سعداني يتهم مدير مخابرات سابق بنسج مؤامرة ضد بوتفليقة

تعرف قضية تحويل أسهم "مجمع الخبر الإعلامي" الكبير في الجزائر لرجل الأعمال المعارض، يسعد ربراب، تطورات سياسية خطيرة بين السلطة والمعارضة، إذ قال عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الحاكم في البلاد، إن "يسعد ربراب ورئيس المخابرات السابق الجنرال محمد مدين يخططان للإطاحة بالرئيس بوتفليقة".

 وأكد سعداني في تجمع شعبي عقده بمحافظة تبسة، شرق البلاد، السبت، أن "الجزائر كانت تسير بخمسة أذرع"، وذكر إثنان من هذه الأذرع، وهما رجل الأعمال يسعد ربراب والجنرال محمد مدين، المدعو "توفيق" الذي ترأس مخابرات الجزائر من 1990 إلى 2015، قبل أن يحيله الرئيس بوتفليقة على التقاعد، منهيا مهامه، يوم 13 أيلول/ سبتمبر 2015.

وأفاد سعداني في التجمع الشعبي، "أن الجنرال توفيق وبعد تقاعده أراد شراء مجمع الخبر"، وأحال سعداني إلى الفهم أن رجل الأعمال المعارض، يسعد ربراب، هو الذراع المالي للجنرال المتقاعد الموصوف بـ"صانع رؤساء الجزائر" والاثنين، حسب سعداني، يريدان شراء مجمع الخبر كذراع إعلامي سعيا إلى فرض رئيس جديد للجزائر خلفا للرئيس بوتفليقة. ووصف سعداني مجمع "الخبر" بمجمع "الخطر".

 لكن ما أن أنهى سعداني كلمته بالتجمع، حتى امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة من طرف الجزائريين، ومن بينهم قادة أحزاب سياسية وإعلاميون، جددوا تضامنهم حيال ما وصفوه بـ"المؤامرة التي تتعرض لها الخبر".

كما تهجم سعداني على حزب العمال، الذي أعلن مساندته لمجمع الخبر، وقال عن الأمينة العامة للحزب، لويزة حنون، إنها "تمثل الذراع السياسي للجنرال توفيق".

 واستغرب جلول جودي، القيادي في حزب العمال، تصريحات سعداني، وقال بتصريح لـ "عربي21"، الأحد، لا أفهم تهجم وتحامل سعداني على حزب العمال، نحن ساندنا مجمع الخبر كمبدأ دفاعنا عن حرية التعبير"، وتابع "يبدو أن سعداني صار مهووسا بالجنرال توفيق"، واستطرد " إن الجزائريين يعرفون جيدا من هو حزب العمال وكل يوم نزداد قوة".

 وكان وزير الاتصال الجزائري، حميد قرين، رفع دعوى قضائية لدى محكمة بئر مراد رايس بالجزائر لإبطال صفقة تحويل أسهم من مجمع الخبر، المستقل، إلى مجمع "سيفيتال" الذي يملكه رجل الأعمال يسعد ربراب.

 وقال شريف رزقي، مدير صحيفة "الخبر" التابعة لمجمع "الخبر الإعلامي"، بتصريح لـ "عربي21"، الأحد، "لا أفهم كيف يقول سعداني إن الجنرال توفيق، رئيس المخابرات السابق، هو من يريد شراء مجمع الخبر، وأنه يريد ذلك من أجل فرض رئيس جديد للجزائر خلفا للرئيس بوتفليقة".

 وتابع رزقي "يبدو أن سعداني نسي أن مجمع الخبر كان لسنوات عديدة ضحية الجنرال توفيق، فقط قطع عنا الإشهار لما كان على رأس جهاز المخابرات، وشخصيا زج بي بالسجن مع زملاء لي بالخبر".