حسام بهجت يروي تفاصيل اعتقاله في أقبية المخابرات الحربية

روى الصحفي المصري حسام بهجت، الذي أفرجت عنه السلطات المصرية، الثلاثاء، بعد أن احتجزته ليلة الإثنين، تفاصيل احتجازه من قبل المخابرات الحربية والتحقيق معه أمام النيابة العسكرية.

وأوضح أنه ظل محتجزا في غرفة مؤمنة بباب خشبي خلفه بوابة حديدية "منذ منتصف ليل الأحد 8 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى ظهيرة الثلاثاء 9 تشرين الثاني/ نوفمبر"، دون التحقيق معه.

وقال بهجت في بيان، حصلت "عربي21" على نسخة منه، إنه توجه صباح الأحد الماضي "لمقر إدارة المخابرات الحربية بناء على استدعاء كتابي للحضور، تسلمته على عنوان منزلي قبلها بثلاثة أيام".

وأضاف أنه قضى قرابة ثلاث ساعات في المخابرات قبل أن يتم اقتياده "عبر باب خلفي وتحت حراسة مسلحة إلى هيئة القضاء العسكري بعد أن تم رفض طلبي الاتصال بأسرتي أو بمحام أو بزملائي المنتظرين خارج المبني".

وكشف بهجت أنه، في القضاء العسكري، تم الإبقاء عليه تحت الحراسة في السيارة لمدة تجاوزت خمس ساعات، "وبعدها مثلت أمام عضو بنيابة شمال القاهرة العسكرية للتحقيق معي كمتهم".

وأفاد أنه قاوم محاولات عديدة "من الترغيب والترهيب للتنازل عن حقي في استدعاء محام ولكن تصميمي على موقفي انتهى بالسماح لي بإجراء مكالمة واحدة لإخطار صديق بمكان تواجدي وباحتياجي لمحام".

وأوضح أنه بدأ التحقيق معه بحضور قرابة 25 محاميا متطوعا، وانصب التحقيق "حصريا على تحقيق صحفي نشرته بموقع "مدى مصر" في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعنوان (تفاصيل المحاكمة العسكرية لضباط بالجيش بتهمة التخطيط لانقلاب)"، وجرى التحقيق على خلفية بلاغ مقدم ضده من المخابرات الحربية.

وقال بهجت إنه أخطر من قبل رئيس النيابة أنه "متهم بإذاعة أخبار كاذبة، من شأنها إلحاق الضرر بالمصلحة الوطنية، وبنشر معلومات تضر بالسلم العام بسوء قصد".

وبعد التحقيق، يستطرد بهجت، "تم تسليمي للمخابرات الحربية مرة أخرى وانتظرت في السيارة نفسها حتى الحادية عشرة مساء قبل أن تحضر سيارة أخرى على متنها ثلاثة مسلحين يرتدون الملابس المدنية قاموا بتفتيشي بعناية فائقة وتم نقلي إلى سيارتهم ووضع عصابة لتغمية عيني وطلب مني خفض رأسي على المقعد المقابل لي".

وكشف أنه وصل إلى مكان لا يعلمه "ووقفت فترة في العراء جاءني خلالها طبيب سألني إن كنت أشكو من أمراض أو أتناول أدوية"، ثم طلب منه خلع قميصه وسرواله وعاين جسده ظاهريا.

وأردف بهجت أنه اقتيد إلى زنزانة "ضيقة ومظلمة وخالية من أي شيء إلا بطانيتين على الأرض"، بعد أن ارتدى ملابسه ونزعت العصابة عن عينيه، والتحفظ على جميع متعلقاته.

وما هي إلا ربع ساعة، يقول بهجت، "جاء الحارس لتغمية عينيّ مجددا" واقتاده للحديث مع مسؤولين "لم يفصحا عن هويتهما، أخبراني بأن المسألة ستنتهي في الصباح وأمرا بتحسين ظروف احتجازي ونقلي إلى (الفيلا)" التي ليست إلا "غرفة متواضعة نظيفة إلى حد كبير بها سرير وملحق بها حمام صغير". 

وأفاد أنه ظل "داخل الغرفة المؤمنة بباب خشبي خلفه بوابة حديدية منذ منتصف ليل الأحد 8 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى ظهيرة الثلاثاء 9 تشرين الثاني/ نوفمبر"، دون أن يتم التحقيق معه، أو إخباره بقرار النيابة العامة بشأنه، أو وضعه القانوني.

وعلم بهجت، الأحد، للمرة الأولى أن "النيابة قررت حبسي أربعة أيام على ذمة التحقيق ولكن المخابرات الحربية قررت إطلاق سراحي الأحد".

وقبل السماح له بالمغادرة "تم إملائي إقرارا كتابيا نصه بأنني ألتزم بالإجراءات القانونية والأمنية في نشر أي معلومات تتعلق بالقوات المسلحة، وبأنني لم أتعرض لأي إيذاء بدني أو معنوي خلال فترة احتجازي بالمخابرات الحربية ثم تم تسليمي متعلقاتي الشخصية".

وأشار إلى أنه خلال التحقيق معه من قبل النيابة العسكرية "حرص المحققون على التأكيد أكثر من مرة بأنني لا أتمع بالحماية القانونية والنقابية المكفولة للصحفيين لكوني غير مقيد بنقابة الصحفيين".