ندد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان بشدة، الثلاثاء، بدعم الولايات المتحدة عسكريا لأكراد سوريا، ممثلين بـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين"، مؤكدا أن سياسة واشنطن حولت المنطقة إلى "بركة دماء".
وقال أردوغان موجها كلامه للأمريكيين، في خطاب ألقاه أمام مسؤولين محليين في أنقرة: "منذ أن رفضتم الإقرار بهم (على أنهم منظمة إرهابية) تحولت المنطقة إلى بركة دماء".
وسأل أردوغان واشنطن: "هل أنتم إلى جانبنا أم إلى جانب منظمة الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني الإرهابية؟".
وأضاف "يا أمريكا، لا تستطيعين أن تجبرينا على الاعتراف بحزب الاتحاد الديمقراطي أو وحدات حماية الشعب (الكردي). إننا نعرفهما جيدا تماما كما نعرف داعش"، اي تنظيم الدولة.
وتعتبر
تركيا الاتحاد الديمقراطي الكردي، منظمة إرهابية، مشيرة إلى علاقته بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة منذ ثلاثة عقود للمطالبة بحكم ذاتي للأكراد في جنوب شرق البلاد.
وكان أردوغان أعرب الأحد، عن غضبه إزاء دعم الولايات المتحدة لأكراد سوريا الذين يعتبرهم مقربين من حزب العمال الكردستاني، داعيا واشنطن إلى الاختيار بين تركيا و"إرهابيي كوباني".
والثلاثاء، استدعي السفير الأمريكي في تركيا جون باس إلى الخارجية التركية غداة تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية أكد فيها أن حزب الاتحاد الديموقراطي ليس حركة "إرهابية".
وانتقد أردوغان بشدة على متن الطائرة التي أقلته عائدا السبت من السنغال، الزيارة التي قام بها مؤخرا المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي ضد الجهاديين، بريت ماكغورك، إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تسيطر على كوباني السورية.
وشاركت "وحدات حماية الشعب"، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في التصدي قبل عام لهجوم تنظيم الدولة على كوباني القريبة من الحدود التركية، بعد معركة شرسة استمرت أشهرا.
ورغم الانتقادات، فقد رفضت أنقرة مد يد العون لـ"وحدات حماية الشعب"، معتبرة أنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا منذ العام 1984 على الأراضي التركية.
وقال أردوغان أمام الصحافيين، إن "حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيم إرهابي. حزب الاتحاد الديموقراطي هو نفسه حزب العمال الكردستاني"، مذكرا بأن "العمال الكردستاني" مصنف "إرهابيا" من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ولم يُدعَ حزب الاتحاد الوطني الديموقراطي الحزب الكردي الأبرز في سوريا، إلى مفاوضات جنيف التي علقت حتى أواخر شباط/ فبراير الحالي، بسبب رفض تركيا الداعمة للمعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن لقاء موسع لأطياف المعارضة السورية السياسية والعسكرية، مشاركته.
وتبدي الحكومة التركية خشيتها من أن يسمح الدعم العسكري الأمريكي للأكراد السوريين، الذين يسيطرون على جزء كبير من أقصى الشمال السوري على طول الحدود التركية، بتوسيع نفوذهم غربا.