نشرت صحيفة "سلايت" الفرنسية تقريرا حول العنف والمضايقات التي يتعرض لها أشخاص يحملون الاسم المختصر لتنظيم الدولة باللغة الإنجليزية؛ "ISIS"، في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أصبح هذا الاسم مصدر رعب للأمريكيين.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من الأشخاص حول العالم قد يحملون أسماء غريبة تسبب لهم الإحراج والقلق، لكن الأمر يصبح أكثر خطورة عندما ترمز هذه الأسماء لمنظمات إرهابية، مثلما يحدث في الولايات المتحدة التي يحمل فيها عشرات الأشخاص اسم "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا"، مختصرا في اللغة الإنجليزية في كلمة "آيسيس".
وذكرت الصحيفة أن أصل تسمية "آيسيس" في الولايات المتحدة يرمز لآلهة القمر والأمومة في الحضارة المصرية القديمة، وتعدّ هذه التسمية الأكثر انتشارا بين الأسماء التي ترتبط بالحضارات المصرية في المجتمع الأمريكي، خاصة بين مواليد التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن تسمية "آيسيس" أصبحت مثيرة للجدل في السنوات الثلاث الأخيرة، على عكس بقية أسماء الآلهة المصرية القديمة، مثل أفروديت، منيرفا، أو حتى إيريس.
وأضافت الصحيفة أن تسمية "آيسيس" تنسب إلى الفتيات في الولايات المتحدة، حيث يوجد أكثر من ألف شخص ولدوا بعد سنة 2000، يحملون اسم "آيسيس"، من بينهم 396 طفلة ولدن بعد ظهور
تنظيم الدولة في سنة 2014.
ولاحظت الصحيفة أن الجدل حول تسمية "آيسيس" لم يظهر في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا بعد أن أعلن زعيم تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، في حزيران/ يونيو 2014، عن "الخلافة"، ليصبح التنظيم منذ ذلك الوقت أبرز موضوع في الحوارات والتحليلات الإعلامية، وفي الخطابات الرسمية للمسؤولين الأمريكيين.
وذكرت الصحيفة أن تسمية "آيسيس" لم تحرج الأشخاص الذين يحملون هذا الاسم منذ ولادتهم فقط، بل أصبحت أيضا سببا رئيسيا في المشكلات المالية لعدد من الشركات التجارية التي تحمل هذا الاسم، والتي رفضت تغييره، بعد تعرضها لحملة انتقادات شرسة.
وأضافت الصحيفة أن بعض الشركات الأمريكية التي تحمل تسمية "آيسيس" تعرضت للنهب، من بينها "مكتبة إيزيس للهدايا" في مدينة دنفر بولاية كلورادو. أما بعض الشركات الأخرى فقد فضلت عدم المخاطرة، وقامت بتغيير اسمها، من بينها شركة أمريكية متخصصة في صناعة أدوية مرض السرطان، التي أقرت بأن لا أحد يرغب في تناول دواء يحمل اسم تنظيم إرهابي.
وذكرت الصحيفة أن إحدى الأمهات من أصول أسترالية، نشرت صورة لطفلتها التي تحمل اسم "آيسيس" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتقنع وسائل الإعلام الإنجليزية بضرورة اعتماد تسمية "داعش" بدل "آيسيس"، بسبب الضرر النفسي والإحراج الذي تتعرض له ابنتها، إلا أنه تم حذف منشورها بسبب الشكاوى التي وصلت إدارة فيسبوك من طرف المستخدمين.
ونقلت الصحيفة المعاناة اليومية لإحدى الفتيات في ولاية أوكلاهوما الأمريكية، وهي تدعى "آيسيس براون"، حيث إنها تتعرض للعنف والمضايقات من طرف زملائها في الدراسة، الذين يتهمونها بقتل الأمريكيين، ويتفادون الاقتراب منها.
وقد نشرت "آيسيس براون"، التي تبلغ من العمر 14 سنة، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث فيه عن المضايقات التي تتعرض لها بسبب اسمها، وهو ما دفع الكثيرين لإبداء تعاطفهم معها، من بينهم صحيفة "واشنطن بوست" التي نشرت مقالا سلطت فيه الضوء على توظيف تسمية "آيسيس" في الإشارة إلى تنظيم الدولة في وسائل الإعلام.
وأضافت الصحيفة أن"آيسيس مارتينيز" هي ضحية أخرى من بين الفتيات اللاتي يحملن الاسم، وقد قامت مارتينيز بنشر عريضة إلكترونية دعت فيها وسائل الإعلام الأمريكية إلى استبدال عبارة "أيسيس" التي ترمز في اللغة الإنجليزية إلى "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا"، باسم "آيسيل"، وهي مختصر "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وذكرت الصحيفة أن بعض المسؤولين السياسيين أثاروا في الوقت ذاته مسألة تسمية "آيسيس"، لكن بعيدا عن المستويين الاجتماعي والاقتصادي، حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في أيلول/ سبتمبر 2014 "بأن التنظيم الإرهابي ليس دولة"، لذلك فان أي عبارة تشير إلى كونه "دولة" تتضمن مغالطة حول حجمه الحقيقي.