أثار الاستقبال الهزيل الذي حظي به قائد الإنقلاب عبد الفتاح
السيسي في العاصمة الرواندية كيجالي، أثناء مشاركته في القمة الأفريقية الأخيرة، جدلاً كبيرا بين المصريين.
وقال نشطاء إن السيسي لم يكن في استقباله في المطار سوى وزير الخارجية سامح شكري ومسؤولي السفارة المصرية في كيجالي ومندوب مصر الدائم في الاتحاد الأفريقي أبو بكر حفني ومعهم السفير الرواندي في القاهرة “صالح هابيمانا” ووزير الداخلية الرواندي “موسى فضيل” بينما تقضي الأعراف الدبلوماسية أن يكون في استقباله الرئيس الرواندي أو رئيس الوزراء على أقل تقدير.
وعقب عزف سلام الاتحاد الأفريقي، لم يجد السيسي سوى مجموعة من المسئولين المصريين للترحيب به.
وعبر كثير من المصريين، وخاصة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المعارضين للانقلاب عن استيائهم وغضبهم، الممزوجان بالسخرية، من مشهد استقبال السيسي في المطار قبيل القمة، وقالوا إنه يمثل إهانة لمصر من دولة أفريقية صغيرة كانت تكن لنا احتراما كبيرا لعقود.
وأثار هذا الاستقبال المهين للسيسي موجة من السخرية، وقالوا إن التجاهل الذي قابلت به
رواندا السيسي لم يكن يحظى به كل الرؤساء الأفارقة المشاركين في قمة “كيجالي” الذين تم الترحيب بهم بطريقة لائقة بمكانتهم.
وقارن نشطاء بينه وبين الحفاوة البالغة والاهتمام الذي تم استقبال عدد من الزعماء الأفارقة والأجانب في كيجالي ومن بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو الذي زارها منذ عدة أيام، حيث شارك الرئيس الرواندي في استقبالهم بالمطار.
يعكس حجم مصر
وعلق الباحث الأمريكي “إريك تراجر” بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، على طريقة استقبال السيسي في رواندا، بقوله إنه يعكس تضاؤل تأثير مصر في القارة الإفريقية.
وأضاف تراجر، عبر تويتر: أن الكثيرين في مصر أصبحوا يشعرون بتضاؤل تأثير مصر في إفريقيا، وهذا الاستقبال المتواضع للسيسي في رواندا يعزز هذا الانطباع”.
وانطلقت فعاليات القمة الأفريقية يوم الأحد في كيجالي، ونقاشت عدة ملفات من بينها حقوق الإنسان وإنشاء منطقة حرة للتجارة الأفريقية، وإصلاح مجلس الأمن وانتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقى، وأوضاع المرأة.
تدليس إخواني
لكن مؤيدي الإنقلاب في مصر قالوا إن الإدعاء بأن السيسي حظي باستقبال مهين في رواندا غير صحيح، وأكدوا أن استقبال كافة الرؤساء الأفارقة لم يختلف عن استقبال السيسي.
وأضافوا أن قواعد البروتوكول تقتضي أن يسير الرئيس وحدة على السجادة الحمراء أثناء تفقد حرس الشرف وأثناء عزف السلام الوطني، طالما لا يشاركه المراسم رئيس مثله أو رئيس وزراء على الأقل.
وأشاروا إلى أن الرئيس الرواندي “بول كاجامي” زار السيسي في مقر إقامته للإعراب عن تقديره له وشكره على المشاركة في فعاليات القمة، واتهموا الإخوان ومعارضي الإنقلاب بالتدليس وحاولة تشويه صورة عبد الفتاح السيسي داخليا وخارجيا.
“الرئيس السيس”
ولم يكن استقبال السيسي في رواندا فقط ما تسبب في التهكم على قائد الانقلاب، حيث تسبب خطأ لغوي في نشرة الأخبار بالتلفزيون الحكومي في إثارة سخرية النشطاء.
وأثناء إذاعة خبر عن مشاركة عبد الفتاح السيسى في القمة الأفريقية، كتب اسمه على الشاشة “الرئيس السيس” بدون حرف “الياء”.
وتعني كلمة “السيس” في اللهجة العامية المصرية الشخص التافه الضعيف عديم النخوة، ما جعل كثيرون يرون أن هذا الوصف ينطبق عى السيسي.
وقالت تقارير صحفية إن عددا كبيرا من مسئولي التلفزيون والعاملين بقطاع الأخبار قد أحيلوا للتحقيق بسبب عدم الدقة والإهمال في كتابة الخبر.
وعاد السيسي إلى القاهرة مساء الاثنين بعد مشاركته في القمة الأفريقية والتي التقى فيها عددا من القادة الأفارقة من بينهم رئيس الوزراء الأثيوبي “هايلي ميريام ديسالين”.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن السيسي وديسالين أعربا عن تطلعهما لبدء الدراسات الخاصة بسد النهضة قريباً من أجل التوصل الى توافق حول قواعد ملء الخزان والتشغيل في إطار التزام الطرفين الكامل بما نص عليه اتفاق إعلان المبادئ الموقع في مارس الماضي بالخرطوم.
وشدد السيسي خلال الاجتماع على أهمية ضمان مصالح مصر المائية وحقها فى الحياة، مع الاعتراف بحق أثيوبيا في تحقيق التنمية الاقتصادية، فيما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن سد النهضة يجب أن يفيد جميع الأطراف ولا يجب أن يكون مصدراً للنزاع بين دول حوض النيل.