أثار القرار الرروسي بسحب جزء كبير من القوات العسكرية الروسية المتواجدة بسوريا، ردود أفعال مختلفة، ففي الوقت الذي أعلنت المعارضة نيتها في التحقق من تنفيذ هذا القرار على الأرض، قال النظام السوري إن دعم موسكو له سيستمر رغم الانسحاب، فيما علقت واشنطن على القرار بحذر.
المعارضة: نريد أن نتحقق
أعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية سالم المسلط أن المعارضة تريد التحقق من تنفيذ القرار الروسي "على الأرض" بعد إعلان موسكو نيتها سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا.
وقال المسلط للصحافيين في جنيف "لا بد من أن نتحقق من طبيعة هذا القرار وما المقصود به" مضيفا "إذا كان هناك قرار بسحب القوات (الروسية) فهذا قرار ايجابي ولا بد من أن نرى ذلك على الأرض".
وقال إذا كانت هناك "جدية" في تنفيذ الانسحاب فسيعطي ذلك دفعة إيجابية للمحادثات، وأضاف أنه إذا كانت هذه خطوة جادة فستشكل عنصرا أساسيا للضغط على "النظام" وستتغير الأمور كثيرا نتيجة لذلك.
ولاحقا أعلنت عدد من فصائل
المعارضة السورية ستجتمع الثلاثاء في اسطنبول لمناقشة القرار الروسي وتداعياته، ومناقشة سبل إنشاء جبهة موحدة.
إقرأ أيضا: بوتين يأمر ببدء سحب الجيش الروسي من سوريا
بشار: موسكو مستمرة في دعمنا
من جهته أعلن النظام السوري، في بيان مساء الإثنين، أن موسكو أكدت الاستمرار في دعمها له في مجال "مكافحة الإرهاب".
وجاء في بيان للرئاسة السورية على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" "اتفق الجانبان السوري والروسي خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين (بشار) الأسد وبوتين على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سوريا مع استمرار وقف الأعمال القتالية، وبما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية، مع تأكيد الجانب الروسي على استمرار دعم روسيا الاتحادية لسوريا في مكافحة الإرهاب".
واشنطن تعلق بحذر
في السياق ذاته تعامل البيت الأبيض بحذر مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب القسم الأكبر من قواته المنتشرة في
سوريا، واعتبر أنه من السابق لأوانه التكهن بالتداعيات المحتملة لقرار من هذا النوع على المفاوضات الجارية في جنيف.
وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، "لا بد لنا من أن نعرف بدقة ما هي النوايا الروسية".
وأضاف في مؤتمره الصحافي "من الصعب علي أن أقيم التداعيات المحتملة لهذا القرار على المفاوضات الجارية".
وذكر المتحدث أن الولايات المتحدة كانت على الدوام تشدد على أن التدخل العسكري الروسي يجعل جهود المبذولة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا "أكثر صعوبة".
ولم يستبعد إيرنست أن تجري محادثات بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأمريكي، باراك
أوباما، بشأن سوريا قريبا.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه "نأمل أن نعرف المزيد عن الموضوع خلال الساعات المقبلة".
وتزامن إعلان بوتين سحب القسم الاكبر من قواته من سوريا مع بدء جولة جديدة من المفاوضات في جنيف بين النظام والمعارضة.
ألمانيا: الانسحاب يزيد الضغط على الأسد
قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون تحت ضغط للتفاوض على انتقال سلمي لإنهاء الأزمة السورية إذا سحبت روسيا معظم قواتها من البلاد.
وقال شتاينماير في بيان "وإذا تحقق إعلان سحب القوات الروسية فسيزيد ذلك الضغط على نظام الأسد للتفاوض بجدية في نهاية المطاف على انتقال سياسي سلمي في جنيف" في إشارة إلى محادثات السلام الجارية في المدينة السويسرية.
إعلام النظام مرتبك ولا ردود فعل إيرانية
كان لافتا أنه حتى كتابة هذا التقرير قرب منتصف ليل الإثنين/ الثلاثاء، لم تسجل أية ردود فعل إيرانية عليه، حيث اكتفى الإعلام الإيراني بملاحقة الأخبار فقط.
أما في جبهة النظام، فقد أحدث القرار الروسي المفاجئ صدمة في وسائل إعلام النظام، التي بدت مرتبكة في كيفية تناول الخبر، إذ أعلنت وكالة الأنباء الروسية في خبر قصير أن بوتين وبشار اتفقا على تخفيض القوات الروسية عبر اتصال هاتفي، في الوقت الذي سبق للكرملين أن قال إن بوتين أخبر بشار بالقرار عبر الهاتف بعد اتخاذه.
ويأتي ذلك بحسب البيان "بعد النجاحات التي حقّقها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة الارهاب، وعودة الأمن والأمان لمناطق عديدة في سوريا، وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد".
وفي وقت سابق أفاد الكرملين أن بوتين اتفق مع الأسد في اتصال هاتفي على سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية في سوريا، وأوضح ان الرئيس الروسي "أعلن أن المهمات الرئيسية المطلوبة من القوات المسلحة قد أنجزت. وتم الاتفاق على سحب القسم الأكبر من القوات الجوية الروسية"، وأوضح انه سيتم الإبقاء على وجود جوي لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار.
وبدأت روسيا في 30 أيلول/ سبتمبر حملة جوية دعما للعمليات العسكرية للجيش السوري. وقالت إنها تستهدف تنظيم الدولة و"مجموعات إرهابية" أخرى، في حين اتهمتها دول الغرب وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات "المعتدلة" أكثر من تركيزها على "المجموعات الإرهابية".
واتخذت روسيا من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية في غرب البلاد مقرا لقواتها.
ومنذ دخول القاذفات والمقاتلات والمروحيات الروسية الأجواء السورية، حقق جيش النظام السوري تقدما ملحوظا في محافظات عدة أهمها اللاذقية وحلب (شمال) ودرعا (جنوب) بعد سلسلة نكسات عسكرية كان مني بها.