في الوقت الذي حمّل فيه مسؤول أمريكي يهودي سابق، الرئيس أوباما المسؤولية عن تعاظم دور
روسيا في المنطقة؛ فقد اعتبر موقع إخباري
إسرائيلي أن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين يسّخر القدرات الإعلامية الروسية لخدمة المرشح الجمهوري دونالد
ترامب.
وفي تقرير نشره الاثنين، وأعده معلق الشؤون الدولية غاي إليستراجي؛ ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي أن بوتين أصدر تعليماته للذراع الإعلامي التلفزيوني الروسي (RT) لتسخير قنواتها باللغة الإنجليزية لتمرير رسائل ترامب.
وذكر إليستراجي أن بوتين معنيّ بفوز ترامب بسبب توجهاته الانعزالية، وموقفه المعادي للاتحاد الأوروبي وعدم رغبته في تواصل عمل حلف الناتو، ما "يسمح بتمهيد الطريق أمام روسيا لتحقيق أهدافها في أقل قدر من الممانعة الأمريكية".
وأشار إليستراجي إلى أن السفير الروسي في واشنطن حرص على حضور المؤتمر الذي أعلن فيه ترامب عن برنامجه الانتخابي، منوها إلى أن ترامب لم يخف إعجابه ببوتين "ما جعل الأخير يكيل المديح له ردا على ذلك"، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن ترامب قال إن مواجهة "الإسلام المتطرف" يمثل القاسم المشترك بين روسيا والولايات المتحدة، مضيفا أن انتخاب ترامب سيمثل "ضربة قاضية لحلف الناتو، على اعتبار أن دول أوروبا تجاهر بامتعاضها من السياسات والمواقف التي يعبر عنها ترامب، ما يعني أن العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا ستنتهي إلى طريق مسدود".
وشدد إليستراجي على أن أهم ما يريح بوتين هو إعلان ترامب أنه لم تعد هناك مسوغات لبقاء حلف الناتو، ناهيك عن أن ترامب أعلن أنه سيطالب دول الحلف بزيادة مخصصاتها المالية في تحمل أعباء عمل الحلف.
من ناحيته، قال دنيس روس، المستشار السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن إسرائيل أقبلت على التعاون مع روسيا بسبب الضعف الظاهر للولايات المتحدة وعزوفها عن التدخل بقوة في منطقة الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الاثنين عن روس، وهو يهودي، قوله إن إسرائيل ترى في روسيا "الطرف القوي في المنطقة، وبالتالي فهي تحرص على التنسيق معها".
وأضاف روس: "لقد تراجعت أمريكا عن لعب دور فاعل في المنطقة على الرغم من أنها تملك 35 ألف سرية ومئات الطائرات في المنطقة، في حين يملك الروس 200 سرية و50 طائرة فقط".
وعزا روس هذا التحول إلى الانطباع الذي تولد لدى إسرائيل والدول العربية، وهو أن الروس "لا يترددون في استخدام القوة العسكرية من أجل تغيير موازين القوى لصالح حلفائهم، وهذا ما لا ينطبق على الولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما".
وأشار روس إلى أن بوتين من خلال تدخله العسكري في سوريا، أسهم في تقليص العزلة التي فرضت على روسيا في أعقاب اجتياحها لأوكرانيا، وأصبحت الكثير من الدول معنية بالتواصل معها مراعاة لمصالحها.
وأشار روس إلى أن أوباما مرتاح لتدخل روسيا في سوريا "لأنه يعتقد أن بوتين في النهاية لن يربح المواجهة هناك وسيخسر بسبب تبعات التدخل السياسية والاقتصادية، سيما أن الأوضاع الاقتصادية في روسيا في الحضيض بسبب انهيار أسعار النفط".