نشرت المجلة الأمريكية "فورين بوليسي"
تنبؤات عدد من الكتاب الغربيين لما سيشكل
الحدث الأبرز للعام الجديد 2016، ورغم أن الكتاب اختلفوا في تنبؤاتهم إلا أنهم اتفقوا على أن 2016 لن يقل صعوبة عن العام المنصرم نظرا لمجموعة من التحديات.
الصراع السعودي- الإيراني
في حين تنبأ الكاتب تيم غاتاس باستمرار التنافس السعودي- الإيراني، والديناميات التي يفرضها هذا الصراع على الشؤون الداخلية في كلا البلدين في العام الجديد.
وقال إن النزاع السعودي - الإيراني لن يسفر عن منتصر أو مهزوم إقليميا، رغم أن الصراع الداخلي على السلطة قد يسفر عن وقوع الضحايا، وخلال الأشهر الستة الأولى ستتحدد لهجة الخطاب الإيراني مع إسدال الستار على الانتخابات الإيرانية في شباط/ فبراير، كما أن هذه الفترة ستشهد تصعيدا هائلا للعنف في سوريا، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع حاد في عدد اللاجئين المتوجهين إلى أوروبا في فصل الربيع.
من جهتها توقعت الكاتبة إليزابيث ديكنسون أن يكون الحدث الأبرز للعام الجديد هو تزايد جرأة المملكة العربية السعودية، "فتحت القيادة الجديدة للملك سلمان ونجله الشاب، محمد بن سلمان، تبدو السعودية حريصة على تأكيد دورها الجديد في المعارضة المباشرة لمنافستها الإقليمية إيران".
فالمملكة العربية السعودية تقود منذ تسعة أشهر الحملة الجوية والبرية ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، كما تعمل السعودية على تصعيد مساعداتها، سواء العسكرية أو السياسية، للجماعات المتمردة السورية ضد حليف طهران، الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت "هذا الإصرار السعودي يفرض تحديات بالنسبة للولايات المتحدة، التي يتنامى قلقها بشكل متزايد حول ارتفاع حصيلة المدنيين ضمن حملة اليمن العسكرية، فإذا أرادت واشنطن أن تبقى الرياض حليفا إقليميا مميزا إلى جانبها، ينبغي عليها تحقيق التوازن بين الانفراجة المصغرة التي شهدتها علاقاتها مع إيران، وبين رغبة المملكة العربية السعودية بقمع نفوذ طهران في المنطقة".
عام ذوبان العالم
تنبأ الكاتب توماس ريكس بأن تكون ظاهرة الاحتباس الحراري أهم حدث في
عام 2016، وقال إن العام الجديد سيشهد سلسلة من الشاذة والغريبة كالعواصف الكبيرة التي ستضرب أماكن غير معتادة، والفيضانات التي ستضرب مدنًا لم تعانِ تاريخيا من ظاهرة غمر المياه، والتحولات التي ستحدث في تيارات المحيط وهلم جرا.
وخلص إلى أن النتيجة الأهم التي ستنجم عن كل ذلك ستتمثل بتحييد جميع الشكوك التي لا تزال تساور ظاهرة الاحتباس الحراري، ونصح بالإحجام عن الاستثمارات الكبيرة خاصة مع البنوك في العام القادم.
بقاء الحال كما هو عليه
أما الكاتب ستيفان والت فقال إن أهم حدث في 2016 هو بقاء الحال كما هو عليه ودون تغيير، مشيرا إلى أنه يصعب التنبؤ بأهم حدث للعام الجاري، "لأن الأحداث المفاجئة الحية حتمية الوقوع".
وأضاف والت أن الاقتصاد الأمريكي سيستمر بتحقيق انتعاش متواضع، في حين سيجابه الاتحاد الأوروبي صراعا مع مجموعة من التحديات المستعصية.
أما تنظيم الدولة، حسب والت، فسيستمر بنشاطه وسيبقى كمشكلة قائمة، وتنبأ الكاتب بضعف قوة روسيا، واستمرار نفوذ الصين بالتنامي جنبا إلى جنب مع ارتفاع مستويات البحار في العالم.
وقال إن الاتفاق النووي مع إيران سيبقى ساري المفعول ولكن بدون تحقيق أي تحسن ملحوظ في العلاقات بين طهران وواشنطن، مضيفا أن فنزويلا والبرازيل وجنوب أفريقيا وتركيا والأرجنتين سيواصلون مسيرتهم المخيبة للآمال.
وخلص الكاتب إلى أن أجندة العالم في العام الجديد لن تبدو مختلفة للغاية عما شهدناه في العام المنصرم.
عام الانقسام الأمريكي
أما الكاتب بروس ستوكس فرأى بأن أكبر حدث سيشهده عام 2016 سيتمثل بالانقسام الحزبي العميق في نظرة الشعب الأمريكي للدور الذي يتوجب على الولايات المتحدة أن تلعبه في العالم، والطريقة التي سيؤثر بها هذا الانقسام على فحوى النقاش في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأضاف أنه بغض النظر عمن سيتسلم زمام أمريكا في الفترة القادمة، فمن المؤكد بأنه سيواجه انقسامات في الرأي العام، لا يمكن سبر أغوارها أو تجاوزها، حول الكيفية التي يجب على واشنطن أن تتعامل من خلالها مع التحديات العالمية، وهذه الاختلافات الحزبية قد تصوغ وتؤثر على مواقف الإدارة الأمريكي القادمة تجاه العالم بشكل أكبر من أي حدث منفصل.
عام الانخراط الدبلوماسي مع كوريا الشمالية
تنبأ الكاتب جيفري لويس بأن يكون 2016، في نهاية المطاف، عاما للخيبة الأمريكية، و"لكن على اعتبار أن هذا التوقع سوداوي للغاية، سأجمع شتات روح عيد الميلاد المتبقية منذ 25 من الشهر الماضي، لأتنبأ بحملة انخراط دبلوماسي مفاجئ مع كوريا الشمالية".
وتنبأ الكاتب أيضا بأن ينخرط الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عملية دبلوماسية في وقت متأخر من ولايته بغية القضاء على الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
عام داء الإنفلونزا الفتاك
ترى الكاتبة لوري غاريت بأن 2016 قد يكون عام وصول أحد المشاكل العديدة المثيرة للقلق التي نشهدها في كوكبنا إلى نقطة تحول حاسمة، مما سيقتضي معه وبشكل ملح، البحث عن حلول واكتشافات جديدة لمواجهة هذه الطوارئ.
وتساءلت هل سيشهد عام 2016 انتشار سلالة خارقة وفتاكة من الإنفلونزا؟ هل سيكون 2016 عام غمر الجزر الهامة والشواطئ نتيجة لارتفاع منسوب المياه؟ فهل سيكون النينيو في عام 2016 بمثابة نقطة تحول لزعزعة استقرار المناطق التي تعاني مسبقًا من هشاشة مستديمة؟
عام أفول القيم الأوروبية
تخوف الكاتب جيمس تاروب، من أفول القيم الجوهرية الغربية في العام 2016، وأضاف أن عددا قليلا من الدول يتمسك، اليوم، بالاعتقاد القائل بأن الغرب هو مجتمع من القيم.
عام الهجمات الإرهابية
تنبأ الكاتب آرون ديفيد ميلر بأن يكون الحدث الأبرز في العام 2016 هو الهجمات الإرهابية.
وقال: في الربع الأخير من عام 2015 سيطر الإرهاب ودونالد ترامب على أحداث العام، وفي عام 2016، من المحتمل أن يستمر الإرهاب بسطوته، رغم أنني لست متأكد تمامًا من استمرار سطوة ترامب.
عام نسيان اللاجئين
توقعت الكاتبة لورين ولفي بأن تكون سنة 2016، مرة أخرى، عام معاناة الملايين من الأسر والمحتاجين في العالم بدون أي ذنب اقترفوه، وذلك في ظل عدم تخصيص أموال لتغذية وإيواء وتعليم الفارين من الحرب بشكل صحيح، ومن وجهة نظري، فإن أزمة اللاجئين العالمية ستصبح، مرة أخرى، القصة التي لا يمكننا تجاهلها، ولكننا مع ذلك نتجاهلها بطريقة أو بأخرى.
عام تقييد الحقوق المدنية في أوروبا
قالت الكاتبة ليلا جاسينتو إن الصراع المعروف ما بين زيادة التدابير الأمنية المتلازم مع انخفاض الحقوق المدنية الذي يسيطر على فرنسا، والكثير من دول أوروبا الغربية، وذلك بالتزامن مع معاناة القارة العجوز من تهديدات التطرف الداخلي، أزمة المهاجرين، والجاذبية المتزايدة لأحزاب اليمين المتطرف، ستكون بالمجمل القصص الأهم والأقل تداولًا لهذا العام.
وأضافت "بعد أن نشهد تراكم القضايا أمام المحاكم الفرنسية حول التجاوزات التي سيتم ارتكابها في خضم حملة الإجراءات الأمنية المشددة، لا يمكن لنا، ولا يتوجب علينا، أن نتجاهل موضوع مصادرة وتقييد الحريات العامة في أوروبا، الذي سيسيطر على مشهد عام "2016.
عام انهيار البيت الأوروبي
تنبأ الكاتب جيمس ستافريديس بأن الحدث الأبرز الذي ستعرفه سنة 2016 هو ببداية نهاية المشروع الأوروبي.
وأضاف أن "فكرة الستة عقود من توحيد أوروبا الآمنة، الديمقراطية، الخالية من الحدود، والتي تعد شريكًا عالميًا نشطًا للولايات المتحدة، تخضع اليوم لتحديات كبيرة".
عام الفرصة الأخيرة لأوباما
من جهتها قالت الكاتبة روزا بروكس بأن عام 2016، الذي يشكل العام الأخير لأوباما في الرئاسة الأمريكية، سيركز فيه أوباما على تأسيس إرثه الخاص؛ "فمحليًا، ينبغي لنا أن نتساءل هل يمكن له أن يحافظ على الأحكام الأساسية لقانون الرعاية بأسعار معقولة في مواجهة التحديات القانونية، مشاكل التنفيذ، والصحافة السيئة؟ وهل يمكن أن يترك لخلفه اقتصادا قادرا على دعم الطبقات السفلى من المجتمع بذات قدر دعمه للطبقات العليا؟ وهل يمكنه استعادة الثقة الأمريكية بأن شعار " e pluribus unum"، أي من شعوب متعددة أصبحنا واحدا، هو أكثر من مجرد شعار موضوع على العملة في الوقت الذي تدق فيه العلاقات العرقية وأزمات الهجرة أسافينها بين المجتمعات؟"
وأضافت الكاتبة "أما على الصعيد الدولي، فيجب على أوباما اتخاذ قرار فيما إذا سيترك لخليفته العديد من الصراعات غير المنتهية، وهل سيستسلم أخيرا للضغوط السياسية لصقور الحرب الذين يسعون لتحقيق نصر عسكري حاسم ضد الدولة".
عام هزات أزمة اللاجئين
تنبأ الكاتب جوردون آدمز بأن يتدفق المزيد من اللاجئين على العالم في العام الجديد، وأن تصل نسبة الأشخاص الذي اضطروا قسرا إلى ترك منازلهم إلى نسبة تاريخية وغير مسبوقة تصل إلى 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
معضلة النفط الصخري
قال الكاتب إيميل سيمبسون إذا ظلت أسعار النفط منخفضة على المدى الطويل، فهناك احتمالين أساسيين سينجمان عن ذلك، فأولًا ستشهد الدول النفطية العنف والقمع في خضم مواجهتها للفوضى المالية والاضطرابات الشعبية، وثانيًا ستؤدي صدمة أسعار النفط المحتملة عن إعادة تشكيل نسخة من أوبك تظهر بدافع الضرورة.
واستدرك بأن صناعة النفط الصخري الأمريكي هي في حالة سبات، فهذه الصناعة هي أكثر مرونة مما تعتقده السعودية، وهذا الأمر يجب أن يُقلق الملك سلمان على المدى الطويل.