ذكر موقع "ديلي بيست" في تقرير أعدته الكاتبة آنا ليكاس، أن نساء فقيرات من
بنغلاديش ونيبال يتم الاتجار بهن ونقلهن إلى
سوريا؛ للعمل
خادمات، ويتعرضن للاستغلال الجنسي، مشيرا إلى أنهن لا يعرفن إن كن ذاهبات إلى بلد يعاني من
حرب أهلية أم لا.
وتشير ليكاس إلى أن تقارير عدة ظهرت في الأشهر الأخيرة عن نساء قرويات وفقيرات من بنغلاديش ونيبال يتم إقناعهن بالسفر إلى سوريا للعمل خادمات في البيوت وأحيانا في بيوت الدعارة.
ويورد التقرير أن وكالة أنباء "رويترز" نقلت عن مسؤول في الشرطة البنغلاديشية خادكير غلام ساروار، قوله: "هؤلاء فتيات بريئات غير متعلمات، جئن من القرى، ولا يعرفن أي شيء عن سوريا، وماذا يجري هناك".
ويبين الموقع أن وحدة الشرطة التي يترأسها ساروار تعاملت في العام الماضي مع 45 حالة، تعرضت فيها فتيات للتعذيب والضرب والاغتصاب في سوريا، حيث يقول: "يعتقدن أنهن ذاهبات إلى الأردن ولبنان ليجدن حياة أفضل".
وتلفت الكاتبة إلى أنه منذ تطبيق نظام الكفالة، الذي ينظم حركة العمالة المهاجرة في جنوب شرق آسيا وأجزاء من أفريقيا للعمل في الشرق الأوسط، فإن آلاف النساء تركن بيوتهن للعمل في الأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول التي تعتمد على العمالة الرخيصة.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه رغم توقيع نساء على عقد أولي، إلا أن الحصول على عقد عمل، الذي يصل أحيانا إلى 3 آلاف دولار على الأقل، لا يمنحهن إلا خيارات محدودة، ويجعلهن يقبلن وظائف دون أجر، ويتعرضن للاستغلال ليكن خادمات في البيوت، وعاملات في الدعارة، حيث يقبلن بالظروف الصعبة كي يدفعن الدين المستحق عليهن، ويحاولن كسب بعض المال من التجربة المرة.
وينقل الموقع عن بريانكا موتابارثي قولها في بحثها "فهم الكفالة: قانون قديم قائم على تناقض مع التطور الحديث": "معظم العاملات يدفعن أجور استئجار عالية تصل إلى آلاف الدولارات في بلدانهن، من أجل الحصول على وظيفة في دول الخليج". وتضيف أن "المهاجرين يتعرضون لضغوط كبيرة من أجل دفع الديون، بالإضافة إلى اعتماد العائلة عليهم لإرسال المال لهم، وتوفير الطعام، ودفع الفواتير، والأمر الأكثر إلحاحا من هذا هو دفع المال للمقرض الذي يهدد بأخذ بيوتهم في حالة عدم دفع المبلغ في وقته".
وتكشف ليكاس عن أنه في حالة سوريا، فإنه كانت هناك عاملات أجنبيات في البيوت قبل الحرب، حيث هربن مع العائلات اللاتي يعملن عندها، أو عدن إلى بلدانهن، مستدركة بأن جيلا من العاملات خدعن بالسفر إلى البلد والعمل مع العائلات اللاتي قررت البقاء في بلادها.
ويجد التقرير أنه رغم أن هؤلاء العاملات تم تهريبهن، أو أنهن يعملن في المناطق الخاضعة للنظام مثل دمشق، إلا أن هناك عنفا من الحرب المستمرة لم يكن في الحساب.
ويورد الموقع نقلا عن غاينا ريمشي ماغار، التي هربت من كاتماندو في
نيبال إلى سوريا، قولها: "لم أكن أتوقع حربا في سوريا"، ونقلت صحيفة "الغارديان" عنها بداية هذا العام قولها إنها اكتشفت الحرب عندما سمعت أصواتا عالية في المدينة، فأكد لها من تعمل في بيتهم أنها مجرد تدريبات يقوم بها الجيش.
وتفيد الكاتبة بأن ماغار عندما بدأت بالبحث عن الوضع في البلد من خلال الإنترنت، اكتشفت أنها تعيش حالة حرب، حيث تقول إن الوكالة التي رتبت سفرها إلى سوريا "أخبرني أنها مثل أمريكا".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن الهرب من
العبودية تعقد بسبب الحرب، مشيرا إلى أنه مع أن ماغار كانت قادرة على الاتصال عبر الإنترنت مع السفارة النيبالية في مصر، التي رتبت رحيلها، إلا أن المسؤولين يقولون إن الخروج منها ليس أسهل من الدخول إليها.