غابت 34 دولة عن التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنته المملكة العربية
السعودية، الثلاثاء، ومن بين هذه الدول
الجزائر، وهي الدولة ذاتها التي امتنعت عن المشاركة في أي تحالف عربي أو إقليمي أو دولي.
ووفقا للعقيدة التي تُبنى عليها السياسة الخارجية للبلد، فقد سبق للجزائر أن امتنعت عن المشاركة في القوة العربية المشتركة التي شكلتها الجامعة العربية.
أما السبب الرئيس الذي ترفض بسببه الجزائر مشاركة جيشها في أي تحالف، فهو الدستور، الذي ينص على عدم انخراط الجيش الجزائري في أي مهام قتالية خارج الحدود، ما شكّل عقيدة راسخة في السياسة الخارجية، مفادها عدم السماح بخروج قوات مقاتلة جزائرية خارج الوطن، إلا أن هذه العقيدة لم يتم الثبات عليها سنتي 67 و73 خلال الحروب العربية-الإسرائيلية.
ورفضت الجزائر أن تشارك بجيشها في تحالفات عربية أو إقليمية أو دولية، كما هو الحال في "عاصفة الحزم" التي شاركت فيها بعض الدول العربية تحت قيادة السعودية في حربها على الحوثيين في اليمن، وقد عبّرت الجزائر وقت ذاك عن رفض المشاركة فيها لأن "الجزائر لديها موقف سياسي يقضي بعدم مشاركة جيشها في حرب خارج أراضيها"، بحسب ما ورد على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة في تصريحات صحفية سابقة.
وفي الإطار ذاته، فإن الجيش الجزائري لم يشارك في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ومشاركة الجزائر مرة واحدة ملاحظة في الكونغو الديمقراطية، وهذا ما ينسحب أيضا على القوات ذاتها في إطار الاتحاد الأفريقي.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، أعلنت الثلاثاء، على لسان وزير خارجيتها من باريس، تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة "الإرهاب"، ستحتضن الرياض مقر قيادته، ويتألف من 34 دولة عربية وإسلامية.
وفي تقرير لها، نقلت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، عن ضابط سابق في جهاز المخابرات العقيد محمد خلفاوي، بشأن عدم انضمام الجزائر للتحالف الإسلامي، قوله: "مبدئيا
الدستور الجزائري لا يسمح للجيش أن يتدخل خارج تراب بلاده"، مضيفا أن "الجزائر لا تساعد أي بلد من أجل احتلال بلد آخر".
وتساءل خلفاوي: "هل التحالف الدولي الغربي بكل ترسانته العسكرية فشل حتى نذهب إلى تحالف أضعف منه على كل المستويات، وما هو المراد من هذا التحالف؟".