نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن دور مدينة صبراتة في الصراع الليبي، وموقعها الاستراتيجي الذي استغله
تنظيم الدولة لصالحه لأكثر من سنتين. وقد استمرت هذه الحالة، إلى غاية تدخل قائد مليشيا "الكتيبة"؛
سامي الغرابلي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن قصة الرجل الذي تصدى لتنظيم الدولة، بدأت بشجار، عندما حاول مشتبه به التسلل عبر الحدود بسيارته.
ونقلت الصحيفة عن الغرابلي، الرجل الذي يعتبره العديد محرر صبراتة، أنه "عند إلقاء القبض على المشتبه به، عُثر على أسلحة في السيارة وبعض المال"، غير أن إرهابيي تنظيم الدولة حرروه، و"منذ ذلك اليوم، دخلت مليشيا "الكتيبة" في
حرب ضد تنظيم الدولة".
وينقل الرجل للصحيفة أن المدينة الساحلية، التي تحولت إلى مركز للجهاديين في
ليبيا، شهدت خلال تلك الفترة معركة ملحمية لمدة عشرة أيام من الصراع انتهت بتحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة.
وأضافت الصحيفة أن معركة تحرير صبراتة انطلقت منذ يوم 19 شباط/ فبراير، عندما استيقظ أهالي صبراتة على القصف الأمريكي الذي استهدف منزلا في موقع استراتيجي على الطريق الرابطة بين طرابلس والحدود
التونسية، وذلك للقضاء على أحد الإرهابيين القادمين من البلاد التونسية.
كما بينت الصحيفة أن اتخاذ الجهاديين للمسرح الروماني المسجل ضمن قائمة التراث العالمي كمعسكر لتدريب الجهاديين أصبح يثير مخاوف الليبيين، وخاصة سامي الغرابلي.
ويقول الغرابلي إنه "في البداية، لم يكن لي علم بمعسكرات التدريب، فقط منذ أقل من عام اكتشفت حقيقة هذا الأمر"، ويضيف أنه "كان هو ورجاله على استعداد لمحاربة تنظيم الدولة، لأن الإرهابيين كانوا يخطفون الناس، ويسرقون الأموال، وجعلوا مدينة مصراتة مركزا لتجارة السلاح".
وأضاف الغرابلي أنه "عند تقدمه ومجموعته نحو الجماعات الإرهابية، أطلقوا نارا كثيفا نحوهم باستعمال ذخائر مضادة للطائرات. وتواصل الكر والفر على هذه الحالة لمدة ثلاثة أشهر".
وتابع: "لم نستطع أن نتحرك، لأننا لم نتمكن من تحديد عددهم. فهم لا يريدون اعتقالنا فقط، بل يريدون قتلنا، الأمر الذي اضطرنا إلى التراجع نحو قاعدتنا والفرار من نيرانهم المدفعية"، مضيفا أنه حاول هو ومجموعته دائما التقدم نحو الجماعات الإرهابية، ويعتقلون عناصر التنظيم كلما وجدوهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين الأشخاص الذين اعتقلوا، التونسي محمد الغربي، وجهادي ليبي آخر، يدعى فلاح علي البشير. وقد كشف اعتقالهما عن بعض مخططات تنظيم الدولة في المنطقة الذي كان يستعد لشن عملية إرهابية فيها بهدف التقدم نحو تونس، وتحديدا في المنطقة الحدودية ببن قردان، التي أصبحت هدفا رئيسيا بالنسبة للجماعات الإرهابية.
كما بينت الصحيفة أن معلومات أخرى حصل عليها الغرابلي أكدت أن عناصر تنظيم الدولة كانوا يستعدون "لاقتحام الحدود التونسية ضمن مجموعة محدودة، بهدف زرع الألغام لترويع الناس وتهديدهم، ضمن مخطط لسيطرة عناصر التنظيم على تلك المنطقة".
وذكر الغرابلي أن "مدينة صبراتة أصبحت مكانا لتدريب الجهاديين الذين يتم إرسالهم إلى مواقع أخرى داخل ليبيا مثل درنة وسرت، أو خارجها؛ مثل سوريا".
واعتبر الغرابلي أن تنظيم الدولة لن يكون قادرا على الصمود في وجه أي عمليات عسكرية، إذا تم التخطيط لحرب منظمة ضده في ليبيا، وأضاف أن "المشكلة الأساسية في ليبيا هي النظام القبلي، حيث لا تستطيع القبائل إيقاف أبنائها عن تكوين مليشيات والقيام بأعمال العنف في البلاد".
وأشار إلى تواجد مزيد من الإرهابيين في صبراتة التي لا زال خطر الجهاديين فيها قائما، وأنه من المحتمل أن تستقطب الجماعات المتطرفة مزيدا من التونسيين العائدين إلى ساحة القتال من بؤر التوتر الأخرى.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة ما يعتقده سامي الغرابلي من أنه "يجب أن تتركز الحكومة الليبية في صبراتة، لأنه بمجرد القضاء على تنظيم الدولة سيعود الهدوء إلى ليبيا".
وفيما يتعلق بالتدخل الأجنبي في ليبيا، أشار الغرابلي إلى أن "هدف الليبيين والمجتمع الدولي، على حد السواء، هو القضاء على تنظيم الدولة الذي يدرك الليبيون جيدا تهديده للاستقرار في المنطقة أكثر من أي قوة أجنبية أخرى".