نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول
الخرائط المعتمدة في العالم، وكيفية قراءتها، خاصة عندما يتعلق بالمناطق والنقاط والمسافات على الخريطة، التي تحدد مواقع بلدان العالم
جغرافيا، حيث يرى التقرير أن الخرائط الحالية غير دقيقة تماما.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجميع يعلم أن الأرض كروية الشكل، وحتى نجعلها مسطحة ونمثلها على الخريطة، لا بد من القيام بعملية الإسقاط الهندسي، إلا أن هذه العملية تختلف حسب العالم الذي يرسمها.
فمثلا، عملية الإسقاط التي ابتكرها الجغرافي روبنسون سنة 1963، تقوم على الإسقاط بواسطة الشكل "المخروطي"، حتى يتم تمثيل القطب الشمالي على الخريطة.
وذكر التقرير أنه وعلى مر التاريخ، ابتكر الجغرافيون طرقا جديدة لتمثيل العالم، وفقا لاحتياجاتهم الخاصة في ذلك الوقت، وفي القرن السادس عشر قام الجغرافي، جيرار مركاتور، بابتكار الإسقاط "الماركاتوري" الذي يحمل اسمه.
لكن تبين فيما بعد أن طريقته تعطي معطيات خاطئة إلى حد كبير بالنسبة للمسافات والمحيطات والمساحات الموجودة على سطح الأرض. وعلى الرغم من ذلك، فإن طريقته تعد الأكثر استخداما في العالم حتى اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل بلد في العالم يتم تمثيله وفقا لإسقاط معين مختلف عن الآخر، ففي فرنسا مثلا، تقوم الهيئات الإدارية رسميا من خلال مرسوم 26 كانون الأول/ ديسمبر، باتباع إسقاط "لامبرت 93".
ووفقا للمسح الجيولوجي للولايات المتحدة، فإن هذه الأخيرة تستخدم إسقاط "ألبرز"، الذي يعمل على تغطية مساحة البلاد من الشرق إلى الغرب.
ونقلت الصحيفة أنه اعتمادا على هذه الإسقاطات، يتم تمثيل الدول على خرائط مختلفة، تقوم أساسا على تفصيل المساحات والمناطق بواسطة إسقاط يعرف "بالإسقاط المعادل"، وعلى حفظ الزوايا بما يتوافق مع هذا الإسقاط، ومن ثم دمج الطريقتين من أجل الحصول على تمثيل دقيق للدول.
وأفادت الصحيفة بأن هناك بعض التمثيلات الدقيقة التي يمكن اعتمادها في رسم خريطة العالم، مثل تمثيل والتر جينغوري، الذي ابتكر طريقة في سنة 1944، وتحمل شكلا لولبيا، وتمثيل ريتشارد بوكمينستر فولن، الذي قام بابتكاره سنة 1946، والذي يعتمد على تقسيم العالم وفقا لأشكال ذات أضلاع متعددة.
وبينت الصحيفة أن الطريقة الوحيدة لتمثيل الأرض دون تشويه، تتمثل في اعتماد كرة جغرافية ثلاثية الأبعاد. ومع ذلك، فإن عيوب الإسقاط التي تم من خلالها تمثيل الدول، ستظل واضحة المعالم.
وفي الختام بينت الصحيفة أن معظم الخرائط الموجودة على الإنترنت، خاصة تلك المعتمدة من "جوجل"، تستند أساسا على "إسقاط ماركاتور" الذي ثبت بأنه غير دقيق.
كما أنه كلما تمت رؤية الخريطة من زاوية أبعد عن خط الاستواء، برزت العيوب بشكل أوضح. فجزيرة غرينلاد، ستبدو أكبر من أمريكا الشمالية، وإيرلندا ستظهر أصغر مرتين من أيسلندا، في حين أن القطب الجنوبي، سيكون بنفس حجم جميع الكتل الأرضية الأخرى.