نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريرا مفصلا عن اللحظات الأخيرة للطائرة الروسية المنكوبة التي سقطت وتحطمت في شبه جزيرة
سيناء السبت الماضي مخلفة مصرع 224 شخصا كانوا على متنها.
وذكرت الصحيفة أن الطائرة - طراز "
إيرباص أيه 321"، تمايلت صعودا وهبوطا قبل أن تسقط عن علو 31000 قدم بفعل انشطارها تحت "تأثير خارجي"، كما كشف مسؤولون في خطوط الطيران.
وبحسب الرواية، فإن ثقبا في مؤخر الطائرة سحب الركاب الذين كانوا ما يزالون مثبتين في مقاعدهم، عندما انشطر ذيل الطائرة بعد 23 دقيقة من مغادرتها منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر.
وقد ارتفعت الطائرة بصورة مفاجئة نحو 3000 قدم في غضون ثلاث ثوان، وحدث ذلك مرتين قبل أن تهبط 3000 قدم في الدقائق الأخيرة قبل اختفائها عن الرادار، وتحطمها في شبه جزيرة سيناء ومصرع جميع الركاب الـ217 وأفراد الطاقم السبعة.
وتأتي هذه الأنباء وسط تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين كشفوا أن قمرا صناعيا أمريكيا يعمل بواسطة الأشعة دون الحمراء التقط وميضا من الحرارة على الطريق الذي كانت الطائرة تسلكه قبل ثوان من سقوطها، ما يوحي بأن انفجارا ما وقع على متن الطائرة.
ولا تظهر البيانات تحرك الوميض باتجاه الطائرة في أي وقت من الأوقات، فلو أن صاروخ أرض- جو أطلق باتجاه الطائرة، لظهر وميض الحرارة يتحرك نحوها.
بل أن بيانات القمر الصناعي تكشف عن عصفة واحدة من الحرارة القوية على مسار الطائرة، ما يؤشر إلى فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة، أو حدوث انفجار في أحد خزانات الوقود أو في المحرك جراء عطل ميكانيكي ما، ما أدى إلى
سقوط الطائرة.
وشدد مسؤول أمريكي على أن هذه البيانات تؤدي إلى استبعاد فرضية أن تكون الطائرة قد أسقطت بواسطة صاروخ.
من جهتهم، استبعد المسؤولون في شركة الطيران "مترو جت" فرضية العطل الفني أو الخطأ من جانب الطيار، مشيرين إلى أن الطائرة أُسقطت بواسطة قنبلة أو صاروخ.
وفي هذا الإطار، قال ألكسندر سميرنوف نائب المدير العام في الشركة، إن "التفسير الوحيد المحتمل هو أن الطائرة سقطت بفعل تأثير خارجي ما".
وقد رفض تحديد نوع التأثير الذي يمكن أن يكون قد تسبب بتحطم الطائرة، لكنه قال إن طائرة "إيرباص" التي كانت متجهة إلى سان بطرسبورغ هي طائرة موثوقة ولا تسقط بهذه الطريقة حتى لو ارتكب الطيارون خطأ فادحا لأن أنظمتها الأوتوماتيكية تصحح أخطاء الطاقم.
وأضاف المسؤولون عن شركة الطيران أن قبطان الطائرة لم يوجه نداء استغاثة أو يتصل ببرج المراقبة قبل الحادث، ما يتناقض مع الكلام الذي سبق أن صدر عن مسؤول مصري بأن الطيار اتصل ببرج المراقبة ليطلب الهبوط في أقرب مطار بسبب المشكلات الفنية.
ورجح المحلل العسكري البريطاني بول بيفر فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة، قائلا إنه على يقين من أن تنظيم الدولة الذي تبنى في البداية عملية إسقاط الطائرة "لا يملك منظومة صاروخية قادرة على إسقاطها".
وأضاف أن صحراء سيناء تخضع لمراقبة واسعة من أجهزة الاستخبارات، لذلك "لو أطلق صاروخ لانكشف أمره".
وفند مدير الاستخبارات الأمريكية جايمس كلابر فرضية "عمل إرهابي"، موضحا أنه ليست هناك "أدلة مباشرة" عن وقوف "إرهابيين" وراء إسقاط الطائرة، ومشيرا إلى أنه لا يمكن التوصل إلى نتائج حاسمة قبل انتهاء التحقيقات، لكنه لفت إلى أن لتنظيم الدولة وجود واسع النطاق في أجزاء من شبه جزيرة سيناء.
بدوره قال ألكسندر نيرادكو رئيس "وكالة الطيران الروسية"، إن مزاعم المسؤولين في شركة (مترو جت) "متسرعة ولا تستند إلى وقائع حقيقية".
وسبق أن أعلنت العديد من شركات الطيران الكبرى، من بينها "لوفتهانزا"، و"الخطوط الجوية الفرنسية-كيه إل إم"، والخطوط الجوية القطرية، عن تجنب الطيران فوق شبه جزيرة سيناء بانتظار جلاء الحقيقة حول سبب سقوط الطائرة.
وذكرت شركات الطيران البريطانية التي تسير رحلات إلى منتجعات البحر الأحمر أنها لا تحلق فوق المناطق غير الآمنة في سيناء.
ولدى سؤال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إذا كان مستعدا لاصطحاب عائلته في رحلة إلى المنطقة، قال "أتبع دائما الإرشادات المتعلقة بالسفر، والإرشادات واضحة جدا في ما يخص تلك المنطقة. لا ننصح بالسفر إلى أجزاء من سيناء، لكننا لم نغير إرشاداتنا بالنسبة إلى السفر إلى شرم الشيخ"، مضيفا "إذا كانت بعض الطرقات غير آمنة، علينا بالتأكيد أن نتحرك، لكن يجب أن نفعل ذلك بالاستناد إلى الأدلة وليس إلى التكهنات".
وقد أثار اللغط حول أسباب تحطم الطائرة وسلامة الطيران في المنطقة مخاوف لدى 900 ألف بريطاني يزورون مصر سنويا، لاسيما للاستمتاع بأشعة الشمس في فصل الشتاء في منتجعي شرم الشيخ والغردقة على البحر الأحمر.