هاجم الكاتب
المصري حمدي رزق في مقالة له شيخ الدعوة السلفية بمصر
ياسر برهامي متهما إياه بأنه عدوٌ للمسيحيين، وأنه يمارس الطائفية وينشر الفتاوى السامّة.
وقال رزق في مقالته التي نشرتها صحيفة "المصري اليوم" إن ياسر برهامي لا يكف عن الفتوى، ماكينة فتاوى متحركة، يفتي فينا آناء الليل وأطراف النهار، وفي كل فتوى يغمز في جنب إخوتنا المسيحيين، وكأن بينه وبينهم "تار بايت"، يبتدرهم دوما العداء، ويمعن في إيذائهم، فصار لهم عدوا، ويزدريهم ودينهم وكنائسهم، وكأنه مكلف بهم من جهات تضمر لإخوتنا في وطنهم شرا.
وفي التفاصيل، ذكر رزق قصة الفتوى التي رد فيها برهامي على أحد سائليه، مشيرا إلى أنه على موقع "أنا سلفي" استقبل برهامي سؤالا عجيبا نصه: "لي أقارب في (كندا) حدث عندهم منذ فترة اعتداء من اليمين المتطرف على المسجد الخاص ببلدتهم، فحرقوه ودمروا محتوياته، فتضامنا من أصحاب الأديان الأخرى دعوهم لأداء صلاة الجمعة داخل الكنيس اليهودي، وفئة أخرى ذهبت وصلت الجمعة داخل كنيسة للكاثوليك.. فهل يجوز للمسلم أن يصلي داخل معابد يُشرك فيها بالله ويُعصى؟".
ووفقا لمقالة الكاتب، يكمل السائل: "ولماذا في رأيك يا شيخ فعلوا ذلك معهم، بالرغم من أنهم يبطنون الكره والحقد للمسلمين، بل إن اليهود هم مَن يمولون في الواقع حركات التطرف اليميني في تلك البلاد، ويروجون الكراهية للمسلمين في وسائل إعلامهم؟ وبمَ تنصح المسلمين هناك تجاه هذا الأمر؟".
واستغرب رزق كلام السائل قائلا: عجبا! فتح
المسيحيون الكنائس لصلاة الجمعة، ورحب اليهود بالمسلمين في المعابد، في لوحة تضامنية رائعة، وروح تسامحية سامية، وتجسيد على الأرض لمعنى إنسانية الأديان، نفسي أرى هذه الروح تسري في نفوس المصريين، ونضرب النموذج والمثال.
واستدرك بالقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، تضامن أهل الديانات الأخرى مع المسلمين لم يَرُقْ لإمام السلفيين، وبدلا من أن يقدّر هذه الروح الطيبة، ويقف منها موقف الشاكرين، ويحمد لهؤلاء حسن صنيعهم، يصعق السائل الذي هو من طينة المجيب نفسها، يقول سامحه الله: "فلو صلوا الجمعة والجماعة في بيت أحدهم لكان أفضل لهم، وتُكره الصلاة في مكان فيه شعار الشرك، مع صحتها"!!.
وشدد رزق في مقالته على أن برهامي لم يكتف بقطع الطريق على هذه الآية من آيات التضامن بين أصحاب الأديان السماوية، بل يصمها بالشرك، أي بالكفر، الكنيسة مشركة مثل المعبد عند برهامي، مكان فيه شعار الشرك، تُكره فيه الصلاة، على صحتها، ولو شاء لأبطلها، ولكنه محكوم بالسوابق الإسلامية، وجواز الصلاة في الكنيس، الكنيسة مشركة، والصلاة مكروهة!
وأكد أن يهود ومسيحيي كندا بالضرورة لا يلزمهم أمثال برهامي الذى يصمهم بالكفر، ومسلمو كندا حتما ستعتريهم الدهشة المصحوبة بالفزع من هذا الذي يفتي في شؤونهم في بلادهم التي تقاوم العنصرية والتطرف والاجتراء على دور العبادة، عجبا لهذا الذي يفتي بما لا يعلم من شؤون هذه البلاد البعيدة، ويُشيع بينهم هذه الأفكار الغريبة، عن الشرك والمشركين، وهم لا يتعاطون مثل هذه الفتاوى الشاذة.
ووجه الكاتب نقدا لاذعا لشيخ الدعوة السلفية برهامي، قائلا: بعد أن بارت بضاعته في مصر، وكُشِفَ عنه غطاؤه، وبرز كارها لإخوتنا في الوطن، ويحاكَم بتهمة ازدراء الأديان، يصدّر فتاواه إلى كندا، يصدر إليهم فتاوى متفجرة، هذا الرجل تخصص تفخيخ مجتمعات، لا يرتاح على جنبه إلا وأثار فتنة مجتمعية، ينام قرير العين بعد أن ينكد على المسيحيين، ما الذى بين هذا الرجل والمسيحية كدين، وإخوتنا كمسيحيين، حد داس لهذا الرجل على طرف، هذا الرجل لا يرحم هذا الوطن، يعمد إلى بذر بذور الفتنة الطائفية ويسقيها بسيل من الفتاوى السامة.
وختم رزق مقالته بالقول: لا أناقشه على أرضية إسلامية، الله أعلم، ولكن على أرضية وطنية، ما الذى يضيرك أن تكون العلاقة بين المسلمين والمسيحيين كأسرة واحدة، طعام وشراب وأخوة وجيرة وغوث وسلام ووئام، ما الذى يزعجك أن يتجاور المسجد بالكنيسة بالمعبد، المنارة مقابل المئذنة منيرتان، الأذان مع أجراس الكنائس تنبه الغافلين، لماذا تصم أذنيك أجراس الكنائس، لماذا تقف منهم هذا الموقف العدائي، اللدد في الخصومة والعياذ بالله، قال عز من قائل: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً للّذِينَ آمَنُوا الّذينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى.." صدق الله العظيم.