وصف رئيس حزب البناء والتنمية (الذراع السياسي للجماعة الإسلامية)
طارق الزمر، الجمعة، كل محاولات إعادة
مصر لما قبل ثورة يناير بالعمليات الانتحارية والمحاولات الفاشلة، مهما بدا فيها ذلك القدر الهائل من التوحش والتدمير، فهو فعل اليائس الخائف الذي يعتبر أن هذه هي معركته الأخيرة.
وأضاف – في بيان له اطلعت عليه "
عربي 21" - أن الساحة السياسية تتعرض لعملية استقطاب حادة ومتعمدة، وأن مؤسسات الدولة تتعرض لتآكل واضح مرتبط بفشل النظام في إدارة المؤسسات واستمرار حشدها في معارك مفتوحة، بل وصلت مظاهر هذا الفشل إلى النواة الصلبة للدولة العميقة، حيث الأجهزة الأمنية.
وقال: "لا يزال النظام يندفع بكل قوة وسرعة نحو بناء أشنع ديكتاتورية وفاشية لم تشهدها مصر أو الشرق الأوسط من قبل، خاصة أن الجيش يتمدد في الفضاءات السياسية والاقتصادية والإعلامية بشكل غير مسبوق".
وذكر أن الجيش كشف عن خطة واضحة في إقصاء كل القوى السياسية والمجتمعية، مهما كان ولاؤها أو قربها من النظام أو مساهمتها في احتلاله لهذه المكانة، كما كشف عن حرص بالغ على السيطرة على كل منابع الثروة والقدرة الاقتصادية.
وأكد "الزمر" أن تمدد العسكر في مجال السياسة هو تمدد كارثي بكل الحسابات، فهو لم يتمدد على حساب كل ما هو مدني وسياسي فحسب، بل على حساب كل ما هو عسكري أيضا، مما جعل الأمن القومي مفتوحا تجاه شتى أنواع الاختراقات، فضلا عن تهديد سمعة القوات المسلحة وعلاقتها بالمجتمع بشكل غير معهود.
وأضاف أن جبهة الانقلاب السياسية تمر بأكبر عملية انقسام وتفكك منذ 3 يوليو 2013م، خاصة بسبب الصراع على كعكة الانقلاب، وهو ما برز جليا في الصراعات المحتدمة حول قانون الانتخابات والتحالفات الانتخابية، والشعور العام أن رجال الأعمال والحزب الوطني سيعودان بقوة في البرلمان.
وأشار إلى أن هناك فتور في العلاقة بين رجال الأعمال وسلطة الانقلاب، مؤكدا أن قطاعات مهمة من الجبهة السياسية للانقلاب تعرضت للتنكيل الإعلامي والقمع.
وشدّد على أن مخطط الانقلاب بالحفاظ على الانقسام المجتمعي الحاد الذي أوجده (منذ أطلق سياسة الشعبين)، والذي يسعى لتغذيته وتعميقه بشكل مستمر وبصورة لم تشهدها مصر من قبل، يعتبر من أهم مهددات الأمن القومي في اللحظة الراهنة.
واستطرد قائلا: "من أهم خسائر الانقلاب الموجعة في إطار سعيه للانفراد بالحكم هو خسارته للقوى الشبابية الثورية التي دعمته في 30 يونيه نكاية في جماعة الإخوان، والتي أعطته صبغة ثورية أمام العالم الخارجي، وجعلت حركته امتدادا لثورة يناير، وهي شرعية مهمة كان مخططوا الانقلاب حريصين عليها بقوة".
وتابع:" ما يجري في سيناء بقدر ما هو رصيد للانقلاب خارجيا، حيث يبرر الانقلاب وجوده بحماية أمن إسرائيل (إضافة لاستغلاله ملف الأقباط، ومكافحة الحركات الإسلامية، وصولا للعبث بثوابت الدين الإسلامي فيما أسماه الثورة الدينية)، إلا أنه قد أهدر سمعة النظام وهدد كرامة الجيش المصري، وحطم معنوياته جراء تعرضه لإهانات بالغة على أيدى مجموعات مدنية، وإن كانت مسلحة".
وذكر أن الساحة الإقليمية شهدت تغيرات كبرى تتصل بالقضية المصرية، منها ما ساهم في تفكيك حلف الثورات المضادة، ومنها ما تعلق بتعارض سياسات النظام مع سياسات أهم داعميه في المنطقة، ومنها ما تعلق بارتباط مصالح الانقلاب بالحلف الروسي الإيراني المعادي للربيع العربي، والمهدد أيضا للأمن القومي العربي، وخاصة أمن الخليج، كما يهدد مصالح الغرب في المنطقة.
وقال رئيس حزب البناء والتنمية إن القراءة الجادة والمنصفة لمجمل المشهد الإقليمي والدولي تقرر بأن هناك تغيرات حادة يمكن أن ترتقي لمستوى التغيرات الإستراتيجية التي يمكن أن تكون رصيدا للقضية المصرية وللربيع العربي كله، لكن شريطة التعامل معها بشكل صحيح.