نشرت صحيفة "ماريان" الفرنسية، تقريرا حول
كلود هيرمان، الفرنسي المتهم بتوفير
السلاح الذي استعمله
أحمدي كوليبالي، منفذ الهجوم على المتجر اليهودي في تولوز، عرضت فيه انتماءات هذا الناشط اليميني المتطرف، وظاهرة العنف والتسلح لدى أتباع هذا التيار عموما.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الثنائي المشتبه بهما في توفير السلاح لأحمدي كوليبالي، لتنفيذ الهجوم على المتجر اليهودي؛ أصبحا قيد الإيقاف لدى الشرطة الفرنسية، منذ 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وهما الفرنسيان كلود هيرمان ورفيقته.
وأضافت أن هيرمان هو ناشط معروف في اليمين المتطرف الفرنسي، وقد كان أصلا محل تتبع في قضايا عدلية أخرى، متعلقة بتجارة السلاح بطريقة غير شرعية.
ونقلت عن أحد المتابعين لهذا التيار في
فرنسا، قوله إن "
الأسلحة تمثل جزءا من ثقافة اليمين المتطرف، حيث إنهم يتعلمون هذه الأشياء منذ بداية نشاطهم مع التيار، وقد شارك أصحاب هذه الأيديولوجيا لعقود طويلة من تاريخ فرنسا في القيام بمهام قذرة، منذ فترة الاستعمار، حيث إن تعصبهم الأيديولوجي يدفعهم لارتداء ثياب العصابات، والاتجار بالسلاح والمخدرات، وتنفيذ المهام السرية في فرنسا وخارجها".
وشبهت الصحيفة نشطاء هذا التيار، بجهاز الشرطة السرية النازية "الغيستابو"، الذي كان يمارس القتل والترويع في مناطق سيطرة ألمانيا أثناء الحرب، في إشارة إلى تورطهم في القيام بعمليات قتل وإبادة وجرائم ضد الإنسانية في المستعمرات الفرنسية، في إطار مساعيهم لتأبيد الاستعمار الفرنسي لبلدان إفريقية كالجزائر، التي أرادوا القضاء على هويتها العربية الإسلامية.
وقالت إن هيرمان البالغ من العمر 51 سنة، ينتمي لهذه الفصيلة من المتشددين، حيث إنه تورط سابقا في الاعتداء على مواطنين آخرين، والقيام بأعمال تخريب للملكية الخاصة، وارتكاب جرائم خارج البلاد، "ولكن ما لم يكن يتوقعه الكثيرون هو أن يقوم بتوفير السلاح لشاب مسلم منتم لتيار متشدد".
وذكرت أن شرطة مكافحة الإرهاب في فرنسا؛ مقتنعة بأن السلاح الذي استعمله أحمدي كوليبالي، مر من بين يدي هيرمان، ولكنه لم يقم ببيعه له بطريقة مباشرة، بل عن طريق وسيط مغربي يعمل في مستودع بمدينة شارلروا البلجيكية، وهو متورط بدوره في تجارة السلاح.
وأضافت الصحيفة أن من المعروف أن تجارة السلاح لا تعترف بالانتماءات السياسية، ولكنها بالنسبة لهيرمان لم تكون مجرد وسيلة للحصول على مال إضافي، بل كانت شغفا حقيقيا، حيث إن هذا الناشط "الفاشي والمتشدد" الذي يعد أكثر تطرفا من أعضاء حزب الجبهة الوطنية الذي تقوده مارين لوبان؛ استفاد من ضعف القوانين التي تنظيم امتلاك ونقل السلاح في الدول الأوروبية، ليقوم بشراء الأسلحة من شركة سلوفينية، بحجة أنها أسلحة مقلدة موجهة للاستعمال في صناعة السينما، ثم يقوم بإدخال تعديلات عليها ويضع فيها الذخيرة الحية.
وأوضحت أن هيرمان لطالما خلط بين قناعاته السياسية وولعه بالأسلحة والعنف، حيث إنه حضر دروسا في استعمال السلاح، وانتمى لمليشيا سرية كانت تابعة لحزب الجبهة الوطنية، كان يديرها في ذلك الوقت برنارد كورسال، ثم قضى فترة في السجن بعد أن تمت إدانته بارتكاب جرائم في جمهورية الكونغو.
وبينت أنه بعد خروجه من السجن في عام 2001، كان هيرمان يشعر بالخيبة لأنه لم يحظ بالحصانة التي كان يتوقعها في مقابل المهام القذرة التي نفذها، بعد أن تخلى عنه المسؤولون الأمنيون الذين كان على علاقة بهم، فقام أمام وسائل الإعلام بفضح حقيقة المليشيا التي انتمى إليها، والمتكونة من حوالي 60 رجلا، من حليقي الرؤوس العنصريين، الذين يلعبون أدوارا تجسسية، ويصنعون الفتنة في الدول الأفريقية، من أجل قلب الأنظمة، أو الضغط عليها، بما يخدم المصالح الفرنسية.
وفي الختام؛ اعتبرت الصحيفة أن انكشاف علاقة مفترضة بين "إرهابي" مشارك في هجمات كانون الثاني/ يناير الماضي، المعروفة بهجمات شارلي إيبدو، وناشط يميني متطرف متورط في تجارة السلاح وممارسة العنف، ويحظى بشبه حماية من قبل بعض رجال الشرطة الفرنسية، يمثل صدمة كبيرة ويطرح عدة تساؤلات عديدة.