كتاب عربي 21

فلسطين والمواطنة ومواجهة التطرف محاور حراك فكري

قاسم قصير
1300x600
1300x600
رغم انشغال اللبنانيين بقضية الانتخابات الرئاسية، واحتمال ترشيح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة الأولى، وتداعيات ذلك على الصعيد السياسي، برزت ثلاث قضايا أساسية على صعيد اهتمامات الأوساط الفكرية والسياسية في بيروت مؤخرا، من خلال عقد سلسلة مؤتمرات خلال الأسبوعين الأخيرين.

وهذه القضايا هي: التطورات الفلسطينية ودعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وكيفية مواجهة التطرف والعنف في العالم، والبحث عن الأشكال المناسبة للمواجهة إعلاميا وسياسيا وفكريا، موضوع المواطنة وتعزيز السلم الأهلي والحوار.

فعلى صعيد القضية الفلسطينية ودعم الانتفاضة، وبعد حوالي الأسبوعين من انعقاد المؤتمر العام لدعم فلسطين بدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية، الذي اتخذ العديد من المقررات والتوصيات لدعم الانتفاضة وتفعيل الحوار القومي – الإسلامي، فقد شهدت بيروت في اليومين الأخيرين مؤتمر عالميا تحت عنوان "الملتقى العالم لدعم القضية الفسطينية"، بحضور حوالي 300 ناشط من جميع أنحاء العالم، ومن العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية، وتركز عمل الملتقى على وضع الآليات المناسبة لدعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال والاستيطان.

وتميز الملتقى بحيوية كبيرة، وبمشاركة كل القوى المقاومة في لبنان وفلسطين، ما يؤكد استمرار الاهتمام بالقضية الفلسطينية، رغم كل الأزمات التي تعصف بالعالم العربي.

وأما القضية الثاني التي تشغل بال المفكرين العرب والمسلمين وعددا من المؤسسات الدولية والعالمية فهي قضية مواجهة التطرف والعنف، وشهدت بيروت في أقل من إسبوعين انعقاد مؤتمرات مهمة عدة، تحت عنوان "مواجهة التطرف والعنف في الشرق الأوسط والعالم"، والمؤتمر الأول أقامته رابطة أصدقاء كمال جنبلاط، بالتعاون مع مؤسسة "فردريش أيبرت" الألمانية.

وكان تحت عنوان "مواجهة التطرف الديني في الشرق الأوسط"، وأما المؤتمر الثاني فقد دعت إليه مديرية الدراسات في وزارة الإعلام اللبنانية بالتعاون مع معهد الدكتوراة في الجامعة اللبنانية، وخصص لملف الإعلام الإلكتروني ودور هذا الإعلام في نشر التطرف، وكيفية الاستفادة من الإعلام الإلكتروني لنشر قيم التسامح والسلام وقبول الآخر.

وفي اليومين المقبلين، ينعقد في بيروت مؤتمران حول التطرف ومواجهة العنف الأول بدعوة من مؤسسة بيت المستقبل، وبالتعاون مع مؤسسة "كونراد" الألمانية والثاني بدعوة من وزارة الثقافة اللبنانية واللجنة الوطنية للاونيسكو.

ويعقد "ملتقى الأديان والثّقافات للتنمية والحوار" الذي أسسه العلامة السيد علي فضل الله مؤتمره السّنوي العامّ تحت عنوان "المواطنة في العالم العربي والإسلامي: واقع وتحديات"، الخميس في 10 كانون الأوّل (ديسمبر)، بمشاركة لبنانيّة وعربيّة وإسلاميّة واسعة، وسيكون ضيف الشرف المفكر العربي الدكتور الطيب تيزيني.

وسيشكل المؤتمر مساحة حوارية هامة علمانية – دينية حول الإشكالات التي تعيق تطبيق المواطنة في العالم العربي والإسلامي، وكيفية العمل لتعزيز السلم الأهلي في لبنان والمنطقة.

ويأتي هذا المؤتمر في إطار سلسلة النشاطات التي يقيمها، وأقامها الملتقى طيلة العام الحالي من أجل تعزيز الحوار والسلم الأهلي بعد أن أطلق في بداية العام وثيقة هامة تحت عنوان "عام 2015 عام السلم الأهلي والحوار".

هذه القضايا التي تشغل بال اللبنانيين والعرب والمسلمين سواء من خلال الحوارات والنقاشات والمؤتمرات والأبحاث والدراسات الصادرة تؤكد الحاجة إلى مراجعة شاملة لكل الواقع العربي والإسلامي، ودراسة مختلف التحديات الفكرية والعلمية والدينية والسياسية من أجل وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة التي تواجهها دول المنطقة.

فهل سينجح هذا الحراك الفكري – السياسي – المدني بتحريك الأجواء الحوارية، وتلمس الطريق نحو الأفضل، أم سنظل نغرق في صراعاتنا السياسية والفكرية ونضيع سنوات جديدة من عمر الأمة؟
التعليقات (0)