نفت مصادر ميدانية في درعا ما روجته وسائل إعلام
النظام السوري ومنابر روسية، حول تسليم قرابة ألف عنصر مسلح من المعارضة يتبعون لجيش اليرموك وجيش الإسلام أنفسهم لقوات النظام بغية تسوية أوضاعهم، حسب تعبير إعلام النظام.
وأوضحت المصادر أن من تقدم لتسوية وضعه مع النظام، هم بعض الموظفين الذين قطعت رواتبهم لدواعي أمنية، نافية وجود أي مسلح من المعارضة بينهم.
وفي تصريح لصحيفة "
عربي21"، اعتبر الناطق باسم "جيش اليرموك" محمد الرفاعي، أن هذه الأخبار شائعات يتم ترويجها وهدفها استهداف جيش اليرموك والنيل منه، مشددا على أن "وفود المصالحة (مع النظام) خيانة للثورة ودماء الشهداء عموما ولا نقبل بالخضوع للنظام والسماح له بالتمادي من جديد".
من جهته أكد الناشط الإعلامي السوري من بلدة أبطع زياد الحريري أن "الوفود التي زارت قوات النظام من أبطع، عبارة عن خليط من موظفين ووجهاء وأهالي لمعتقلين، وعقد اللقاء بداية في ازرع وقبل أيام في مدينة درعا".
وتابع الحريري في تصريح خص به "
عربي21": "لم تقدم أية ضمانات للوفد فقد كان هناك مجرد وعود بالإفراج عن المعتقلين"، وأوضح الحريري "أن موقف الثوار هو الرفض القطعي للمفاوضات مع النظام لأنهم لا يؤمنون بوعود النظام لأنه لا عهد له".
ونفى الحريري "دخول أية مساعدات لأبطع التي يسيطر عليها الجيش الحر"، موضحا "أن ما تم بثه في تلفزيون "روسيا اليوم" هو صور لشاحنات المساعدات وهي على الطريق العام وتبعد عن أبطع 6 كيلومترات".
ويرى الحريري "أن النظام استغل تعطش أهالي المعتقلين لأبنائهم وأخذ باستدراجهم وحصل على ما يريد منهم وهو تصويرهم والترويج للمصالحات على حسابهم فكانوا ضحية لهذا الأمر".
من جهته يقول سامر المسالمة وهو ناشط إعلامي بدرعا: "إن المصالحات هي غطاء معنوي يحاول النظام ترويجه ليعكس للعالم عبر بروبغندا إعلامية وضخ إعلامي كبير أن الأهالي في مناطق سيطرة النظام مازالوا يعترفون به رئيسا للبلاد".
واستطرد: "وهذا يضفي شرعية لبقاء واستمرار حكمه مستقبلا، وهي رسائل للمجتمع الدولي قبل أن تكون ذات مصداقية داخليا لأن الشعب يعلم سبب وطريقة إجراء هذه المصالحات".
وتابع المسالمة قائلا: "إن المصالحات لا تتعدى إجبار بعض الموظفين المجبرين للظهور على شاشات الإعلام للإدلاء بتصريحات تحت عصا التهديد والفصل من الوظيفة والملاحقة الأمنية، يضاف إليها شخصيات لزيادة عدد الحضور".
وأضاف أنه "يتم أيضا اعتقال كثير من المواطنين من كبار السن على الحواجز الأمنية التابعة للنظام وإجبارهم على الظهور أمام شاشات التلفاز وبعد التصوير يتم ترك سبيلهم وتهديدهم بعدم الظهور على وسائل إعلام الثورة والاعتراف بالحقيقة".
يشار إلى أن رئيس النظام السوري
بشار الأسد، قال في مقابلة أمس مع إحدى القنوات الألمانية إنه يعرض "العفو الكامل" على مقاتلي المعارضة مقابل "التخلي عن السلاح".