نشر موقع "ذي ديلي بيست" الأمريكية تقريرا سلط من خلاله الضوء على التطورات السريعة الحاصلة في مجال
الذكاء الاصطناعي وصناعة
الروبوتات، وسعي العلماء إلى إضفاء بعض سلوكيات البشر، كاللطف والتهذيب، على خصائص الروبوتات.
وقال الموقع إن الخيال العلمي بدا مهووساً بفكرة الذكاء الاصطناعي في أول ظهوره، حيث أنه سرعان ما أصبح شاغل العلماء الأول نحو تطوير العالم ومصدر قلق في نفس الوقت، الشيء الذي دعا علماء كثيرين، كإسحاق عظيموف وستيفن سبيلبرغ، إلى البحث عن حلول لوضع حد للذكاء الاصطناعي.
وأضاف الموقع أن هذه المخاوف قد تكون السبب الأول الذي دفع العلماء مؤخرا إلى التفكير في حلول من شأنها إضفاء الوعي الاجتماعي والأخلاقي على الروبوتات، ومنح هذه الأخيرة القدرة على التعامل مع القوانين والقواعد بشكل كلي و أخلاقي، تماما كالبشر أو أكثر.
وسلط الموقع الضوء على المضايقات التي يتعرض لها الإنسان العادي في حياته اليومية؛ من قبل بعض الأشخاص العاديين الذين يفتقد سلوكهم إلى الأخلاق والطابع الاجتماعي، إلى جانب مخالفتهم للقوانين الاجتماعية في بعض الأحيان، مشيرا إلى الخصائص التي تم إضفائها على الروبوتات والتي تجعلها تتفادى المضايقات.
وأضافت الموقع أن شركة جوجل تسعى، جنبا إلى جانب مع بعض الشركات الأخرى، إلى تمكين الروبوتات من المشاركة في المحادثات العادية وإدخال المصطلحات العامية إلى سياق المحادثة؛ التي ستخولهم التحدث مع العملاء في قطاع الخدمات العامة والمجالات الأخرى التي ستصبح فيها
التكنولوجيا دعامتها الأولى.
وأشار الموقع إلى أن هذه الروبوتات المتطورة ستكون قادرة في السنوات القليلة القادمة؛ على التفاعل مع البشر على الصعيد الشخصي والمهني أيضاً.
وتتوقع الرئيسة التنفيذية لشركة "آي بي أم"، جيني روميتي، أن تتمكن الروبوتات الذكية في غضون خمس سنوات من المشاركة في اجتماعات مجلس الإدارة واتخاذ القرارات في ما يخص الشركات، ضمن ما أسمته بالحوسبة الإدراكية.
وذكر الموقع أن الخصائص الاجتماعية التي تم إضفاؤها على الروبوتات لا تقتصر على الدور التشاركي الذي تلعبه على مستوى الهيكلة الاجتماعية، كالمحادثة واحترام قواعد السير والقيادة، ولكنها تمتد لتشمل طريقة تعاملها مع الأشخاص العاديين على الأرصفة، هذه الخاصية التي تتطلب قدراً كبيراً من الوعي بالمحيط الذي تعمل فيه.
وقال الموقع في هذا الصدد إن الباحثين في جامعة ستانفورد يتطلعون إلى تعليم الروبوتات قواعد وآداب الطرقات، عن طريق البرمجة. فمن المنتظر أن تتم برمجة الروبوتات على تحليل وجمع البيانات حول الطريقة التي يسير بها الأشخاص العاديون على الرصيف، بهدف تمكينها من قراءة ومعرفة الإشارات التي تعترضها من المارة، كمن يمشي أمامها ومن يعترض طريقها، أو من سيقف فجأة ويتحقق من هاتفه لمعرفة العنوان.
هذه البرمجة ستمكن الروبوتات من تفادي حوادث الاصطدام على في الطرقات عند حملها أوزانا ثقيلة.
وأشار الموقع إلى التطور الذي سيطغى على حياتنا اليومية بوجود الروبوتات بيننا، حيث أن هذه الآلات الذكية ستصبح قادرة على احترام الأشخاص الذين يمرون في الطريق وعلى الرصيف، بالإضافة إلى احترام آداب التعامل مع الأشخاص. وأضاف أن الأشخاص العاديين سيقاسمون حياتهم اليومية، في السنوات القادمة، مع الروبوتات، وهذا سيتطلب منهم احترام هذه الأجهزة الذكية لكي لا تفقد هذه الأخيرة إدراكها عندما تكثر عليها المضايقات والتجاوزات.