في فتوى جديدة، أدان "
الأزهر" ما اعتبره "دعوات الحشد والتظاهر والتخريب في ذكرى ثورة يناير الخامسة"، مدعيا أنها دعوات تهدف إلى وقف مسيرة تقدم الوطن، وتخدم أجندات خارجية، بهدف إسقاط
مصر.
وشدد "الأزهر" على أن هذه الدعوات "دعوات فتنة صريحة؛ للنيل من روح هذا الوطن، ووحدته".
وأدان "دعوات الخروج للشوارع؛ بهدف إشعال الفتنة"، مشددا على حرمة بيع السلاح، وقت الفتن، وأن من يقوم بهذا الأمر مفسد في الأرض.
جاء ذلك في صحيفة "صوت الأزهر"، الجمعة، التي تصدر عن "مؤسسة الأزهر"، ويشرف عليها وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، موجهة تحذيرا شديد اللهجة للمتظاهرين في الذكرى الخامسة لثورة
25 يناير، التي تحل الاثنين المقبل، قائلا لهم فيها: "لا تخربوا بيوتكم بأيديكم"، على لسان "علماء الأزهر"، لـ"المحرضين على التظاهر"، وفق الصحيفة.
ويأتي هذا الموقف من قبل الأزهر، وبعض علمائه، اتساقا مع مواقف أعلنها الأزهر وشيخه والمفتي وبابا الكنيسة المصرية، تحرم النزول والتظاهر في 25 يناير المقبل.
وبحسب صحيفة "صوت الأزهر": "أدان علماء الأزهر الشريف هذه الدعوات"، ونقلت عن وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان قوله إن الاحتفال بذكرى 25 يناير يجب أن يكون احتفالا حقيقيا، عن طريق نشر الخير بين الناس، بعيدا عن إخافتهم وترويعهم والتعرض لأمنهم.
وأضاف شومان قائلا: "الاحتفال لا يكون بالألعاب النارية، ولا بترديد هتافات محرضة، وإنما يكون احتفالا حقيقيا بنشر الخير على الناس"، مطالبا بأن يكون يوم الاحتفال مرحمة، على حد قوله.
كما نقلت "صوت الأزهر" عن مدير مرصد الأزهر، أسامة نبيل، قوله إن الشريعة الإسلامية نهت نهيا واضحا عن بيع السلاح أيام الفتن، خاصة للفئتين المتقاتلتين من المسلمين، لما في ذلك من تزكية الفتنة ، وتأجيج نار العداوة، وزيادة الهرج.
كما نقلت "صوت الأزهر" عن رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، الشيخ علي أبو الحسن"، تأكيده حرمة بيع السلاح وقت الفتنة؛ لأنه من قبيل التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الرسول، مضيفا أن الوطن الآن لا يحتاج إلى تأجيج الفتنة، وإشعال فتيل الأزمات، فمن يريد أن يشعل الفتنة في الوطن هم أعداؤه، بعدما صار الوطن مستقرا، على حد زعمه.
وأضاف أن الإمام أبا حنيفة أفتى أنه إذا اجتمع الناس على إمام من المسلمين، وهم آمنون، والسبل آمنة، فخرج من المسلمين على الإمام جماعة، فينبغي للمسلمين أن يعينوه لا أن يقاتلوه، أو يشعلوا الفتنة، ويخربوا أوطانهم، بغرض الفتنة، وإسقاط الوطن.
كما نقلت "صوت الأزهر" عن أستاذ ورئيس قسم الفقه بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد برج، قوله إن الواقع يرفض ما يحدث من خروج واحتفاءات ومظاهرات وإضرابات تتعلق بجماعات سياسية، ولمصالح مجموعات معينة.
وأشار إلى أن "الناظر في أعقاب الثورة يرى الانفلات الأمني، وتدميرا كبيرا في اقتصادات الدولة، وتخريب مؤسسات خاصة وعامة، وسرقة المال العام والخاص، حتى شعر الناس بالخوف والذعر، أما الآن فهناك تحسن كبير في الجانب الأمني، يستوجب الشكر لله على نعمة الأمن والأمان، وعدم الانسياق وراء الدعوات الهدامة"، وفق زعمه.
وفي السياق نفسه، قال عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور محمد رأفت عثمان، إن الإسلام نهى نهيا مباشرا وواضحا عن تأجيج الفتنة، وإشعالها وقت الأزمات، مشددا على أنه نظرا لما للفتنة من تأثير كبير في التخريب، والقتل، فقد حرمها الإسلام تحريما قاطعا، فجعلها أشد من القتل.