تحدث مقاتل انشق حديثا عن "جبهة
النصرة" (قبل تغيير اسمها) عن غياب الاهتمام لدى مقاتلي الجبهة في جنوب دمشق بقرار فك ارتباطها مع تنظيم
القاعدة، وتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام مؤخرا.
وقال محمد بكار إنه التحق بجبهة النصرة (سابقا) بعد فك الحصار عن حي الميدان وسط العاصمة، واستمر بالعمل معها في جنوب دمشق حتى أيام قليلة سبقت الإعلان عن فك الارتباط بالقاعدة الخميس الماضي.
ورأى بكار أن فك الارتباط سيساعد على "تحويل جبهة فتح الشام إلى فصيل ثوري في سلوكياته، والتدرج في منهجه من إسلامي سلفي إلى منهج ثوري وطني شبيه بمنهج الجيش الحر"، بحسب قوله.
كما أن فك الارتباط من شأنه، كما قال بكار، أن يعزز "موقع المفاوض عن الجبهة مع النظام عبر وسطاء لخروج مقاتليها من
مخيم اليرموك ومناطق أخرى في جنوب العاصمة إلى الشمال السوري".
وأشار إلى أن الأسابيع والأشهر القادمة ستشهد "تحولات مهمة في تغيير الموقف من جبهة فتح الشام، والنظر إليها على أنها فصيل ثوري لم تعد له علاقة بتنظيم القاعدة من حيث الارتباط التنظيمي، كما أن الجبهة ستكون بحل من أمر الالتزام بمنهج تنظيم القاعدة، الذي يحول دون الحصول على دعم وتمويل عربي أو إقليمي أو دولي"، وفق تقديره.
وكشف بكار عن خلافات مع "قيادة فصيل أبناء اليرموك، الذي انسحب من مواقعه في منطقة الريجة، بعد اتفاق مع
تنظيم الدولة على ألّا يدخل التنظيم للمنطقة؛ تجنبا لاتهام الحركة "بالعمالة" له، وهو أمر تسبب بتعثر مساع للتحالف مع "أبناء اليرموك"، "الذي يعد من أهم الفصائل التي قاتلت تنظيم الدولة في جنوب دمشق"، على حد قوله.
وأشار إلى أن المفاوضات قد "تفشل؛ نتيجة الخلافات بين القيادات، وتبادل الاتهامات خلال جلسات الحوار حول التفاوض مع النظام والارتباط بالخارج".
ونقل بكار عن بيان داخلي وزعته مجموعة "أبناء اليرموك"، طالب جبهة فتح الشام "بتسليم نقاط الرباط التي من المقرر أن تنسحب منها إذا نجحت مساعي الوسطاء بخروج مقاتلي الجبهة من جنوب دمشق إلى الشمال السوري، كما طالب البيان جبهة فتح الشام بتسليم أسلحتها أو بيعهم إياها، لكن الجبهة حتى الآن ترفض هذه المطالب"، بحسب قوله.
وكان محمد بكار سلم نفسه وسلاحه، مع مجموعة من رفاقه في جبهة النصرة، إلى تنظيم الدولة، بعد محاصرتهم في مخيم اليرموك، قبل عدة أسابيع، مقابل وعد بإطلاق سراحهم، شرط خروجهم من المخيم، وعدم عودتهم إلى الجبهة مرة أخرى.
وقال بكار إنه ورفاقه "احتجزوا لمدة شهر عند تنظيم الدولة قبل أن يطلق سراحهم". وأكد أنهم لم يتعرضوا للتعذيب أو الإهانة، لكنهم تعرضوا لضغوط من أجل الانضمام إلى التنظيم، لكنه ورفاقه رفضوا ذلك، مفضلين المغادرة إلى محافظات أخرى، والالتحاق بفصائل أخرى، من بينها فصائل تخوض اشتباكات متقطعة مع تنظيم الدولة بين الحين والآخر، "وهو بخلاف التعهد الذي وقعنا عليه بعدم الالتحاق بجبهة النصرة مرة أخرى أو بأي فصيل يقاتل تنظيم الدولة"، وفق قوله.