قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن حكومة بشار الأسد منعت دخول قافلة مساعدات إلى بلدة سورية محاصرة، مما حال دون وصول ما كانت ستصبح أول إمدادات لسكانها منذ عام 2012.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على بلدة
داريا على مشارف دمشق، وهي تحت
حصار القوات الحكومية وحلفائها منذ فترة طويلة.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة عبر موقع "تويتر": "مع الأسف منعت قافلة المساعدات المشتركة مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الإذن المسبق من جميع الأطراف".
كما ناشدت "السلطات المعنية إتاحة دخولنا إلى داريا كي نعود ومعنا الحاجات الماسة من الأغذية والأدوية".
واعتبرت مديرة اللجنة في
سوريا، ماريان غاسر، التي كانت ضمن القافلة التي كانت محملة حليبا للأطفال ومساعدات طبية ومدرسية، أن منعها من الدخول "أمر مأسوي".
وقالت في بيان إن "سكان داريا بحاجة إلى كل شيء، ومن المأسوي فرض تأخير بلا مبرر في توفير حتى المواد الأساسية التي حملناها اليوم".
وأضافت أن داريا "تشهد قتالا بلا هوادة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، ونعلم أن الوضع هناك يائس".
غير أن متحدثا أمميا قال إنه اتخذ قرار بعدم المضي قدما بالقافلة بعد انتزاع "مواد غذائية" منها.
وقال ستيفان دوجاريك، إن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، ومنسق الشؤون الإنسانية فيها "قررا إلغاء المهمة إلى داريا بسبب إزالة مواد غذائية للأطفال، إضافة إلى لقاحات من قافلة الأمم المتحدة عند آخر نقطة تفتيش".
في حين، قالت الأمم المتحدة هذا الشهر إن الحكومة السورية ترفض مطالب الأمم المتحدة بتوصيل المساعدات لمئات الآلاف من الناس.
وأضافت أن نحو نصف مليون سوري محاصرون وتمنع الأطراف المتحاربة وصول المساعدات لهم، ويشمل ذلك الحكومة ومقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة.
وكانت المتحدثة باسم لجنة
الصليب الأحمر الدولي، كريستا أرمسترونغ، قالت في وقت سابق، الخميس، إن خمسة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية ستُرسل إلى مدينة داريا، لأول مرة، منذ حصار النظام السوري لها عام 2012.
وأوضحت أرمسترونغ في تصريح، الخميس، أن المساعدات، التي ترسلها لجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، ستشتمل على مواد طبية وحليب للرضع ومستلزمات مدرسية.
تجدر الإشارة أن سكان داريا يعانون ظروفا إنسانية صعبة جراء الحصار، حيث لم تدخل لهم أية مساعدات إنسانية أممية أو غير أممية منذ بداية الحصار وحتى الآن.
وتعرضت داريا خلال خمس سنوات مضت لدمار كبير جراء قصف طائرات النظام لها بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى تهدم أكثر من 80% من منازلها وبناها التحتية، ونزوح أكثر من 90% من سكانها.