يحوز السمك المملح، أو ما يعرف بـ"
الفسيخ"، على مكانة متميزة لدى الفلسطينيين، فهو وجبة الفطور المعتمدة لدى الكثيرين في صباح عيد الفطر السعيد.
ورصد مراسل "عربي21"، خلال جولته في سوق
غزة عشية عيد الفطر السعيد، عرضا كبيرا لأنواع مختلفة من "الفسيخ"، حيث يعتمد معظم المواطنين على شراء ما يحتاجونه من هذا السمك مساء آخر يوم من شهر رمضان المبارك.
لكن مريم عوض "أم علاء"، ( 49 عاما) من سكان قطاع غزة، "لا تثق كثيرا بالفسيخ الذي يباع في السوق"، وتقوم بنفسها بشراء كمية من السمك في العشر الأوائل من رمضان، وتعمل على "تمليحه".
وأكدت لـ"عربي21" أن "وجبة الفسيخ أساسية، ولا غنى عنها على مدار أيام
العيد"، موضحة أنها تقوم بإعداد وجبة الفطور من "الفسيخ" فور عودتها من أداء صلاة عيد الفطر.
وأشارت أم علاء، التي تعمل ممرضة في وزارة الصحة الفلسطينية، إلى أن جميع أفراد أسرتها يتجمعون على مائدة الإفطار صباح العيد، في لحظات "جميلة وسعيدة جدا، يسود فيها الود والحب بين الجميع والتآلف والرحمة".
سعر الفسيخ
من جانبه، أكد تاجر سمك وفسيخ، بكر شويخ (35عاما)، أن الطلب على "الفسيخ" "يزداد في آخر ثلاثة أيام من شهر رمضان المبارك"، موضحا أن الكمية التي تم بيعها حتى مساء أمس الثلاثاء "قليلة، وهي لا تتجاوز ما نسبته 10 بالمئة من مبيعات الأعوام الماضية، التي كانت لا تقل عن 500 كيلو في اليوم".
وأشار شويخ، الذي يعمل في صناعة "الفسيخ" منذ 25 عاما، حيث كان يساعد والده الذي علمه، أنه يقوم بإعداد "الفسيخ" من ثلاثة أنواع من السمك المجمد؛ وهي سمك الجرع والدنيس والبوري، مبينا أنه "في كل عام يعد من 3- 4 طن من الفسيخ، حيث يتراوح سعر الكيلو من 10 إلى 30 شيكلا (الدولار=3.85 شيكل)".
وأفاد بأن الكمية المتبقية "يتم حفظها في الثلاجات، وتوزيعها على التجار بسعر الجملة".
وحول تفضيل بعض المواطنين للفسيخ المنزلي، قال التاجر: "هذا يرجع لمدى قناعة هؤلاء المواطنين بمن يعمل على صناعة الفسيخ، حيث تتفاوت جودته من مصنع لآخر".