توفي رجل الأعمال الخيرية الشهير، عبد الستار
إيدهي، الذي أسس إحدى كبريات المنظمات الخيرية في
باكستان، وكان يشار إليه باسم "القديس الحي" من جانب الكثير في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
وأثار إعلان وفاته موجة من التكريم على التلفزيون وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ووصفه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بأنه "خادم عظيم للإنسانية"، وقال إنه سيمنح وسام الرئاسة بعد وفاته، وستقام له جنازة رسمية.
ووصفت وسائل إعلام باكستانية جنازته، السبت، بأنها الأكبر في تاريخ البلاد.
وعرف الرجل -الذي توفي عن 92 عاما- بالتقشف والكرم، وكانت لسمعته أصداء كبيرة في باكستان، وهي دولة يقطنها 190 مليون نسمة، ويتفشى الفساد داخل حكومتها، وتتسم الصحة العامة وخدمات الرعاية بالضعف.
وعلى الرغم من الأموال الطائلة التي كانت تمر بين يديه، بفضل تبرعات المحسنين، فإن إيدهي حافظ على مستوى بسيط من العيش، وكان يقطن مع أسرته في شقة من بيتين، ملاصقة للمقر الرئيسي لمؤسسته الخيرية، ولم يكن لا هو ولا زوجته يحصلان على أي راتب من المؤسسة.
أكثر من ذلك، فقد خاطب الجميع من خلال حوار صحفي عام 1991، قائلا: "أطلب من الناس عدم المناداة علي للمشاركة في افتتاح مشاريع أو حضور مناسبات، فهذا مضيعة للوقت، وأنا في أشد الحاجة إليه لخدمة الناس".
ويحظى إيدهي بتقدير واحترام كبيرين في بلاده؛ لأنه كرس حياته في سبيل خدمة الأكثر فقرا، فأسس مؤسسة خيرية عملاقة، بنت مستشفيات للتوليد ومشارح، ودورا للأيتام، وملاجئ ودورا للعجزة.
كما تمتلك مؤسسته أسطولا من 1500 سيارة إسعاف، تشتهر بفعاليتها وسرعة وصولها إلى حيث تقع اعتداءات، بحيث أصبحت رمزا لمؤسسة ايدهي.
والراحل -الذي لم يحصّل كثيرا من العلم- كان يرفع لواء خدمة "الإنسانية"، وقد رشح مرارا لنيل جائزة نوبل للسلام.
وقد حصد إيدهي ومؤسسته على جوائز وأوسمة كثيرة، من بينها جائزة رامون ماغسايساي لدعم الخدمة العامة، وذلك في مانيلا بالفلبين عام 1986، إلى جانب جائزة بالزان الدولية عام 2000 في روما بإيطاليا، وذلك لدعمه العمل الاجتماعي الخيري التطوعي.
كما دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية عام 2000؛ لضمه أكبر أسطول سيارات إسعاف تطوعية في العالم (نحو 1500 سيارة إسعاف)، وحصل أيضا على جائزة السلام في مومباي الهندية عام 2004، وجائزة أخرى مماثلة للسلام في حيدر آباد عام 2005.
وفي العام الماضي، عندما ضربت موجة حارة مدمرة
كراتشي، وهي مدينة يقطنها 20 مليون نسمة، نقلت سيارات الإسعاف المرضى، واستخدمت غرف حفظ الموتى بمؤسسة إدهي، ودفن الكثير من الفقراء أفراد عائلاتهم في مقبرة إدهي دون مقابل.
ففي بلد يعصف به دائما الصراع الاجتماعي والعرقي والديني، نال إدهي الاحترام من كل طبقات المجتمع؛ لنمط التقشف الذي كرسه لمساعدة الفقراء بصرف النظر عن خلفيتهم.