في ما يعكس حالة الإرباك التي تحياها
إسرائيل، قتل الليلة الماضية يهودي بنيران جنود الاحتلال في
القدس المحتلة بعد الاشتباه به كمقاوم خطط لتنفيذ عملية.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن جنديين أرسلا لمحطة الحافلات المركزية في المدينة لتأمين المسافرين، أطلقا النار على المستوطن بعد أن زعما أنه حاول خطف سلاحهما، وهو ما تبين أنه غير دقيق.
من ناحيته، قال الجنرال إسحاق ليفي، القائد السابق لشرطة الاحتلال في القدس إن هذه النتيجة تعد طبيعية في ظل حالة الإرباك السائدة حاليا، وفي أعقاب التعليمات التي أصدرتها الحكومة بشأن منح تسهيلات على أوامر إطلاق النار الصادرة لجنود الجيش وعناصر الشرطة، محذرا من أن الأمور يمكن أن تصبح أكثر خطورة.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الخميس، حذر ليفي من أن الأوضاع الأمنية "ستصبح أكبر تعقيدا وخطورة بفعل سلوك الحكومة وتحريض النخب السياسية"، مشددا على أن هناك ما يدلل على أن إسرائيل ستغرق في موجة "عنف" طويلة الأمد تقوم على الفعل وردة الفعل.
من ناحية ثانية، كشف موقع "وللا" الإخباري أمس النقاب عن أن الكثير من عناصر الشرطة يرفضون الخدمة في المناطق المحتلة شرق القدس خوفا على حياتهم.
ونوه الموقع إلى أنه على الرغم من الإغراءات المالية التي أمر وزير الأمن الداخلي يغآل أردان بتقديمها لعناصر الشرطة فإنهم ما زالوا يرفضون الخدمة في المدينة.
من ناحية ثانية وفي خطوة غير مسبوقة، فقد أصدر وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون أمرا بتحويل ثلاثة من القاصرين الفلسطينيين في القدس للاعتقال الإداري، بسبب منشورات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وذكرت صحيفة "معاريف" على موقعها اليوم، أن الثلاثة ناقشوا من خلال منشورات كيفية تنظيم مظاهرات في أحد أحياء القدس المحتلة.
يذكر أن إسرائيل تفرض رقابة مشددة على حسابات وصفحات الفلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، وشكلت عدة وحدات عسكرية واستخبارية لمتابعتها.
من ناحية ثانية، هاجم الكاتب الصهيوني مردخاي كرفل كل أولئك الذين يطلقون على أحداث المقاومة وصف "انتفاضة" قائلا: "إنها روح الجهاد العالمية التي تسري هنا، وستحرق الجميع".
وفي مقال نشره أمس موقع "عروتش شيفع"، الذي يمثل التيار الديني الصهيوني، أضاف كرفل أن الحديث عن القضية الفلسطينية والصراع مع العرب "مجرد محاولة لإخفاء الحقيقة المتمثلة في أننا نواجه الإسلام الذي يريد أن يعيد الاعتبار لذاته هنا".
وواصل كرفل محاولاته استثارة تعاطف الغرب قائلا: "هؤلاء الفلسطينيون الذين ينضمون للعمليات ضدنا يريدون أن يكونوا شهداء وأبطالا، هم يتأثرون بما يحدث خارج الحدود في أرجاء العالم العربي".
وفي محاولة لإقناع الغرب بـ"عدالة" الموقف الصهيوني، زعم كرفل أن نجاحات الفلسطينيين في حربهم ضد الكيان الصهيوني سيتحمل تبعاتها الأوروبيون مستقبلا، حاثا على أكبر دعم غربي للكيان الصهيوني.
وبحسب منطق كرفل، فإن ما يفاقم خطورة الأحداث الجارية حالية حقيقة "توظيف" المسجد الأقصى واستغلال مكانته الدينية الكبيرة في نفوس المسلمين من أجل "تحريضهم" على الكيان الصهيوني.