نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتبة إيمان عمراني، قالت فيه إن ماليا
بوعطية انتخبت كأول امرأة سوداء للاتحاد الوطني العام للطلاب في
بريطانيا أمس، مشيرة إلى أن هذه اللحظة التاريخية جاءت بعد أكثر الانتخابات صخبا وإثارة للجدل، واستمر الجدل حتى بعد التصويت.
ويشير التقرير إلى أن بوعطية في منصبها الحالي، كونها مسؤولة مكتب الطلاب السود، تحدثت بصراحة حول مجموعة من القضايا، حيث تحدثت الشهر الماضي في اجتماع للأمم المتحدة في جنيف عن الآثار السيئة لسياسة "برفنت" البريطانية، التي تستهدف "التطرف" في المدارس، كما أنها عملت على حملة تعارض بأن تكون مناهج التعليم من وجهة نظر البيض.
وتستدرك الصحيفة بأن إنجاز بوعطية قوبل بالنقد، حيث اضطرت للرد خلال حملتها الانتخابية على مزاعم معاداة
السامية، بعد رسالة مفتوحة من رئيس جمعيات الطلاب اليهود، اتهمتها بأنها أشارت إلى جامعة بيرمنغهام على أنها "معقل صهيوني".
وتنقل الكاتبة عن بوعطية قولها: "بالنسبة لي، فإن خلافي مع السياسة الصهيونية لا يعني خلافا مع اليهود، وفي الواقع فإن السياسة الصهيونية يعتقد بها أناس من مختلف الديانات، كما هو الحال بالنسبة للسياسة المعادية للصهيونية".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه قبيل انتخابات
اتحاد الطلاب، عاد ظهور فيديو لها وهي تتحدث عن فلسطين عام 2014، بعد أن كان تم حذف هذا الفيديو، تقول بوعطية فيه إن الإعلام الذي تسيطر عليه الصهيونية يظهر المقاومة على أنها "إرهاب"، مشيرا إلى أنه تم اتهامها مرة ثانية بأنها معادية للسامية، وعندما سألت ماذا قصدت؟ فإنها أعادت الكلام ذاته بأن الصهيونية عقيدة سياسية، وأضافت: "هي عقيدة تؤيدها بعض الصحف البريطانية، وهذا ما انتقدته"، واستدركت قائلة: "أنا في حالة تعلم دائم، وأحاول أن تعكس لغتي ما أعتقد به".
وتعلق عمراني قائلة: "لا أتفق معها بأن الإعلام (تقوده الصهيونية)، لكن كلامها لا يختلف كثيرا عن القول بأن التيار الرئيسي في الإعلام منحاز لإسرائيل، وهو شعور يشاركها فيه عدد من الناشطين المؤيدين لفلسطين".
وتبين الصحيفة أن هذه ليست أول مرة كان على بوعطية أن تدافع فيها عن موقفها، حيث إنه في عام 2014 اتهمها عدد من صحف "التابلويد" بأنها منعت مؤتمرا طلابيا من الإعلان عن شجب تنظيم الدولة، مستدركة بأن الواقع أنها طلبت تعديل المقترح قبل التصويت عليه؛ لأنها شعرت بأنه في الصيغة المقدم بها يمكن استخدامه لاستهداف المسلمين بشكل عام، وتم التصويت على النسخة المعدلة، لكن تم تصنيفها على أنها متعاطفة مع الإرهابيين؛ بسبب إثارتها موضوع لغة النص التي شعر الطلاب المسلمون بعدم ارتياح لها.
ويورد التقرير أن بوعطية ردت على هذه التهم كلها خلال مؤتمر الاتحاد الوطني للطلاب هذا الأسبوع في خطابها بالقول: "أنا أعلم جيدا ثمن الإرهاب"، وتحدثت كيف اضطرت عائلتها إلى ترك الجزائر خلال الحرب الأهلية عندما كان عمرها سبع سنوات بعد هجمات على مدرستها، وبعد تفجير قاعة المحاضرات، حيث يعمل والدها، مشيرا إلى أن هذا لم يمنع صحيفة "ديلي ميل" من اتهامها كذبا بأنها "ترفض شجب تنظيم الدولة".
وتقول الكاتبة: "كما نرى في حملة صديق خان لانتخابات عمدة لندن، فيبدو أنه يتم تركيز الأنظار على المسلمين عندما يسعون إلى تولي منصب عام، فبحكم خلفيتهم سيكون في الغالب لهم نشاط متعلق بقضايا نزاعية، وينقسم الرأي حولها: الإرهاب والشرق الأوسط وحقوق الإنسان، وسيكون الحكم عليهم من خلال أي شخص قد التقوا به، وسيتم التركيز على كل كلمة قالوها، وعادة من الإعلام المناوئ".
وتضيف عمراني أنه "ينبغي على بوعطية أن تتوقع التحدي، مثل أي مرشح أو ناشط سياسي آخر، وفي دورها الجديد كونها رئيسة للاتحاد الوطني للطلاب فإنه سيكون هناك المزيد من التمحيص لكل ما تقوله، ومع هذا فهي إيجابية وتتفاعل مع من ينتقدها".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن بوعطية قامت أمس بدعم مقترح، تمت الموافقة عليه، يدعو إلى مزيد من الجهود لمعالجة معاداة السامية في الجامعات، لافتة إلى أن "سجلها حافل بالوقوف ضد العنصرية والتمييز، لكن الطلاب المسلمين سينظرون كيف ستتم معاملتها قبل الحكم إن كانت لا تزال هناك إمكانية للنقاش وحرية التعبير".