفي الصاوي.