انتهاء اليوم الأول بلا ناخبين والجيش يعترف "فيه حاجة غلط"

أغلقت لجان الاقتراع أبوابها بعد انتهاء اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب المصري في محافظات المرحلة الأولى، وسط مشاركة هزيلة قدرت بحوالي 2.27 % فقط.

وأجمع مراقبون ووسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب، والمعارضة له على أن الإقبال على العملية الانتخابية كان ضعيفا للغاية في كل المحافظات التي جرت بها الانتخابات بلا استثناء.

وبعد جولة قامت بها "عربي21" في عدد كبير من اللجان تبين غياب الناخبين طوال اليوم إلا عدد قليل منهم، وخلت الشوارع والميادين من مظاهر التنافس والسخونة المعتادة في الانتخابات المصرية، في مشهد لم تعرفه مصر من قبل، حتى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأعلنت غرفة عمليات اللجنة العليا للانتخابات، أن نسبة المشاركة في اليوم الأول للاقتراع بالمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب حتى الساعة الثانية، والنصف ظهرا بلغت 2.27%، بعد أن كانت 1.19% فقط حتى منصف اليوم، وهي نسبة جد هزيلة.

وتُجرى الانتخابات في المرجلة الأولى في 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح".

الإعلام والحكومة يتسولون الناخبين

وتبادل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو تظهر فيها عربات القوات المسلحة، وهي تتجول في شوارع محافظة الفيوم، وفوقها مكبرات الصوت التي تبث أغنية "بشرة خير" وأغنية "تسلم الأيادي" في محاولة يائسة لحث المواطنين المواطنين على التصويت.

وانهالت التعليقات الساخرة على هذا الفيديو الذي أوضح أن جنود الجيش تركو وظيفتهم الأساسية وتفرغوا للرقص واستجداء الناخبين، على حد قول المعلقين.

وتداول نشطاء صورة طريفة لسكرتير عام محافظة سوهاج وهو يقوم بـ "رش" المياه داخل إحدى اللجان انتظارا لقدوم أي ناخب ليدلي بصوته، وهي عادة مصرية يفعلها أصحاب المحال التجارية لجلب الزبائن.
ولجأ أحد المرشحين في منطقة الهرم إلى توزيع وجبات من الكباب والكفتة على الناخبين لتشجيعهم على الذهاب إلى اللجان.

مناشدات يائسة

وفي محاولة لتشجيع المواطنين على النزول والمشاركة في الانتخابات، عرضت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب صورا للمشاهير والشخصيات العامة، وهم يدلون بأصولتهم، من بينهم الممثلين ولاعبو كرة القدم والشيوخ والقساوسة.

وناشد الإعلاميون الفنانين والرياضيين بالنزول للجان الانتخابية لتشجيع المواطنين على المشاركة.
وبعدما فاض به الكيل، تحول الإعلامي خيري رمضان إلى مهاجمة المواطنين العازفين عن المشاركة، قائلا: "ابقوا جالسين في بيوتكم بلا انتخابات بلا وجع قلب وتفرجوا على فيلم ولا مباراة كرة قدم اتركوا البلد تخرب".

وألقى باللوم على الحكومة لعدم منح الموظفين إجازة حتى يشاركوا في التصويت قائلا: "الشغل في البلد مش مقطع بعضه يعني، مش هايجرى حاجة لو ادينا للناس إجازة".

"في حاجة غلط"

أما رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق "محمود حجازي"، فشدد على ضرورة نزول الناخبين للتصويت وأداء واجبهم تجاه الوطن، على حد قوله.

وأضاف حجازي - أثناء جولة له ببعض لجان محافظة الإسكندرية - أن الجيش والشرطة والقضاء قاموا بواجبهم من أجل إتمام العملية الانتخابية على أعلى مستوى، لكن لما كل ده يتعمل والمواطن مينزلش يبقى فيه حاجة غلط كبيرة جدا جدا".

وأكد أن الشعب كان يعزف في السابق عن المشاركة في الانتخابات بسبب التزوير، أما الآن، فإن ضعف الإقبال هو أمر غير مفهوم، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن تكون نسبة الحضور والمشاركة قياسية غير مسبوقة في تاريخ مصر.

ودعا اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات بكثافة ودون خوف، مؤكدا لهم أن الحالة الأمنية في اللجان الانتخابية ومحيطها مستقرة ولا توجد أي عقبات تمنع أي مواطن من الإدلاء بصوته.

تخويف بالغرامة

وبعد أن اكتشفت الحكومة أن وسائل الترغيب لم تفلح لجذب المواطنين للجان الاقتراع، لجأت إلى الترهيب وتخويفهم بالغرامات المالية.

وأكد مصدر في اللجنة العليا للانتخابات أنه فور انتهاء اليوم الثاني للتصويت سوف يتم حصر أسماء الناخبين الذين تخلفوا عن الإدلاء بأصواتهم، وإرسالها إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها تفعيل القانون.

وأوضح أن من يتخلف عن الإدلاء بصوته في الانتخابات واسمه مقيدا بقاعدة بيانات الناخبين يعاقب بغرامة لا تتجاوز 500 جنيه".

وتهكم بعض الإعلاميين بأن الحكومة يمكنها أن تجني مليارات الجنيهات من هذه الغرامة، حيث يبلغ تعداد الناخبين المقيدين في جداول الانتخاب ويحق لهم التصويت بتلك المحافظات نحو 27 مليون شخص.