بالرغم من أن الأردنيين هم من كشفوا حادثة تعرض
العامل المصري، خالد السيد عثمان، لاعتداء أقارب النائب البرلماني زيد الشوابكة، وعلى الرغم من المسارعة إلى تطويق الحادث بتقديم اعتذار رسمي، والقبض على مرتكبيه، وتقديمهم للعدالة، مع إنصاف العامل، وصون حقوقه، إلا أن الإعلاميين المعروفين في مصر بأنهم "الأذرع الإعلامية" لرئيس الانقلاب عبدالفتتاح
السيسي لم يعتدوا بذلك كله، بل اعتبروا الحادث، الذي ارتكبه فرد أردني، لا يعبر عن الشعب الأردني كافة، إهانة للشعب المصري كله، وتجاوزوا في الانتقاد إلى حد السب والشتم.
لم يلتزم إعلاميو السيسي ميثاق الشرف الإعلامي، الذي وضعه قائد الانقلاب وتجاهلوه، فراح الإعلاميون المحسوبون على السيسي ينهشون عرض كل شعب عربي، لمجرد وقوع حوادث فردية مماثلة، حتى وصل الأمر إلى قذف وسب شعوب عربية وإسلامية، سواء الشعب الليبي، أو القطري، أو التركي، أو المغربي، أو الجزائري، أو السوداني، أو الفلسطيني، وأخيرا الخليجي، والسوري، وهكذا اتسعت القائمة لتشمل الآن الشعب الأردني، وذلك كله في عهد السيسي.
وقد اضطر السيسي -بحسب قوله هو نفسه - إلى تقديم اعتذارات عن هذه الإساءات، حتى اعتذر لأمير قطر الشيخ تميم، وإلى الرئيس السوداني عمر البشير، كما اعتذرت الحكومة المصرية إلى نظيرتها المغربية.. إلخ.
وفي البداية، رفع الإعلامي سيد علي، سقف المطالب من الأردن، فطالب خلال تقديمه برنامج "حضرة المواطن" عبر فضائية "العاصمة" العاهل الأردني الملك عبد الله بتقديم اعتذار للعامل المصري.
وطالب أحمد موسى في برنامجه "على مسؤوليتي"، على قناة "صدى البلد": بـ"إصدار بيان رسمي من البرلمان الأردني، والحكومة الأردنية، لإدانة الحادث".
وفي تحريض سافر قال: "الذي تمتد يده على مصري تقطع، ولن نقبل التنازل أو التفاوض مع المعتدين".
وتابع موسى مهددا: "كله إلا المصريين يا عرب.. كله إلا أولاد مصر".
وممتنا على العرب، استطرد موسى: "مصر هي التي حمتكم، ولن نسمح للمصريين بأن يُهانوا في الخارج بهذا الشكل ... شعب مصر لا أحد يهينه.. في دولة عربية أو غير عربية".
ومن جهته، اعتبر الإعلامي وائل الإبراشي، أن واقعة الاعتداء على العامل المصري تعد عنوان غضب الشارع المصري، كون الشخصية المصرية لا تقبل
الإهانة على النحو الذي تداوله الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على أن هذه الواقعة لا يمكن السكوت عليها كونها صفعة على وجه المصريين لا يقبلها كل معني بالإنسانية".
واستضاف الإبراشي -خلال تقديمه برنامج "العاشرة مساء" عبر فضائية "دريم"، في مداخلة هاتفية - هشام عثمان، شقيق العامل المعتدى عليه، الذي اعتبر أن الواقعة تعد اعتداء على الشعب المصري بالكامل، مطالبا الدولة بالحصول على حق شقيقه.
وأوضح أن مشاهد الاعتداء على خالد ستظل في ذاكرة الشعب المصري.
وفي تعليقه على الحادث، تجاوز الإعلامي محمد شردي -خلال تقديم حلقة الأحد من برنامجه "90 دقيقة"، على فضائية المحور - في حق عائلة النائب الأردني، إذ خاطبه قائلا: "أنت قلت للعامل المصري أثناء ضربك له: "يا غريب خليك أديب"، لكن أنت أيضا علم أهلك الأدب في التعامل مع الأشخاص الغرباء".
وأضاف أن "العامل المصري له ظهر، وهو مصر، والإعلام المصري، ولا بد من "قعدة عرب" لإعادة حق هذا المواطن المصري".
ومن جهته، عمم الإعلامي عمرو عبد الحميد، الحادث على الأردنيين جميعا، فقال -خلال تقديمه برنامج "البيت بيتك"، عبر فضائية "ten"، الأحد: "إنه حادث مؤسف، و همجي، وتم بحقد وغل، غير مسبوق من الأردنيين"!
"إخص على هيك ذكور يتمرجلوا ع رجل ضعيف"
وتحت هذا العنوان، قال الكاتب الصحفي حمدي رزق، بجريدة "المصري اليوم: "متى استعبدتم المصريين، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، ولكن نقول ماذا، الذي رماك على المر.. الأمر منه.. الشباب يبحث عن لقمة في صفائح الزبالة العربية، وقصص إهانة المصريين في العواصم العربية الشقيقة يندى لها الجبين".
ومحرضا قال رزق: "لو تيقن هذا النائب وشقيقه وعصبته أن لهذا العامل كرامة تدافع عنها دولته، وأن هذه الصفعة لن تمر على الخارجية بالساهل، وستكلفه ما لا يطيق مصريا، ولن يفلت وعصبته بجريمتهم، لما أقدم عليها، لكن شقيقه صفع الشاب المصري المرة تلو المرة، وهو في مأمن من العقاب.. فمتى تتحرك الخارجية لحماية كرامة أبنائها في العواصم العربية؟
إشادة "حقوقية" بالموقف الأردني
في المقابل، كانت هناك أصوات مصرية عاقلة قريبة من الإعلام، ومنهم الناشط الحقوقي نجاد البرعي، الذي أشاد بالموقف الأردني، واصفا الموقف بأنه يدل على الأصالة والكرم.
وغرد البرعي -عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"- قائلا: "الموقف الأردني من ضرب أقارب أحد النواب المصري يدل على الأصالة والكرم.. قبضوا على المعتدي، والبرلمان يعتذر للشعب المصري، ويوقع عقوبة على النائب.