مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة
25 يناير في مصر، يتنافس رجال الدين الإسلامي والمسيحي المؤيدين للانقلاب في إصدار التحذيرات والفتاوى التي تحرم الخروج للتظاهر في تلك المناسبة.
وبعد أن كان هؤلاء العلماء، المنتمون للأزهر ووزارة الأوقاف والتيار السلفي والكنيسة الأرثوذكسية، من أشد المحرضين على الخروج في مظاهرات 30 يونيو 2013 والتي مهدت لانقلاب 3 يوليو الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، تحول موقفهم 180 درجة وأصبحوا من الرافضين لمعارضة النظام.
الداعون للتظاهر متطرفون ومخربون
على المستوى الرسمي، انتقد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، الدعوات التي تطلقها جهات معادية لمصر للنزول يوم 25 يناير، مطالبا الشباب "بالتمسك بتعاليم الإسلام الذي يدعو للتعمير والبناء ويحارب التخريب والهدم".
واتهم جمعة في خطبة الجمعة التي ألقاها في محافظة أسوان، الداعين إلى التظاهر بأنهم "أصحاب فكر متطرف بعيد عن الإسلام القائم على اليسر والأمن والسلام، والبعيد عن نشر الفساد في الأرض والدعوة إلى التخريب".
وجاءت خطبة الجمعة التي ألقاها وزير الأوقاف التزاما بموضوع الخطبة الموحدة التي عممتها الوزارة على جميع مساجد مصر حول حرمة الخروج للتظاهر يوم 25 يناير والتحذير من الخطورة الاستجابة لتلك الدعوات.
وأضاف جمعة أن الأمن والاستقرار هما السببان الرئيسيان لاستقرار الأوطان ورقي الأمم، محذرا من أن فقدان الأمن يجعل الناس لا يتمتعون بأي نعمة في الحياة.
وفي السياق ذاته، قال الشيخ عباس شومان، وكيل
الأزهر الشريف، إنه لم يأن الأوان للاحتفال بذكرى ثورة الـ25 من يناير بسبب الأخطار التي لا تزال تحيط بالبلاد من جميع الأماكن، على حد قوله.
وأضاف شومان، خلال خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أن "هناك من أبناء مصر من يحمل السلاح ضد أخيه، وأصبح العدو واضحا أمامنا"، مشيرا إلى أن الإرهابيين نجحوا في نشر أفكارهم في عقول الكثير من الشباب الذين ينضمون إلى تلك الجماعات ويقبلون على تفجير أنفسهم دون تفكير أو تدبر.
"مش عاوز حد ينزل في 25يناير"
أما الشيخ ياسر
برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وأحد قيادات حزب النور التي شاركت في تأييد انقلاب يوليو 2013، فأعلن معارضته للتظاهر في ذكرى 25 يناير، تجنبا لزيادة أعداد القتلى والمصابين والمعتقلين، قائلا: "مش عاوز حد من الشباب ينزل في 25 يناير".
وعقد برهامي اجتماعا، الجمعة، في أسوان مع أعضاء الدعوة السلفية بالمحافظة، من أجل حثهم على عدم المشاركة فيما أسماه "الدعوات الهدامة قبل 25 يناير".
وخلال الكلمة التي ألقاها في الاجتماع، أكد برهامي تحذيره من دعوات التخريب المحتملة في الأيام المقبلة حتى لا يقع أبناء الدعوة السلفية في ذلك الشر المحتمل الذي يسوقه البعض في التيارات الإسلامية ضد الدولة.
وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية: "أعرف أن هناك فسادا وظلما منتشرا في البلاد، وهناك من أبناء الدعوة السلفية من دخلوا السجن ظلما، لكن لابد أن يعالج هذا بطريقة لا تزيد من الفساد والظلم حينما يقع الشباب في شرك الصدام الذي يريده البعض ضد الدولة والمجتمع، مما يزيد المشكلة تعقيدا".
وقال الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، المعروف بتأييده المطلق للانقلاب، إن الداعين للتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير هم من الخوارج ولا علاقة لهم بالإسلام.
وأكد أن هناك من يحاول إفساد حياة الناس وتدمير وطنهم، مؤكدا أنه ليس من منهج السلف الصالح ذكر عيوب الحكام على المنابر، لأن ذلك يضر ولا ينفع ويؤدي إلى نشر الفوضى وعدم طاعة الحاكم في المعروف.
وطالب رسلان، في بيان له السبت، المصريين بأن لا يشاركوا في التظاهرات وأن يلزموا بيوتهم ويتجنبوا الفتنة، فمن فعل ذلك فهو على الصراط المستقيم، والخوارج هم من يخرجون ويستحلون قتل المسلمين ويثيرون الفتن والفوضى، على حد قوله.
الله أرسل السيسي
وفي هذا الإطار، أطلق البابا
تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية، عدة تصريحات مؤيدة للنظام ومحذرة من الخروج عليه أثناء زيارة قام بها الجمعة لمحافظة الأقصر.
وقال تواضروس إنه "إذا كانت كل بلاد الدنيا في يد الله، فإن مصر في قلب الله، وبالرغم مما تعرضت له مصر من شدائد وأزمات، إلا أن الله أراد لها أن تبقى مرفوعة الرأس والهامة، وأرسل لها من يحميها في أشد الأزمات ويحفظ وحدتها وأمنها واستقرارها وهو الرئيس السيسي".
وأشار البابا إلى ما أسماها "أياد خبيثة" تحاول العبث في العلاقة بين المسلمين والأقباط، مؤكدا أنه لا يمكن التفريق بين مواطنيها، وبين من يذهب ليصلي في المسجد أو يذهب ليصلي في الكنيسة".